كشف تحليل حديث أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ الأسلحة النارية تسببت بمقتل عدد أكبر من الأطفال والمراهقين في عام 2020 مقارنة بحوادث السير، والتي كانت لفترة طويلة السبب الرئيسي لوفاة الأطفال في الولايات المتحدة.
وشكّل تسلسل قضايا العنف في الولايات المتحدة، إثر قيام العديد من الأشخاص باستخدام الأسلحة النارية لقتل الأبرياء، محور اهتمام عالمي، وليس في أميركا فحسب، على اعتبار أنّ انتشار الأسلحة النارية يتسبب في زيادة نسب الجريمة.
Firearms killed more children and adolescents in 2020 than car accidents, which had long been the leading cause of death for youngsters, a Washington Post analysis has found. https://t.co/wBsj9pbjlu
— The Washington Post (@washingtonpost) May 26, 2022
وفق التحليل، فإنّ الأسلحة النارية كانت السبب في زيادة عدد الوفيات بنسبة 30% للأشخاص الذين يبلغون من العمر 19 عاماً أو أقل في عام 2020.
اعتمدت الصحيفة في تحليلها على سجلات الوفيات لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، للأشخاص الذين تراوح أعمارهم ما بين عام واحد و19 عاماً من 2011 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وكانت دراسة بحثية نُشرت في مجلة new England journal of medicine (NEJM)، قد وجدت أنّ الأسلحة النارية أصبحت السبب الرئيسي وراء الموت لتلك الأعمار في عام 2020.
كتب مؤلفو الورقة البحثية "يعكس معدل الوفيات المتزايد المرتبط بالأسلحة النارية اتجاهاً طويل الأمد، ويظهر فشل السلطات في حماية الشباب".
الشباب من البشرة السوداء كانوا الأكثر عرضة لحوادث الأسلحة النارية
فيما علقت الباحثة في جامعة ماساتشوستس والمتخصصة في منع الإصابات جينيفر وايتهيل على نتائج الدراسة البحثية بالقول إنّ الولايات المتحدة "نشطة للغاية في محاولة الحد من حوادث الطرق، إذ تنفق الحكومة الأموال وتستخدم الأبحاث لصياغة سياسات لطرق ومركبات أكثر أماناً، لكنها غير قادرة على فعل الشيء نفسه للحد من انتشار استخدام الأسلحة النارية".
وتابعت "إذا تعاملت البلاد مع الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية على أنها يمكن الوقاية منها - كما هو الحال مع حوادث السيارات، فقد يقلل ذلك نسبة وفيات الشباب".
تباين عرقي
بحسب تحليل الصحيفة، فإنّ الوفيات بالأسلحة النارية استمرت في التفوق على حوادث السير لتلك الفئة العمرية في عام 2021، إذ زاد معدل القتل بالأسلحة النارية بنسبة 8% مقارنة مع العام 2020.
لا تقف حدود المأساة هنا، بل تبين أيضاً أنّ القتل باستخدام الأسلحة النارية أظهر تبايناً عرقياً عميقاً داخل المجتمع الأميركي، إذ تبين أنّ الشباب من ذوي البشرة السوداء كانوا الأكثر عرضة لحوادث الأسلحة النارية. وجدت الصحيفة أنه بالنسبة للبيض غير اللاتينيين، والأميركيين الأصليين من أصل لاتيني، فإنّ نسبة الوفيات لديهم كانت أعلى في حوادث السير مقارنة مع الأسلحة النارية.
وفق التحليل، قفز عدد الشباب من أصحاب البشرة السوداء القتلى بسبب الأسلحة النارية بنسبة 39%، في العام 2020، وزاد معدل الشباب السود بنسبة 13% إضافية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2021.
كما زادت الوفيات بالأسلحة النارية بنسبة 37% بين الشباب من أصل إسباني في عام 2020، و17% بين البيض غير اللاتينيين.
كما زاد عدد الوفيات بالأسلحة النارية بنسبة 34% بين الأميركيين الأصليين غير اللاتينيين وسكان ألاسكا الأصليين في عام 2020.
فيما تبين أنّ الأميركيين من أصل آسيوي كانت لديهم أدنى معدلات الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية، أضف إلى ذلك، فقد كانت معدلات الوفيات لدى هذه الفئة متساوية سواء باستخدام البنادق أو حوادث السيارات.