الأمم المتحدة تحذّر: كارثة وشيكة في الصحة العامة بقطاع غزة

31 أكتوبر 2023
الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي تطاول كلّ مناحي الحياة في غزة (محمد عابد/ فرانس برس)
+ الخط -

 

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، من أنّ قطاع غزة يواجه "كارثة وشيكة في الصحة العامة" وسط الاكتظاظ والنزوح الجماعي والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، على خلفيّة العدوان الإسرائيلي الأخير.

وأشار المتحدّث باسم المنظمة كريستيان ليندماير إلى خطر تسجيل وفيات بين المدنيين في ما يُعَدّ نتيجة غير مباشرة للقصف الإسرائيلي الذي يستهدف قطاع غزة.

ويستمرّ العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وقد خلّف 8525 شهيداً، من بينهم 3542 طفلاً، بحسب آخر البيانات التي أعلن عنها المتحدّث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، اليوم الثلاثاء. وأضيف إليهم ضحايا آخرون اليوم، بحسب الإعلانات الأخيرة للوزارة، لا سيما في المجزرة التي ألمّت بجباليا.

وقال ليندماير أمام الصحافيين إنّ الناس "يموتون بالفعل"، وذلك في ردّ على سؤال عمّا إذا كان الناس يلقون حتفهم بسبب مضاعفات أخرى غير تلك الناجمة عن القصف.

تجدر الإشارة إلى أنّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أفاد، في بيان أصدره في وقت سابق اليوم الثلاثاء، بأنّ إمدادات المياه إلى جنوبي غزة توقّفت أمس الاثنين في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري "لأسباب غير معروفة".

وفي هذا الإطار، دعا ليندماير إلى السماح بإدخال الوقود إلى قطاع غزة من أجل تشغيل محطة تحلية المياه.

استهداف المستشفيات انتهاك للقانون الإنساني الدولي

من جهة أخرى، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنّ استهداف المستشفيات يمثّل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي. يأتي ذلك وسط استهداف الاحتلال الإسرائيلي عدداً من مستشفيات قطاع غزة عسكرياً، أو استهداف محيطها، أو توجيه أوامر إخلاء إلى إداراتها.

وقد أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، بأنّ الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف بصورة متكررة محيط مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني، الوحيد المتخصص في علاج مرضى السرطان في غزة، "مقلقة جداً".

وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور على منصة "إكس" اليوم الثلاثاء، أنّهم لا يستطيعون التشديد كفاية على أهمية حماية خدمات الرعاية الصحية في غزة.

أضاف غيبريسوس أنّ وضع مرضى السرطان حسّاس في الأساس، وأنّه "من الضروري بذل كلّ الممكن لضمان حصولهم على الرعاية التي يحتاجون إليها"، مشدّداً على أنّ ذلك "في الحقيقة قضية حياة أو موت".

وكانت وزارة الصحة في غزة قد كشفت، اليوم الثلاثاء، أنّ جيش الاحتلال استهدف من جديد هذا المستشفى، الأمر الذي خلّف أضراراً مادية فيه، وذلك منذ أمس الاثنين.

وهذا المستشفى بحسب المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش هو الوحيد لعلاج مرضى السرطان في غزة، علماً أنّ خدماته أوشكت على التوقّف بسبب أزمة نقص الوقود.

وأوضح ياساريفيتش أنّ مرضى السرطان يواجهون الحرمان من العلاج في حال لم يؤمّن الوقود للمستشفى الذي قد يضطر إلى التوقّف عن تقديم خدماته بسبب أزمة نقص الوقود في القطاع.

وفي ما يخصّ المطالب الإسرائيلية بإخلاء مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني، قال ياساريفيتش إنّ ذلك أمر غير ممكن في الوقت الحالي من دون تعريض حياة المرضى للخطر.

(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون