طالب المرصد العمالي الأردني وجمعية معهد تضامن النساء، وشخصيات حقوقية، الأربعاء، الحكومة بإعادة النظر في قرار إغلاق دور الحضانة ورياض الأطفال ضمن إجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا، معتبرين القرار يزيد انسحاب المرأة الأردنية من سوق العمل.
وأعلنت الحكومة الأردنية، الثلاثاء، إغلاق الحضانات حتى نهاية العام الحالي، بعد مرور خمسة أشهر على قرار إعادة فتحها، ما يدفع آلاف الأسر إلى بدائل صعبة، منها ما يرتب آثاراً سلبية على الأطفال بسبب توقع زيادة الطلب على الحضانات المنزلية غير المراقبة، وزيادة التحديات التي تواجه النساء العاملات اللواتي لا يمكنهن العمل عن بعد، كذلك يشكل القرار ضربة موجعة للعاملات في الحضانات وأصحابها.
واقترح "المرصد العمالي" في بيان، الأربعاء، تطوير بروتوكولات صحية وقائية خاصة بالحضانات ورياض الأطفال للحفاظ على ديمومة عملها وتقليل تفشي فيروس كورونا فيها، مضيفاً أن "دور الحضانة ورياض الأطفال تُعَدّ من الأنشطة الاقتصادية الهامة، ويعمل فيها آلاف العاملات اللاتي يساهمن في رعاية أسرهن، أو يتولين إعالتها بالكامل، إلى جانب أنها تقدم دعماً أساسياً لتمكين النساء من الاستمرار في أعمالهن، وتعزيز سبل كسب العيش لأسرهن".
وأكد البيان أن "الأردن بحاجة ماسة إلى تقديم حوافز لتشجيع النساء على الالتحاق بسوق العمل، خاصة في هذه المرحلة التي تواجه فيها الأسر المزيد من الضغوط على مستويات معيشتها من جراء تراجع الدخل، وخسارة عشرات آلاف الوظائف القائمة، والزيادة الكبيرة في أعداد الفقراء. من شأن استمرار إغلاق دور الحضانة ورياض الأطفال تقويض الجهود الرامية إلى زيادة تمكين المرأة ومشاركتها اقتصادياً، إذ إن انسحاب المرأة من سوق العمل أسهل كثيراً من انخراطها به".
من جهتها، أوضحت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، أن "قرار العمل عن بعد بالنسبة إلى الأمهات اللاتي لديهن أطفال هو قرار ملزم للقطاع العام، واختياري للقطاع الخاص، ورغم ذلك فإن العديد من الوظائف التي تقوم بها النساء لا يمكن القيام بها عن بعد، كالخدمات الصحية، كذلك إن وجود أطفال في المنزل يعوق إمكانية المواءمة بين العمل ورعاية الأطفال، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان وظائفهن".
ودعت "تضامن" الحكومة إلى التراجع عن قرار إغلاق الحضانات، في ظل عدم تسجيل إصابات بفيروس كورونا بين الأطفال، أو العاملات في الحضانات، موضحة أن "إرسال الأطفال إلى الحضانات ضروري من أجل تنمية الطفل وتهيئته لمرحلة المدرسة".
وأضاف أن "عدد الأطفال في الأردن الذين تراوح أعمارهم بين 3 أشهر و 4 سنوات يبلغ 1.278 مليون طفل وفقاً للكتاب السنوي لعام 2018، الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، وعدد الحضانات المسجلة 1435 حضانة، ملتحق فيها 43050 ألف طفل وطفلة، وفقاً لأرقام وزارة التنمية الاجتماعية حتى نهاية 2019".