تؤكد الفلسطينية إيمان بدر القواسمة (51 سنة) نحول جسد ابنها الأسير مقداد عمر القواسمة (24 سنة)، المعتقل منذ بداية العام الحالي، والمضرب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ العشرين من يوليو/ تموز الماضي، والذي نقلته إدارة سجون الاحتلال مؤخراً من معتقل "عوفر" إلى مشفى "كابلان"، بعد تدهور حالته الصحية نتيجة تواصل الإضراب.
تقول والدة الأسير القواسمة لـ"العربي الجديد": "محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين تمكن قبل عشرة أيام من زيارة مقداد في مشفى (كابلان)، ولاحظ نحول جسده، وتراجع قدراته الإدراكية، وانخفاضا حادا في عدد دقات القلب، كما أنه لا يقوى على النهوض للذهاب إلى دورة المياه".
يُصر الأسير الشاب على نيل حريته، رغم أن إضرابه عن الطعام دخل منعطفاً خطيراً يكوي قلب والدته التي تحاول لفت الرأي العام المحلي والدولي إلى قضيته، فهو يرفض أخذ المدعمات، أو الخضوع لأي إجراء طبي، بما في ذلك إجراء الفحوص الطبية.
وتضيف الوالدة محاولة مغالبة دموعها: "يكتفي ابني بتناول الماء، فهو مصر على أن ينال حريته مهما بلغ الثمن. وصل مقداد إلى مرحلة صعبة جداً. ابني قريب من الموت".
رغم الاستشهاد المحتمل في أية لحظة، يحاول الأسير مقداد القواسمة أن ينزع عنه صفة الاعتقال الإداري الذي تطارد لعنته الأسرى المحررين، ليصبح حجة الاحتلال للتنكيل بالمحررين الفلسطينيين، أو تجديد اعتقالهم إداريًا بلا تهمة أو سبب.
تقول والدة مقداد: "يريد التخلص من صفة الاعتقال الإداري حتى يتجنب اعتقاله مجدداً بعد الإفراج عنه، فنحن نعلم أن الاعتقال الإداري يخضع لمزاجية ضابط المنطقة
بالتعاون مع جهاز مخابرات الاحتلال (الشاباك)، ورهناً لهذه المزاجية تضيع أجمل سنوات عمر الشباب في غياهب السجون بالاعتقال الإداري".
ورغم أن الحرية غالية لكن الحياة أيضا غالية، لذا تخشى والدة الأسير على صحة ابنها من التراجع أكثر، وتخشى إن تم اعتقاله مجدداً بعد الإفراج عنه أن يلجأ إلى الإضراب مجددا، ما يستنزف جسده، وتقول: "بالطبع سيعاني مقداد بعد انتهاء الإضراب من الآثار الجانبية، وهو يعاني أصلاً من جرثومة بالمعدة، وضعف في النظر، ومن الطبيعي أن تتراجع مناعته مع الإضراب، أو في حال تكراره، ولا يوجد من يتابع حالته الصحية".
منذ عشرة أيام لا تعرف عائلة الأسير مقداد القواسمة الذي يحرمه الاحتلال من مواصلة دراسته الجامعية، أي خبر عن ابنها الراقد في مشفى "كابلان"، وتقول والدته: "لم يتابع مستجدات إضرابه أحد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أو أي جهة أُخرى رسمية، أو دولية منذ الزيارة الأخيرة لمحامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فواز الشلودي، قبل نحو أسبوع، وهذا يعني أن ثمة أمرا مريبا تخبئه سلطات الاحتلال عنا بخصوص الوضع الصحي لابني، وهذا ما أخشاه، فلا نعلم ماذا يقدمون له في المشفى، يجب أن يكون هناك تدخل جاد في قضية مقداد، فقد وصل إلى مرحلة الخطر الشديد".
ويدرس الأسير مقداد القواسمة في كلية خضوري التطبيقية فرع العروب بالخليل، في تخصص "التصميم الغرافيكي"، وهذا هو الاعتقال الرابع له، وأمضى ما مجموعه أربع سنوات في سجون الاحتلال خلال الأعوام 2015 و2017 و2020.
وتطالب إيمان القواسمة الجهات الرسمية الفلسطينية بالتدخل للإفراج عن ابنها، وتقول: "لماذا يسود الصمت؟ أين الموقف الرسمي الفلسطيني من قضية إضراب ابني؟ هذه قضية عادلة، ومقداد من أبناء الشعب، والسلطة والحكومة مطالبتان بالوقوف إلى جانبه. نعرف أن حكم الاحتلال على الأسرى جائر، والمهم التحرك الآن".