يختار البعض إنجاب أطفال في عمر مبكّر ظناً منهم أن الحدّ من الفجوة العمرية بينهم وبين أطفالهم يجعلهم أكثر قرباً منهم، فيما يرى البعض أن استقرار الأهل الأكبر سناً قد يكون أفضل للصحة النفسية للأطفال. وتشير الدراسات إلى أنه لدى الثنائي الذي يكون فيه الأب أكبر سناً بشكل ملحوظ (ما فوق سن الخمسين)، قد يواجه الطفل رسوباً أو يكون تحصيله العلمي ضعيفاً، كما ينقل موقع "برايت سايد". في المقابل، فإنّ الطفل المولود لأم أكبر سناً يكون أكثر قابلية للتطور فكرياً، ويكون أداؤه أفضل في المدرسة.
ويمكن أن يُعزى معدل الذكاء المرتفع إلى وجود أم أكثر خبرة في الحياة ونجاحاً في العمل، وهو ما يساهم في تحفيز الطفل فكرياً بطريقة إيجابية. أما ضعف معدل الذكاء فقد يكون نتيجة محتملة للطفرات الجينية لدى كبار السن من الرجال.
وربّما يضطر الأطفال المولودون لأهل متقدمين في السن إلى إكمال مشوارهم في الحياة وحيدين وفي عمر مبكر.
وتشير إحدى الدراسات إلى أنه حين ينجب الثنائي في أواخر الأربعينيات أو أوائل الخميسينيات من العمر، فهناك احتمال بأن يواجه الطفل موت أحدهما في سن مبكرة، الأمر الذي قد يؤثر على صحته النفسية والعقلية. مع ذلك، يوضح الباحثون أن الأهل الأكبر سناً، والذين باتوا أكثر استقراراً في حياتهم، سيعكسون هذا الاستقرار على أطفالهم، وبالتالي تكون صحتهم النفسية أفضل.
من جهة أخرى، يمكن للأهل الأصغر سناً أن يكون لهم تأثير سلبي على صحة أطفالهم النفسية والعقلية. وتبيّن دراسات أن الأهل الأصغر سناً يقضون وقتاً أقل جودة مع أطفالهم بسبب العمل، الأمر الذي يؤثر سلباً على العلاقة الأسرية ومشاعر الطفل. بالإضافة إلى ما سبق، فإن الأطفال المولودين لأبوين مراهقين يواجهون صعوبة متزايدة في التعامل مع عواطفهم وسلوكهم، لأن أهلهم لم يستقروا في حياتهم بعد.
وقد يفترض المرء أن وجود والد أكبر سناً يجعل حياة الطفل أكثر صعوبة من الناحية الاجتماعية. مع ذلك، تشير الدراسات إلى خلاف ذلك؛ فالأطفال المولودون لأهل أكبر سناً يتصرفون بشكل أفضل بالمقارنة مع أقرانهم المولودين لأهل أصغر سناً. كما تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يولدون لأبوين أكثر نضجاً هم "أقل عرضة لتحدي القوانين أو العدوانية الجسدية".
بالإضافة إلى ما سبق، هناك بعض الفوائد الإيجابية للإنجاب في عمر متأخر، إذ يكون الأهل أكثر نضجاً وقدرة على مساعدة أطفالهم بعدما يكونون قد اختبروا أموراً كثيرة في الحياة، كما يكونون قادرين على تعلم أمور جديدة واستعادة أخرى قديمة. كذلك هم أكثر استقراراً من الناحية المادية وأكثر استعداداً للتربية جسدياً وعاطفياً.
(ربى أبو عمو)