الأسرى الفلسطينيون: 25 مارس موعد إضرابنا عن الطعام

10 مارس 2022
تحرك سابق دعماً لأسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام (حازم بدر/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للأسرى الفلسطينيين، المنبثقة من كل الفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أنّ 25 مارس/ آذار 2022 سيكون تاريخاً للشروع بالإضراب عن الطعام، وذلك في سبيل تحقيق جملة من المطالب الحياتية للأسرى، وصدّ الهجمة الممنهجة التي تنفّذها إدارة سجون الاحتلال بحقّهم.

وقد حُدّد اليوم الخميس، العاشر من مارس، موعداً للبدء بالتعبئة الخاصة بهذه الخطوة. وأوضحت اللجنة في بيان نشره نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، أنّ مصير الإضراب سيكون مرهوناً بمدى استجابة الإدارة لمطالب الأسرى في الفترة المقبلة.

وفي سياق متصل، كشفت رسالة مسرّبة من داخل سجون الاحتلال، وموقّعة باسم أسرى حركة فتح في تسعة سجون إسرائيلية، وموجّهة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن نيّة الأسرى من الفصائل الفلسطينية كافة الشروع بإضراب مفتوح عن الطعام قبل بداية شهر رمضان بأسبوع واحد فقط.

وجاء في الرسالة المسرّبة التي وصلت إلى "العربي الجديد" أنّ دافع الإضراب هو ما يحدث في كلّ السجون منذ تاريخ السادس من سبتمبر/ أيلول 2021 حين تمكّن ستّة من أسرى سجن جلبوع من تحرير أنفسهم. فإدارة السجون تلجأ إلى إجراءات قمعية وعقابية كانتقام ممّا حدث في سجن جلبوع، وقد فرضت سلطات الاحتلال كثيراً من القيود التي حوّلت حياة الأسرى في السجون إلى جحيم لا يُطاق.

وأكّد الأسرى في الرسالة المسرّبة نفسها أنّهم حاولوا بكلّ الوسائل وقف الهجمة التي تستهدفهم وتغيير الإجراءات من خلال الحوار وخطوات تكتيكية ما زالت مستمرّة حتى الآن، لكنّ سلطات الاحتلال تستغلّ ما يحدث في الخارج للضغط والتنكيل ولعدم الاستجابة للمطالب. وشدّدوا على أنّ هذا الإضراب لا يحمل طابعاً سياسياً من أيّ نوع، بل هو مطلبي بحت، مطالبين عباس بالإيعاز إلى الجهات المختصة لدعم خطواتهم.

من جهته، أوضح نادي الأسير الفلسطيني أنّ مستوى مطالب الأسرى سيأخذ منحىً تصاعدياً إذا استمرّت إدارة السجون في تمسّكها بموقفها في ما يتعلق بشكل مركزي بقضية البوابات الإلكترونية والتفتيش في سجن نفحة، وكذلك محاولتها سلب الأسرى أغراضهم، تلك المحاولة التي لم تتوقف يوماً، غير أنّها تصاعدت أخيراً.

وتتمثّل أبرز مطالب الأسرى بإلغاء كلّ العقوبات الجماعية التي فُرضت في خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تصاعدت كثيراً منذ شهر سبتمبر الماضي، بعد تاريخ عملية "نفق الحرية" التي تمكّن فيها ستة أسرى من الهرب من سجن جلبوع قبل أن يعيد الاحتلال اعتقالهم، بالإضافة إلى جملة من المطالب التي تتعلّق بظروف احتجاز الأسرى المرضى، وتوفير العلاج اللازم لهم، وكذلك تحسين الظروف الحياتية للأسيرات، فضلاً عن وقف سياسة العزل الانفرادي التي تصاعدت بشكل ملحوظ أخيراً، مقارنة بالسنوات السابقة، ومطالب أخرى تتعلق بـ"الكانتينا" وتوفير بعض الاحتياجات الأساسية للأسرى.

أضاف نادي الأسير أنّ الأسرى، استناداً إلى برنامجهم النضالي المستمر منذ 33 يوماً تحت شعار "انتفاضة الأسرى"، قرّروا اليوم ارتداء زيّ إدارة السّجون (الشاباص)، الأمر الذي يعني استعداد الأسرى للمواجهة الجماعية والبدء بالتعبئة لخطوة الإضراب.

تجدر الإشارة إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال، في "جلسة حوار" عُقدت أخيراً، تراجعت جزئياً عن بعض إجراءات التضييق التي فرضتها على نظام الخروج إلى ساحة السجن أو "الفورة"، إلا أنّ الأسرى عدّوا ذلك محاولة لحصر مطالبهم الأخرى في قضية "الفورة"، ولتنصّل إدارة السجون من بقية المطالب، علماً أنّ رفضها لمطالب أسرى سجن نفحة أتى مؤشراً واضحاً على ذلك.

ودعا نادي الأسير مجدداً إلى العمل لدعم الأسرى وإسنادهم في معركتهم الراهنة، بما يليق بمستوى تضحياتهم المستمرة. يُذكر أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال يُقدَّر بنحو 4500 أسير، من بينهم 32 امرأة أسيرة، ونحو 180 طفلاً أسيراً (أي من هم دون 18 عاماً بحسب تعريف الأمم المتحدة).

المساهمون