الأمم المتحدة تحذّر من المجاعة في السودان وكارثة بمدينة الفاشر

17 مايو 2024
الإمدادات الإنسانية المتوفّرة لا تكفي السودان المأزوم، 12 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأمم المتحدة تحذر من مخاطر المجاعة في السودان بسبب نقص التمويل اللازم للاستجابة الإنسانية، حيث تلقت فقط 12% من المبلغ المطلوب البالغ 2.7 مليار دولار، مما يهدد بتفاقم الحرمان والمجاعة خاصة مع استمرار الحرب لأكثر من 13 شهراً.
- تقارير عن قتال عنيف في مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل دارفور والفاشر، مع تأكيد الأمم المتحدة على ضرورة تكثيف الجهود لمساعدة السودان وتغيير المسار الحالي لتجنب الهاوية، حيث نصف سكان البلاد بحاجة إلى مساعدات.
- الوضع في الفاشر، عاصمة إقليم شمال دارفور، يثير قلقاً بالغاً مع خشية تحول القتال إلى معركة شاملة، في سياق حرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تحذر من كارثة إنسانية وتشدد على ضرورة وقف التصعيد.

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أنّ شبح المجاعة يهدّد السودان بسبب النقص الحاد في تمويل الاستجابة الإنسانية التي يقدّمها، وقد كشف المتحدّث باسمه ينس لايركه أنّهم لم يتلقّوا إلا 12 في المائة من تمويل قيمته 2.7 مليار دولار أميركي طلبوه لمساعدة هذه البلاد التي تتخبّط في حرب متواصلة منذ أكثر من 13 شهراً. بدورها، لم تخفِ المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقها المتزايد من كارثة في الفاشر غربي السودان، وسط تقارير عن قتال عنيف في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه أمام صحافيين، اليوم الجمعة، إنّ النداء الذي كانت قد وجّهته الأمم المتحدة من أجل السودان "ليس مجرّد نداء يواجه نقصاً في التمويل، بل إنه نداء يواجه نقصاً كارثياً في التمويل". أضاف: "في حال لم يصل مزيد من الموارد بسرعة، فإنّ المنظمات الإنسانية لن تتمكّن من تكثيف جهودها في الوقت المناسب بهدف درء المجاعة ومنع مزيد من الحرمان". يُذكر أنّ برنامج الأغذية العالمي يمضي في التحذير من تفاقم أزمة الجوع في السودان، مشيراً إلى قلق كبير إزاء عدم حصول شعب السودان على تدفّق مستمرّ للمساعدات عبر كلّ الممرّات الإنسانية الممكنة".

وأوضح المتحدّث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنّ "نصف سكان السودان في حاجة إلى مساعدات إنسانية"، محذّراً من أنّ "المجاعة تقترب" و"الأمراض تقترب" و"القتال يقترب من المدنيين خصوصاً في دارفور". وشدّد لايركه على أنّ "الوقت حان حتى يفي المانحون بتعهّداتهم، ويكثّفوا جهودهم ويساهموا في مساعدة السودان، وأن يكونوا جزءاً من تغيير المسار الحالي الذي يؤدي إلى الهاوية".

ويبرز الخوف أخيراً من كارثة في الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور. ففي الحرب الدائرة في السودان، التي اندلعت في منتصف إبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قُتل عشرات آلاف الأشخاص ونزح الملايين. واليوم، يحتمي مئات الآلاف في الفاشر من دون إمدادات أساسية، وسط مخاوف من أن يتحوّل القتال القريب إلى معركة شاملة للسيطرة على المدينة، علماً أنّها تُعَدّ آخر موقع للجيش في إقليم دارفور غربي السودان. ومن شأن السيطرة على الفاشر أن تمنح دفعاً كبيراً لقوات الدعم السريع، في وقت تحاول قوى إقليمية وعالمية دفع الطرفَين المتخاصمَين في السودان إلى التفاوض من أجل إنهاء الحرب الأهلية.

وأفادت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان رافينا شامداساني بأنّه شعر بـ"الفزع" إزاء تصاعد العنف على مقربة من مدينة الفاشر غربي السودان، ونقلت تحذيره من كارثة في الفاشر ذات طابع إنساني، في حال تعرّضت لهجوم. وأكدت شامداساني أنّ الأنباء عن العنف الذي اندلع أخيراً "روّعت" مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الذي أجرى محادثتَين هاتفيّتَين مع قائدَي طرفَي الصراع في السودان هذا الأسبوع بهدف حثّهما على وقف التصعيد.

وشرحت شامداساني، في إفادة صحافية للأمم المتحدة في جنيف اليوم الجمعة، أنّ تورك حذّر الطرفَين من استمرار القتال في الفاشر، حيث يعيش في الوقت الراهن "أكثر من 1.8 مليون نسمة من السكان والنازحين محاصرين ومهدّدين بخطر مجاعة وشيكة". تابعت أنّ تورك يتوقّع أن "يكون لذلك أثر كارثي على المدنيين"، ولا سيّما مع "تفاقم الصراع العرقي"، الأمر الذي يهدّد بـ"تبعات إنسانية مروّعة".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون