يُحتمل أن يتسبب أي تغيير في درجات الحرارة حتى لو كان محدوداً بأضرار على الغابات الموجودة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وعلى تنوعها البيولوجي الغني وقدرتها على تخزين الكربون، على ما ذكرت دراسة نشرت في مجلة "نيتشر".
وتُشكّل الغابات، التي تغطي مساحات شاسعة من روسيا وألاسكا وكندا، مصارف مهمة للكربون، لكنّها معرضة للخطر نتيجة الحرائق المتزايدة والأنواع الغازية التي يعزز الاحترار المناخي وجودها.
Nature research paper: Even modest climate change may lead to major transitions in boreal forests https://t.co/SQGu49jqRB
— nature (@Nature) August 11, 2022
وبهدف معرفة عند أي مستوى من الاحترار وفي ظل أي كمية محدودة من الأمطار تتضرر الأنواع الأكثر شيوعاً في هذه الغابات، أجرى الباحثون تجربة امتدت على خمس سنوات ونشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" العلمية الأربعاء.
وتولى الباحثون بين سنتي 2012 و2016 زرع 4600 شجرة من تسعة أنواع، بينها التنوب الشوحي والشوح والصنوبر، في شمال شرق ولاية مينيسوتا، ثم استخدموا كابلات ثبتوها تحت الأرض ومصابيح تبعث الأشعة تحت الحمراء لتعريض البراعم الصغيرة لدرجتي حرارة مختلفتين، إذ تخطت الأولى درجة الحرارة السائدة بـ1.6 درجة مئوية والثانية بـ3.1 درجات مئوية.
ووضع الباحثون أقمشة على نصف المساحة لالتقاط مياه الأمطار وجعل النباتات خاضغة للتغيير الحاصل في كميات الأمطار المُتساقطة والذي يُفترض أن يتسبب به التغير المناخي.
وأُعيقت عملية نمو الأشجار عندما كانت معرضة لدرجة حرارة تفوق السائدة بـ1.6 درجة نتيجة تزايد موتها وانخفاض معدل نموها. وأدى الاحترار المناخي وحده أو مع كميات أمطار قليلة، إلى زيادة معدل موت الأشجار الصغيرة من بين الأنواع التسعة التي خضعت للدراسة.
وتهدف اتفاقية باريس 2015 إلى حصر الاحترار بأقل من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي و1.5 درجة إذا أمكن. إلا أن الخطط الحكومية الحالية تضع الأرض في مسار احترار يصل إلى 2.7 درجة مئوية هذا القرن.
وتوصلت الدراسات السابقة إلى أن التغير المناخي قد يتسبب بآثار إيجابية وسلبية على الغابات في نصف الكرة الأرضية الشمالي كتسببه مثلاً بفترة نمو أطول في الغابات الموجودة في أقصى الشمال.
وشهد نمو نوعي القيقب والبلوط، وهما نادران حالياً في غابات النصف الشمالي، تسارعاً عند الاحترار المناخي بـ1.6 درجة مئوية، بينما نمت الصنوبريات بشكل أبطأ.
وقال معد الدراسة الرئيسي بيتر رايش لوكالة "فرانس برس"، إنّ ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي قد يحمل "آثاراً إيجابية محدودة" على بعض الأنواع، لكنّ النباتات قد تصبح مشبعة بثاني أكسيد الكربون الذي ستؤدي الحرائق المتزايدة إلى إطلاقه مجدداً منها في الغلاف الجوي.
(فرانس برس)