الأمم المتحدة: حجم العنف الجنسي في السودان مهول

29 أكتوبر 2024
العنف الجنسي منتشر على نطاق واسع في السودان، 8 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

أصبحت جرائم الاغتصاب "معممة" في السودان بعد 18 شهراً من الحرب الأهلية، كما أظهر تحقيق أجرته الأمم المتحدة، ونشر الثلاثاء، مشيراً إلى أنّ معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع. وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان، محمد شاندي عثمان، في بيان، إنّ "حجم العنف الجنسي الذي شهدناه في السودان مهول".

ولم يسلم الأطفال من هذا العنف، فيما اختطفت نساء وفتيات لاستعبادهن جنسياً، وفقاً لهذا التقرير. وقال عثمان، الذي يترأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في إبريل/ نيسان 2023: "لم يعد هناك مكان آمن في السودان".

وبعد 18 شهراً من الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي"، "تزداد المعاناة يوماً بعد يوم، مع 25 مليون شخص في حاجة الآن إلى المساعدة"، كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمام مجلس الأمن، أمس الاثنين.

ويواجه ما يقدر بنحو 6.7 ملايين شخص خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان، مع تعرض النساء والفتيات النازحات واللاجئات والمهاجرات للخطر بشكل خاص. وقد تعرضت غالبية المراكز الصحية في المناطق المتضررة من النزاع للتدمير أو النهب أو أنها تكافح من أجل العمل بسبب نزوح الموظفين ونفاد الأدوية والإمدادات.

وفي يوليو/ تموز الماضي، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنّ الأطراف المتحاربة في السودان، وخاصة قوات الدعم السريع، ارتكبت منذ بدء النزاع الحالي أعمال اغتصاب واسعة النطاق، بما فيها الاغتصاب الجماعي، وأجبرت النساء والفتيات على الزواج في الخرطوم، عاصمة البلاد.

والتقرير الصادر في 89 صفحة بعنوان "الخرطوم لم تعد آمنة للنساء: العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في عاصمة السودان"، يوثّق العنف الجنسي على نطاق واسع، بالإضافة إلى الزواج القسري وزواج الأطفال أثناء النزاع، في الخرطوم ومدن أخرى. استمع مقدمو الخدمات الذين يعالجون الضحايا ويدعمونهن إلى تقارير من نساء وفتيات عن احتجازهن لدى قوات الدعم السريع في ظروف قد تصل إلى الاسترقاق الجنسي.

ويُسلط البحث أيضاً الضوء على العواقب الصحية والعقلية الكارثية بالنسبة للضحايا، والأثر المدمر لهجمات الأطراف المتحاربة على الرعاية الصحية ومنع القوات المسلحة السودانية المتعمد للمساعدات. وقالت نائبة مديرة قسم أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، لاتيشيا بدر: "اغتصبت قوات الدعم السريع، واغتصبت جماعياً، وأجبرت على الزواج عدداً كبيراً من النساء والفتيات في المناطق السكنية في العاصمة السودانية. أرهبت الجماعة المسلحة النساء والفتيات، ومنعتهن الأطراف المتحاربة من الحصول على المساعدة وخدمات الدعم، ما أدى إلى تفاقم الأذى الذي يواجهنه، ودفعهن إلى الشعور بأنه لا يوجد مكان آمن".

ذر خبراء أمميون مستقلون من أن الناجيات من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان يفتقرن، بصورة مدمرة، إلى الرعاية الكافية، بما فيها الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية والرعاية النفسية الاجتماعية، إلى جانب استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والمستجيبين الأوائل الذين يوثقون الانتهاكات ويقدمون الخدمات للناجين.

وأعرب الخبراء المستقلون عن قلقهم البالغ إزاء العديد من الحالات الموثقة من الاعتداء الجنسي والاغتصاب، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والدعارة القسرية والعبودية الجنسية والاختطاف والاختفاء القسري والقتل غير القانوني من قِبل قوات الدعم السريع وغيرها من الجماعات المسلحة. وأكدوا أن هذه الانتهاكات تحدث في خضم مستويات كارثية من الأزمة الإنسانية داخل السودان.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون