استمع إلى الملخص
- تسبب الإعصار في عدد من الوفيات وتدمير مئات المنازل في مقاطعة سانت لوسي، حيث ضرب اليابسة بتصنيف عاصفة من الفئة 3 قبل أن يضعف.
- استعد السكان المحليون للإعصار بإغلاق المحال وتخزين المؤن، بينما نشر الرئيس بايدن آلاف الموظفين الفيدراليين للمساعدة في جهود الإغاثة.
ضرب الإعصار ميلتون وسط ولاية فلوريدا الأميركية، اليوم الخميس، بعد ساعات على وصوله إلى يابسة الساحل الغربي للولاية، ودمّر منازل وقطع الكهرباء عن أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وبلغت سرعة الرياح في مدينة تامبا 160 كيلومتراً في الساعة، إذ أُعلنت حالة طوارئ بسبب الفيضانات المفاجئة وأُوقفت خدمات الطوارئ، فيما نزح أكثر من مليون شخص من الولاية قبل وصول الإعصار.
وأصدرت مكاتب الخدمة الوطنية للأرصاد الجوية في تامبا باي وملبورن وميامي أكثر من 125 تحذيراً من الإعصار، وهذا أكبر عدد من التحذيرات من الأعاصير التي أُصدرت في يوم واحد على الإطلاق لولاية فلوريدا، محطماً الرقم القياسي السابق البالغ 69 تحذيراً، والذي سُجّل أثناء إعصار إيرما 2017.
وحددت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية عين الإعصار على بعد 120 كيلومتراً من جنوب غرب مدينة أورلاندو وسط الولاية، وقالت إن حالة طوارئ بسبب الفيضانات لا تزال سارية في منطقة خليج تامبا التي تشمل مدن تامبا وسانت بطرسبرغ وكلير واتر.
وأعلنت الهيئة أن "ميلتون" كان مصحوباً برياح قصوى بسرعة 160 كيلومتراً في الساعة، حين اقترب من فورت ميد التي تبعد 72 كيلومتراً من شرق تامبا بولاية فلوريدا في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس. وتوقعت الهيئة أن يواصل الإعصار مساره نحو الشرق حتى يدخل المحيط الأطلسي في وقت متأخر من اليوم الخميس.
وفيات جراء الإعصار ميلتون
تسبب الإعصار في عدد من الوفيات في مقاطعة سانت لوسي، إذ أكد مسؤولون وجود عدد من الوفيات، غير أنه لم تُحدَّد الأعداد الرسمية بعد، ودمرت مئات المنازل بالكامل، فيما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في ملبورن بولاية فلوريدا أن جهاز إرسال الطقس التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الذي يخدم سبع مقاطعات في وسط الولاية توقف عن البث حالياً.
وضرب الإعصار ميلتون اليابسة بالقرب من سيستا كي بولاية فلوريدا بتصنيف عاصفة خطيرة من الفئة 3 قبل أن يضعف إلى الفئة 1 أثناء تحركه فوق الولاية، وفقاً للمركز الوطني للأعاصير، وأسقط "ميلتون" حوالي 406 ميلمترات من الأمطار على سانت بطرسبرغ. كان الإعصار قد وصل إلى الفئة 5 عندما كان يتحرك نحو فلوريدا من خليج المكسيك، قبل أن ينخفض إلى الفئة 4 ثم إلى الفئة 3 مع وصوله إلى اليابسة.
وأوضح أحد الأميركيين المصريين المقيمين بمدينة سان بطرسبرغ في الولاية لـ"العربي الجديد" أنه على مدار الأيام الماضية، جهز نفسه والمنزل الذي يقيم فيه استعداداً لوصول الإعصار، مضيفاً أنه أحضر الطعام والمياه على مدار الأيام الماضية، وأغلق الشبابيك بالأخشاب ويقضي الليلة داخل المنزل. وقال: "المحال الكبرى أغلقت أبوابها منذ يومين، بعد تزاحم المواطنين ونفاد البضاعة نهائياً، ونحن باعتبار أننا نقيم في فلوريدا اعتدنا على الأعاصير، وبالتالي نعرف المواعيد ونستعد جيداً".
فيما أشار أحد المقيمين في مدينة تامبا لـ"العربي الجديد" إلى أنه غادر الولاية ليقيم مع صديق آخر في تكساس حتى نهاية الإعصار، خاصة بعد التحذيرات من قبل المسؤولين والمطالبة بالمغادرة.
ووفقاً لـ"سي أن أن"، ينتظر المسؤولون في فلوريدا ضوء النهار لتقييم الأضرار في مدنهم مع استمرار الإعصار ميلتون في الاجتياح، وقال رئيس مجلس مدينة تامبا جويدو مانيسكالكو، لمراسلة الشبكة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس بتوقيت واشنطن: "لا نعرف ما الذي سنراه عندما يحل النهار هنا، وهبات الرياح القوية مرعبة لسماعها طوال الليل، لم أسمع مثلها من قبل، وقد كنت في تامبا طوال حياتي"، مشيراً إلى أن أكبر مصدر قلق في المنطقة هو ارتفاع العواصف وأي ضرر قد يتبع ذلك.
ولفت مفوض مقاطعة شارلوت بيل تروكس إلى أن المستجيبين الأوائل حريصون على الخروج عندما يحل النهار لمساعدة السكان الذين قد يكونون في حاجة لهم، وقال تروكس: ليس لدينا مستشفى مفتوح على بعد 48 كيلومتراً"، وذلك بعد إغلاق المستشفيات في مقاطعة شارلوت وإنجلوود القريبة قبل العاصفة.
وعلى الرغم من أن السلطات وخبراء الأرصاد الجوية كانوا يخشون أن تامبا الأكثر تأثراً بإعصار ميلتون الأشد قسوة، فيبدو أن المدينة تجنبت نوع العاصفة المدمرة التي بلغ ارتفاعها 15 قدماً والتي كانت متوقعة، بينما تجاوزت كمية الأمطار التوقعات، حيث تلقت المدينة ما يصل إلى خمسة أشهر من الأمطار في غضون ساعات قليلة، وتساقطت جدران بعض المنازل في مشهد لم يعتد عليه سكان الولاية المليئة بالأعاصير، كما دفع الإعصار المياه خارج خليج تامبا، ما جعله يبدو وكأنه مجرى نهر جاف، فيما بدأت المياه بالعودة إلى مجرى الخليج مع الساعات الأولى من اليوم، لكن الخطر ما زال قائماً.
قال الرئيس جو بايدن إنه نشر مسبقاً آلاف الموظفين الفيدراليين في المناطق المتضررة، بما في ذلك أكثر من 1000 فرد من خفر السواحل. أما حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتوس فقال مع وصول الإعصار: "لقد وصلت العاصفة، حان الوقت للاحتماء، فقد فات الأوان الآن، وأصبح من الخطر إجلاء أي شخص آخر. ابقوا في الداخل وابتعدوا عن الطرق، فمياه الفيضانات والأمواج مرتفعة للغاية".
وطبقاً لشبكة "إن بي سي"، فقد قال مسؤولون إن خمسة أشخاص على الأقل نُقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج الطبي، بعد أن استجاب رجال الإطفاء في مقاطعة بالم بيتش لتقارير متعددة عن الأعاصير والأشخاص المحاصرين في مناطق ويلينغتون وأكريج ولوكساهتشي، أمس.