الإعصار إيان يغرق جنوب غربي فلوريدا بأمطار غزيرة وفيضانات

29 سبتمبر 2022
حوّل الإعصار شوارع الولاية إلى أنهار (لقمان فورال إليبول/الأناضول)
+ الخط -

اجتاح الإعصار "إيان"، أحد أقوى الأعاصير التي سجّلت في تاريخ الولايات المتحدة، جنوب غربي فلوريدا يوم الأربعاء، وحوّل شوارع الولاية إلى أنهار، وأدى لانقطاع التيار الكهربائي عن السكان، وهدّد بأضرار كارثية أخرى.

وأفاد مكتب مأمور منطقة ساحلية بأنه تلقى الكثير من المكالمات من محاصرين في منازل غمرتها المياه.

ونشر بعض السكان المحاصرين على صفحاتهم بـ "فيسبوك" ومواقع تواصل اجتماعية أخرى، نداءات تطالب بإنقاذ أرواحهم أو أحبائهم.

وأظهرت بعض المقاطع المصورة مياها تتدفق وتحمل الكثير من الحطام.

وصل الإعصار إلى اليابسة بالقرب من جزيرة كايو كوستا، التي تقع غرب مدينة فورت مايرز المكتظة بالسكان.

وصعد مارك بريتشيت، أحد السكان، إلى خارج منزله في مدينة فينيسيا، بينما كان الإعصار يتوجه إلى الشاطئ قادما من خليج المكسيك على بعد نحو 55 كيلومترا إلى الجنوب، ووصف ما رآه بـ"المشهد المرعب".

تسبب الإعصار في أضرار كثيرة (لقمان فورال إليبول/الأناضول)

وكتب في رسالة نصية: "لم أستطع الوقوف في وجه الرياح بالفعل. انهمر المطر كالإبر، وتحول الشارع الذي أسكن فيه إلى نهر، وسقطت بعض الأشجار، والأسوأ لم يأت بعد ".

سقطت بعض الأشجار نظراً لقوة الإعصار (لقمان فورال إليبول/الأناضول)

ضرب الإعصار من الفئة الرابعة الساحل مع قوة رياح تبلغ 241 كيلومترا في الساعة.

انقطاع الكهرباء عن أكثر من 2.3 مليون مسكن

وفي وقت أفاد موقع "باور أوتيدج دوت يو إس"، الذي يرصد انقطاع التيار الكهربائي، بانقطاع الكهرباء عن أكثر من 1.8 مليون منزل وشركة في فلوريدا، أوضح موقع "آي بي سي" الأميركي، الخميس، أن الإعصار الذي ضرب جنوب غربي فلوريدا تسبب في انقطاع الكهرباء عن أكثر من 2.3 مليون مسكن.

وقالت شركة "لايت أند بور"، أكبر مزود للكهرباء في الولاية، في تغريدة مساء الأربعاء، إن "الرياح الكارثية المصاحبة لإعصار إيان تستدعي إعادة بناء أجزاء من نظامنا، وليس فقط إصلاحها".

وطلبت الشركة من مشتركيها الاستعداد لانقطاعات "واسعة"، مشيرة إلى أنها تقوم حاليا بتقييم الأضرار.

وأضافت: "نعمل حاليا على استعادة الطاقة في الأماكن حيث يمكننا القيام بذلك بأمان".

واجتاح الإعصار كوبا في وقت سابق، ما أسفر عن مقتل شخصين وتدمير شبكة الكهرباء في البلاد.

وصدرت أوامر لنحو 2.5 مليون شخص بإخلاء جنوب غربي فلوريدا قبل أن يضرب إيان، ولكن بموجب القانون لا يمكن إجبار أحد على الإخلاء.

ورغم توقعات بأن يضعف "إيان" إلى عاصفة استوائية، حيث يجتاح الداخل بسرعة حوالي 14 كيلومترا في الساعة، فمن المرجح أن يشعر سكان وسط فلوريدا بقوة الإعصار.

وبعد ساعات من وصوله إلى اليابسة، وصلت أقصى سرعة للرياح إلى 170 كيلومترا في الساعة، ما جعله إعصارا من الفئة الثانية.

السكان يبحثون عن مفقودين

بحث عمال الإنقاذ وسكان ساحل خليج فلوريدا عن المفقودين وجمعوا حطام المنازل اليوم الخميس بعد أن اجتاح الإعصار إيان المنطقة مصحوبا برياح عاصفة وأمطار غزيرة وأمواج مرتفعة.

وقال رون ديسانتيس حاكم فلوريدا، إن عددا غير محدد من الأشخاص تقطعت بهم السبل بعد أن اختاروا التحصن من العاصفة في المنازل بدلا من الاستجابة لأوامر الإخلاء.

وفي ساعات الصباح الباكر بعد مرور الإعصار، بحث السكان في المناطق المتضررة بشدة عن عائلاتهم وأصدقائهم حيث غطت الأشجار والحطام وخطوط الكهرباء الطرق وانجرفت المياه الراكدة على الأرض. وزادت صعوبة البحث لأن خدمات الهاتف المحمول كانت مقطوعة في كثير من الأحيان.

وقال المركز الوطني الأميركي للأعاصير، إن إيان تباطأ أثناء اجتياح فلوريدا لكنه كان لا يزال ينتج رياحا قوية وأمطارا غزيرة وعواصف، بما في ذلك في جورجيا ونورث وساوث كارولاينا.

وصرحت هيئة الأرصاد ومقرها ميامي بأن العاصفة، المحملة برياح قوية بلغت سرعتها القصوى 100 كيلومتر في الساعة، كانت على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوب شرقي أورلاندو.

ووافق الرئيس الأميركي جو بايدن على إعلان المناطق المتضررة من العاصفة منطقة كوارث اليوم الخميس، مما يجعل الموارد الاتحادية متاحة للمقاطعات المتضررة.

ولم ترد تقارير رسمية عن وقوع وفيات أو إصابات خطيرة مرتبطة بالعاصفة في فلوريدا. لكن سلطات الحدود الأميركية قالت إن 20 مهاجرا كوبيا فقدوا بعد غرق قاربهم قبالة الساحل أمس الأربعاء.

 

 

(فرانس برس، الأناضول، رويترز)

المساهمون