الاحتلال يرفض إطلاق الأسير ناصر أبو حميد "في أيامه الأخيرة"

06 أكتوبر 2022
الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد يواجه "القتل البطيء" (فيسبوك)
+ الخط -

في قرار وصفه نادي الأسير الفلسطيني بأنه "متوقع"، رفضت لجنة قضائية إسرائيلية مكلفة النظر في قضية الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد، المصاب بالسرطان، طلب الإفراج المبكر عنه اليوم الخميس، وذلك رغم تدهور وضعه الصحيّ وتصنيفه بأنه حرج، وتوصيات الأطباء بمنحه "فرصة إنسانية لمغادرة السجن في أيامه الأخيرة".

وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، أن هذا القرار شابه مجموعة قرارات سابقة أصدرتها لجان نظرت في قضايا مشابهة خلال السنوات الماضية، وبعضها لأسرى مرضى، والتزمت فيها تطبيق التعديلات والإضافات التي أجريت على قوانين الاحتلال، وأهمها رفض الإفراج عن الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد، حتى إذا وصلوا إلى مراحل صحية حرجة، مثل ناصر، في حين كانت القوانين السابقة تسمح بذلك أحياناً.

وأكد نادي الأسير الفلسطيني أنّ "قرارات الجهاز القضائي للاحتلال، وبينها تلك للجان المختصة، تعكس بالكامل حالة التطرف المتصاعدة لدى أجهزته على كل المستويات".

وكانت جلسة خاصة عقدت في سجن "الرملة"، اليوم الخميس، للنظر في قضية الأسير أبو حميد، وترافقت مع احتشاد أفراد من عائلات جنود الاحتلال الذين أطلقوا هتافات تحريضية ضده، وضد الفلسطينيين.

وبلغت الحالة الصحية للأسير أبو حميد مرحلة حرجة، وأقرّ أطباء الاحتلال الذي عاينوا نتائج التقارير والفحوص الصحية التي خضع لها بأنّه "يمضي أيامه الأخيرة"، لكن سلطات الاحتلال تُصر على مواصلة احتجازه في سجن "الرملة" الذي يُعتبر أحد أسوأ سجون الاحتلال على صعيد ظروف الاعتقال.

ودعا نادي الأسير الفلسطيني إلى "ضرورة مواصلة بذل كل الجهود الممكنة على كل المستويات لجلب الحرية لناصر قبل فوات الأوان".

وكان الأسير أبو حميد قال، في رسالة وجّهها أخيراً إلى الشعب الفلسطيني: "أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، لكنني مُطمئن وأفتخر أولاً بأنني فلسطيني، وواثق في أنني أترك خلفي شعباً عظيماً لن ينسى قضيتي، وقضية الأسرى. أنحني إجلالاً وإكباراً لكل أبناء شعبنا الفلسطينيّ الصبور، وأنا مش زعلان من بلوغ نهاية طريق أودّع فيه شعباً بطلاً وعظيماً، والتحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي، وأنا سعيد بلقائهم".

ولد الأسير أبو حميد في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1972 في مخيم النصيرات بغزة، وبدأ مسيرته النضالية منذ الطفولة حين واجه الاعتقال للمرة الأولى في سن الـ11، وواجه رصاص الاحتلال، وأُصيب بجروح بليغة.

واعتقل مدة 4 أشهر قبل انتفاضة عام 1987، وتكرر ذلك بعد مدة، وحكم عليه الاحتلال الإسرائيلي بالسجن عامين ونصف العام، ثم أفرج عنه وأعيد اعتقاله عام 1990، وحكم عليه بالسجن المؤبد، فأمضى 4 سنوات من حكمه، وأطلق ضمن مجموعة مفاوضات، لكنه عاد إلى السجن عام 1996، وقضى فيه ثلاث سنوات.

وخلال انتفاضة الأقصى، انخرط أبو حميد مجدداً في مقاومة الاحتلال، واعتقل عام 2002، وحكم عليه بالسجن المؤبد 7 مرات، وهو ما زال في الأسر.

وواجه الأسير أبو حميد ظروفاً صحية صعبة جرّاء الإصابات التي تعرض لها برصاص الاحتلال، حتى تشخيص إصابته بسرطان في الرئة العام الماضي، وهو يواجه منذ ذلك الوقت رحلة عذاب جديدة في الأسر، أساسها ارتكاب جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) في حقه، ووصل مرضه اليوم إلى مراحله الأخيرة.

وينفذ 5 أشقاء آخرون لأبو حميد أحكاماً بالسجن المؤبد، منهم نصر ومحمد وشريف الذين اعتقلوا معه خلال انتفاضة الأقصى. وقضى شقيقه عبد المنعم أبو حميد شهيداً عام 1994.

وتعرضت والدتهم مرات للحرمان من زيارتهم، وواجهت مع والدهم قبل وفاته التنكيل طوال عقود. وقد هدم منزل العائلة خمس مرات، آخرها عام 2019.

المساهمون