الأسرى والأسيرات في سجني الدامون والنقب يواجهون انتهاكات متصاعدة

23 يونيو 2024
يعاني الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي انتهاكات متصاعدة، 15 فبراير 2005 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأسرى والأسيرات الفلسطينيون في سجون النقب والدامون يعانون من ظروف قاسية، مع تقارير عن اكتظاظ وتقديم طعام سيء وبكميات قليلة.
- يتعرض الأسرى للتهديد والعقاب القاسي، بما في ذلك الضرب والعزل، مما يحد من تواصلهم مع المحامين والعالم الخارجي.
- الظروف داخل السجون تتجاوز الحدود الإنسانية، مع خطر الموت بسبب التعذيب، الإهمال الطبي، وسوء التغذية، مما يجعل الوضع كارثيًا وغير إنساني.

أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية اليوم الأحد، أن الأسرى والأسيرات في سجني النقب والدامون الإسرائيليين يواجهون معاناة صعبة خاصة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال

وأفادت الهيئة في تقرير لها، اليوم الأحد، أن الأسيرة (ي.أ 24 عاماً) من مدينة رام الله، والتي اعتقلت في 6 مايو /أيار من العام الجاري، ومحكومة بالسجن الإداري لمدة ثلاثة شهور، تعاني ظروفاً اعتقالية صعبة كباقي الأسيرات، وقالت الأسيرة لمحامية الهيئة، إنها تقبع في سجن الدامون بغرفه توجد فيها عشر أسيرات تتوافر فيها أربعة أسرّة فقط، وهناك أسيرات ينمنَ على الأرض، كما أن الطعام سيئ وكميته قليلة.

وحول ظروف اعتقالها قالت الأسيرة لمحامية الهيئة: "إن قوات الاحتلال اعتقلتها من بيتها عند الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، إذ قيّدوها بالسلاسل ثم اقتادوها إلى سجن عوفر حيث بقيت لغاية الساعة السادسة صباحاً، ثم نقلت إلى منطقة مستوطنة (بيت ايل) لغاية الساعة التاسعة، ولم يسمح لها بدخول الحمام سوى مرة واحدة فقط، قبل أن يعيدوها إلى زنازين سجن عوفر مرة أخرى لخمسين دقيقة وإخضاعها للتحقيق من ضابط بلباس مدني، ليقتادوها لاحقاً إلى سجن المسكوبية لـ16 يوماً متواصلة، ثم نقلها بالبوسطة (مركبة مخصصة لنقل الأسرى) إلى سجن الشارون وهي مقيدة الأيدي والأرجل لسبع ساعات متواصلة من دون طعام لتصل إلى سجن الدامون".


 ووفق الأسيرة، "فإن إدارة السجن حاولت أن تساومها، وعرضت عليها دراسة الماجستير في الخارج بشرط عدم الرجوع إلى البلاد، لكن الأسيرة رفضت ذلك، علماً أنها تخرجت من جامعة بيرزيت بتخصص دكتور صيدلي".

من جانب آخر، قالت الهيئة: "إن محاميها فوجئ خلال زيارته الأخيرة لسجن النقب، أن معظم الأسرى المنوية زيارتهم قد امتنعوا عن الخروج للقائه، وبعد تمكنه من الحديث مع أحد الأسرى، تبين له أن السجانين هددوا الأسرى الذين يخرجون للزيارة، بأنه سوف يتم ضربهم ومعاقبتهم بوضعهم بقفص حديدي (كاوبه) من الصباح حتى المساء وهم مقيدو الأيدي والأرجل ورأسهم على الأرض في حال خرجوا للزيارة".

وتابع، "هذا قد يمتد ليوم أو عدة أيام بحسب مزاج السجان، وخلال هذه الفترة يمنع الأسير من الذهاب إلى الحمام، أو تناول الطعام والشراب، وفي حال اشتكى الأسير من أمر معين أو طلب أمراً بسيطاً يتم ضربه وتعذيبه بشدة". وأشارت الهيئة إلى أن هذا بالفعل ما أكده الأسير الذي تمكن المحامي من لقائه بالرغم من تخوفه لما سوف يتعرض له بعد الزيارة، حيث نقل الكثير من الشهادات لأسرى تعرضوا للعقاب بعد لقاء المحامي، مما دفعهم إلى الامتناع عن الخروج، والتنازل عن حلقة الوصل الوحيدة بينهم وبين عائلاتهم والعالم الخارجي.


وعلاوة على ما سبق، تجاوزت أوضاع الأسرى داخل السجن كل الخطوط الحمراء، فهم يواجهون خطر الموت يومياً، نتيجة لما يتعرضون له من تعذيب جسدي ونفسي منذ السابع من أكتوبر الماضي. ويتعمد الاحتلال ضرب الأسرى بين الممرات وفي الأماكن التي لا توجد فيها كاميرات مراقبة، والتركيز على المناطق الحساسة، وتقييد الأسير بالأصفاد وشدها بقوة، أثناء نقله من سجن إلى آخر، مما يترك علامات واضحة على يديه لعدة أيام، إلى جانب الأوجاع الشديدة. ويرتدي الأسير الملابس نفسها منذ أكثر من 8 أشهر، ومعظمها مليء بالدماء نتيجة إصابتهم بمرض الجرب، وما يسببه من حكة شديدة وتقرحات.

وأشارت الهيئة إلى أنه تم قطع الكهرباء عن الأسرى، حيث تعاد فقط لمدة 3 ساعات من السابعة حتى الساعة العاشرة ليلاً، كما أن الطعام سيئ جداً كمّاً ونوعاً، مما أدى إلى انخفاض أوزان الأسرى انخفاضاً لافتاً، كما أن معظمهم يتعرضون للدوار والإغماء نظراً إلى نقص السكر في أجسادهم.

وتعرض الأسرى للعزل والضرب والعقاب بدون أسباب، ويقوم السجانون بإذلال الأسرى كل يوم أثناء عملية العد، حيث كان في السابق يجري 3 مرات في اليوم والأسرى واقفون، أما الآن فيجبر الأسرى على أن يجثوا على ركبهم ويضعوا أيديهم خلف رؤوسهم، ويتم تعمد إهمال الأسرى طبياً، فالعلاج متوقف للمصابين والمرضى، والدواء ممنوع.

ولا يسمح للأسرى بتقديم الشكاوى، وتم سحب الأوراق والأقلام لتأكيد ذلك، وأصبح معظم الأسرى يمتنعون عن الخروج للفورة لما يلاقونه من إذلال، حيث يتم رسم خطوط على الأرض يمنع تجاوزها، كما يمنع الجلوس أو الوقوف بأماكن معينة، ويعاني الأسرى رائحة الغرف الكريهة وانتشار الأمراض، فدرجات الحرارة عالية جداً بسبب وجود سجن النقب في منطقة صحراوية، وفي الوقت ذاته سُحبت كل المراوح ومواد التنظيف من الغرف، ومنع الأسرى من الاستحمام وتبديل ملابسهم، مما جعل الوضع كارثياً.

المساهمون