الاعتقال على "الهوية" في الضفة: فلسطينيو غزة هدفٌ للاحتلال

24 مارس 2024
يستهدف الاحتلال المواطنين من مواليد غزة في حملات اعتقال ممنهجة (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قوات الاحتلال ت intensify عمليات الاعتقال ضد المواطنين الحاملين لهوية غزة، مستهدفة بشكل خاص النساء ومرضى السرطان، في إطار عدوان شامل على غزة.
- الهيئة ونادي الأسير الفلسطيني يحذران من حملات الاعتقال والترحيل، مشيرين إلى ترحيل صحافية وتهديدات بالترحيل لآخرين، وينددان بمنع الزيارات القانونية والإخفاء القسري.
- إدارة سجون الاحتلال تفرض إجراءات قاسية على الأسرى الأطفال، مع احتجاز 200 طفل، بما في ذلك أكثر من 40 تحت الاعتقال الإداري، وتجدد المطالبة بتدخل المؤسسات الحقوقية الدولية.

صعّدت قوات الاحتلال من وتيرة عمليات الاعتقال بين صفوف المواطنين الذين يحملون "هوية غزّة" من على الحواجز العسكرية، وتحديدًا بين صفوف النّساء، وفقًا لما أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطينيّ.

وقالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، في بيان اليوم الأحد، إنّ "المؤسسات تابعت مؤخرًا اعتقال ما لا يقل عن خمس حالات خلال أسبوع واحد، ومن عدة مناطق، وكان من بينهم مريضة بالسرطان اُعتقلت خلال توجهها للعلاج في القدس، وأُفْرِج عنها لاحقًا". 

وأوضحت الهيئة والنادي أنّ "الاحتلال وفي ضوء الإبادة الجماعية التي يُنفذها في غزة، والعدوان الشامل والجرائم المروّعة وغير المسبوقة بكثافتها، عمل على استهداف المواطنين من مواليد غزة، أو ممن ما زالت هوياتهم تشير إلى سكنهم في غزة، وهم مقيمون مع عائلاتهم منذ سنوات في الضّفة". 

ووجّهت الهيئة والنادي نداءً خاصًّا إلى المواطنين الذين تشير هوياتهم إلى أنّهم من سكان غزة، وهم مقيمون في الضّفة أن يتوخوا الحذر، ولا سيما في ضوء إقدام الاحتلال مؤخرًا على ترحيل الصحافية سيقال قدوم إلى غزة، وتهديد آخرين بترحيلهم بعد احتجازهم أمام الحواجز العسكرية المقامة بين البلدات والمحافظات. 

ووفقاً للمصدر نفسه، فإنه منذ العدوان والإبادة المستمرة بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة، نفّذت قوات الاحتلال حملات اعتقال واسعة في الضفة، واستهدف عبرها عمال غزة الذين انتقلوا إلى الضفة بعد السابع من أكتوبر، علمًا أنّ الاحتلال يمنع حتى اليوم الطواقم القانونية واللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارات المعتقلين من غزة، أو الكشف عن أي معطيات بشأن مصيرهم أو أماكن احتجازهم، وذلك في ضوء جريمة الإخفاء القسري المتواصلة بحقّهم حتّى اليوم، علمًا أنّ إعلام الاحتلال كان قد كشف عن استشهاد 27 أسيرًا من غزة في معسكرات الاحتلال.

تنكيل بالأسرى الأطفال 

على صعيد آخر، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير بأنّ إدارة سجون الاحتلال تواصل فرض إجراءات تنكيلية بحقّ الأسرى الأطفال (الأشبال)، ولا تقل بمستواها عن الإجراءات الانتقامية التي فرضتها بحقّ الأسرى البالغين منذ السّابع من أكتوبر، فهم محتجزون في زنازين مجردة من أي شيء، ومعزولون جدًّا، ومحرومون من زيارة عائلاتهم، وذلك في ضوء استمرار حرمان آلاف الأسرى من زيارة العائلة.

وأوضحت الهيئة والنادي في إطار زيارة تمت إلى أحد الأسرى الأطفال في سجن مجدو، أنّ عدد الأسرى الأشبال فيه وصل إلى 94، من بينهم 24 طفلًا من غزة، احتجزوا في  زنزانتين.

وأشارت إلى أن إدارة سجن مجدو تتعمد تقييد أيدي الأسرى الأطفال وأقدامهم عند إحضارهم للزيارة، ولم تتوقف عمليات اقتحام زنازينهم، فيما أفاد الأسرى الأطفال بالقول: "لم نعرف بداية رمضان إلا من الأسرى الجدد، وسحورنا في هذا الشهر على العتمة".

يذكر أنّ عدد الأسرى الأطفال (الأشبال) في سجون الاحتلال نحو 200، وفقًا للمعطيات المتوفرة للمؤسسات المختصة، من بينهم أكثر من 40 طفلًا رهن الاعتقال الإداريّ، وهم محتجزون في سجني مجدو وعوفر، وقد بلغت عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال من الضّفة بعد السابع من أكتوبر نحو 500.

وجدّدت الهيئة والنادي مطالبهم للمؤسسات الحقوقية الدولية، بتحمّل مسؤولياتها تجاه ما يجري بحقّ الأسرى، ومنهم الأطفال الذين يتعرضون لكل أشكال الانتهاكات والجرائم المروعة، والتي تصاعدت بصورة غير مسبوقة بعد السابع من أكتوبر.

ضرب الأسيرة براءة عوض

وفي بيان آخر، كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الأحد، أن الأسيرة براءة عوض من بلدة بيت جالا في محافظة بيت لحم، تعرضت للضرب والتنكيل أثناء عودتها إلى أرض الوطن، قبل أن يتم اعتقالها ونقلها إلى معسكر لجيش الاحتلال.

وبينت الهيئة أن الأسيرة عوض تعرضت لمعاملة لا إنسانية، سواء في معسكر الجيش أو خلال نقلها بين سجون عوفر والشارون والدامون، ولم تراع ظروفها وخصوصيتها، بل على العكس تعمد الجنود إرهابها وتخويفها والنيل من نفسيتها.

وتحدثت الأسيرة عوض لمحامي الهيئة الذي زارها، مؤخراً، عن أوضاع السجن عامة، وقالت: "إن الأوضاع الحياتية والمعيشية مأساوية، حيث يتم التفرد بهن، ويمارس بحقهن ما يمارس بحق الأسرى من حرمان ومصادرة للحقوق وفرض العقوبات، إذ أصبح ماء الشرب وسوء الطعام كمًّا ونوعًا من أساليب العذاب الدائم ووسائله، مما انعكس على صحة الأسيرات اللواتي تتعقد ظروفهن يوميًّا".

وبينت الهيئة أن إدارة سجون الاحتلال لم تراع متطلبات شهر الصوم، ولم يشفع لهن في التراجع عن الخطوات التصعيدية وسياسة الحرمان، واصفة رمضان الحالي بأنه الأصعب والأقسى في تاريخ الحركة الأسيرة.

يُشار إلى أن عدد الأسيرات في سجن الدامون بلغ 68 أسيرة، غالبيتهن اعتقلن بعد السابع من أكتوبر المنصرم.

المساهمون