أثبتت دراسات سابقة أن الأشخاص قليلي الكفاءة يميلون إلى المبالغة في تقدير كفاءتهم، في تصرف يعزوه علماء النفس بالدرجة الأولى إلى افتقارهم إلى المهارات اللازمة لتمييز أوجه القصور لديهم. لكن اللافت أن دراسة أجريت حديثاً أظهرت نتائج مماثلة على صعيد مبالغة الأشخاص غير الجذّابين في تقدير مظهرهم، في مقابل استخفاف أولئك الجذابين بمظهرهم، ما شكل بحسب تقرير نشره موقع "بغ ثينك" ظاهرة غير واضحة، خصوصاً أنها لا ترتبط بعدم القدرة العامة على الحكم على درجة الجاذبية.
ووجدت الدراسة أن المشاركين غير الجذابين الذين بالغوا في تقدير مظهرهم كانوا الأقل جاذبية في صفوف الدراسة. وكشفت أن هؤلاء وصفوا أنفسهم بأنهم "يتمتعون بجاذبية متوسطة"، وأظهروا وعياً قليلاً في شأن أن الغرباء لا يشاركونهم وجهة نظرهم، ما يعني بحسب الدراسة أنهم "تمسكوا بتصورات مخادعة عن جاذبيتهم".
وهنا طرح الموقع السؤال عن حقيقة مبالغة الأشخاص غير الجذابين في تقدير أنفسهم من أجل الحفاظ على صورة ذاتية إيجابية، خصوصاً أن بحوثاً سابقة أظهرت أن "الناس يميلون إلى تشويه أو نسيان التعليقات الاجتماعية السلبية، ما يساعد في حماية شعورهم بقيمتهم الذاتية".
لكن عالم النفس السويدي توبياس غريتيميير أشار إلى أن نتائج دراساته أفضت إلى أن شخصية غير الجذابين لا علاقة لها بالمظهر الجسدي، "ما يعني أنهم لا يبالغون في تقدير مظهرهم بدافع الدفاع، بل بسبب امتلاكهم قدرة أضعف على الحكم على الجاذبية". واستنتج أنه "في حين أن معظم الناس يظهرون احتراماً كبيراً في الحكم على جاذبية الآخرين، لا يعرف الأشخاص غير الجذابين ذلك".
واعتبر أن الأشخاص غير الجذابين "لا يخافون من تأثيرات مظهرهم"، مشيراً إلى أنه عرض على مجموعة منهم، في إحدى دراساته، صوراً لأشخاص جذابين جداً وأخرى لغير جذابين، وطلب منهم اختيار صور أشخاص يتمتعون بجاذبية مماثلة لهم، فقارن معظمهم أنفسهم بأشخاص غير جذابين. واستنتج بالتالي أن "اختيارات المشاركين غير الجذابين تظهر أن فكرتهم عن الجاذبية أقل من تلك لدى الأشخاص الجذابين فعلاً".
إلى ذلك تشير دراسات أخرى إلى أن "لا فوارق كبيرة بين الأشخاص الجذابين وغير الجذابين. لكن الأشخاص الأكثر جمالاً يميلون أكثر إلى الحصول على أموال بطريقة أكثر سهولة، وتلقي مساعدة. كما أن علاقاتهم العاطفية أقصر، في مقابل توافر شركاء جنسيين كثر، وخيارات متعددة للعلاقات الرومانسية".