كشفت الطالبة المصرية الحاصلة على المركز الأول في الشعبة العلمية (علوم) لشهادة الثانوية العامة، ملك عبد الفتاح محمود، أنها لم تذهب إلى المدرسة على الإطلاق طوال العام الدراسي، واعتمدت بشكل كامل على الدروس الخصوصية، ومثلها جميع زملائها، ما يفضح المنظومة التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم بزعم الارتقاء بمستوى الطلاب.
وقالت الطالبة التي تنتمي إلى مدينة تلا في محافظة المنوفية بدلتا النيل، لوسائل إعلام محلية، الأحد، إنها لم تكن تحدد عدداً لساعات المذاكرة يوميا، وإنما كانت تولي تركيزها للانتهاء من كل مادة على حدة مهما استغرق ذلك من وقت، معربة عن أملها في الحصول على منحة دراسية لدراسة الطب خارج مصر، وأنها تحلم بالتخصص في مجال الجراحة العامة.
ولا أحد يعرف على وجه الدقة محاور المنظومة الجديدة للتعليم في مصر، باستثناء وزير التربية والتعليم طارق شوقي، الذي يخرج بين حين وآخر لإعلان بعض تفاصيلها، في حين تبدو تلك المنظومة أقرب إلى "التجريب" منها إلى التطبيق، كون نظام الامتحانات يتغير كل عام، تارة بسبب فشل نظام "التابلت"، وأخرى بهدف دمج الامتحان الورقي بالإلكتروني.
وتتجاهل وزارة التربية والتعليم المصرية تصريحات أوائل الثانوية العامة بشأن اعتمادهم على الدروس الخصوصية، وعدم ذهابهم إلى المدارس، وترجع سبب انخفاض نسب النجاح بين طلاب الشعبة الأدبية إلى اعتمادهم على الدروس، بخلاف الطلاب في الشعبتين العلميتين (علوم ورياضة)، الذين شهدت درجاتهم تحسناً ملحوظاً في العام الدراسي الأخير.
وقال وزير التعليم المصري طارق شوقي، في تصريحات إعلامية، إن طلاب الشعبتين العلميتين أكثر قدرة على التكيف مع الأسئلة الجديدة للثانوية العامة باعتبارها تقيس قدرات التطبيق والتحليل والفهم، وإن طلاب الشعبة الأدبية أخطأوا حين اتجهوا إلى الدروس الخصوصية مع أشخاص من خارج منظومة التعليم الرسمية، الذين لم يتلقوا التدريب اللازم على تدريس بعض المواد مثل الفلسفة والمنطق.
ولجأ الوزير إلى تطبيق نظام جميع الأسئلة اختيار من متعدد "بابل شيت" في امتحانات الثانوية العامة بداية من العام الدراسي 2020-2021، وهو ما تسبب في حالة من الغضب بين أولياء الأمور نتيجة التراجع الكبير لمعدلات الطلاب، ورسوب أعداد كبيرة منهم خلال العامين الدراسيين الماضيين.
وأظهرت نتيجة الثانوية العامة لهذا العام رسوب 152 ألفاً و29 طالباً، من أصل 609 آلاف و91 طالباً أدوا امتحاناتها في جميع الشعب، وعدم حصول أي طالب على مجموع 100 في المائة للعام الثاني على التوالي، فضلاً عن حصول 66 في المائة من الطلاب الناجحين على مجموع أقل من 75 في المائة.