قفز عدد الإصابات بالحصبة 79 في المائة في الشهرَين الأوّلَين من العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، بعدما أدّى انتشار فيروس كورونا الجديد والإغلاقات ذات الصلة إلى تعطيل حملات تحصين الأطفال في كلّ أنحاء العالم، وفقاً لبيانات صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وكذلك عن منظمة الصحة العالمية.
وفي يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط من عام 2022، أُبلغ عن 17 ألفاً و338 إصابة بالحصبة في العالم، في حين أنّ الإصابات في الفترة الزمنية نفسها من عام 2021 كانت قد سجّلت تسعة آلاف و665 إصابة.
والحصبة مرض شديد العدوى يمكن أن ينطوي على خطورة شديدة على الأطفال الصغار والرضّع، وينتشر بسرعة أكبر من إيبولا والأنفلونزا وكوفيد-19.
وقد صنفت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف كاثرين راسل فجوات التحصين، بالإضافة إلى العودة إلى الاختلاط الاجتماعي في أعقاب جائحة كورونا، بأنّهما يمثلان "عاصفة كاملة". أضافت راسل أنّ "الحصبة أكثر من مجرّد مرض خطر ومميت. إنّها أيضاً مؤشّر مبكّر على وجود فجوات في حملاتنا العالمية للتحصين، وهي فجوات لا يستطيع الأطفال الضعفاء تحمّلها".
وكانت البلدان الخمسة التي شهدت أكبر حالات تفشّ لمرض الحصبة في الأشهر الاثنَي عشر الماضية هي الصومال وليبيريا واليمن وأفغانستان وساحل العاج، مع 21 موجة تفشّ كبيرة في الفترة المذكورة.
وقد خرجت حملات تحصين الأطفال عن مسارها في كلّ أنحاء العالم في أثناء جائحة كورونا، ولم تعد الأمور إلى سابق عهدها تماماً حتى الآن. ففي بداية إبريل/ نيسان الجاري، كانت 58 حملة في 43 دولة لا تزال مؤجّلة، الأمر الذي أثّر على 212 مليون شخص، معظمهم من الأطفال. وقد لفتت "يونيسف" ومنظمة الصحة العالمية إلى أنّ 19 من هذه الحملات مخصّصة لمرض الحصبة، الأمر الذي يعرّض 73 مليون طفل للخطر.
كما تعطّلت حملات التحصين من أمراض مثل التيفود وشلل الأطفال. وفي شهر مارس الماضي، أبلغت ملاوي عن حالة أولى من شلل الأطفال منذ عقود، فيما سجّلت باكستان حالة أولى منذ أكثر من عام. يُذكر أنّ باكستان هي واحدة من بلدَين (الثاني أفغانستان) فقط ما زال شلل الأطفال مستوطناً فيهما.
وفي هذا السياق، شدّدت "يونيسف" ومنظمة الصحة العالمية على ضرورة إعادة حملات التحصين إلى مسارها الصحيح.
(رويترز)