افتتحت منظمة "أورنج" غير الحكومية، اليوم الثلاثاء، قرية السلام السكنية في منطقة عفرين بريف حلب شمالي سورية، لإيواء العوائل المتضررة من زلزال فبراير/شباط التي كانت تقيم في خيام وتتكبد معاناة متواصلة من جراء موجات الحر صيفاً والأمطار شتاء.
علي الجارو المهندس ومنسق المشروع في المنطقة، تحدث لـ"العربي الجديد" عن الهدف منه، قائلا إنّ "المستهدفين هم متضررو الزلزال في مخيم حرش قطمة، ويبلغ عدد الوحدات المبنية 315 وحدة مكونة من غرفتين ومنافع مع فسحة خارجية بمساحة 9 أمتار مربعة"، موضحاً أن "الأرض تم تجريفها على شكل مصاطب، كونها منحدرة، ووضعت البيوت مسبقة الصنع على يمينها ويسارها وحدودها".
وأضاف: "بلغ عدد المستفيدين 1384 مستفيداً، وتم بناء الوحدات السكنية وتنفيذ بنية تحتية كاملة من صرف صحي وغيره وشبكة مياه داخلية لكل وحدة مع خزان وطاقة شمسية وتجهيزات كهربائية، بشكل كامل".
وأكد المتحدث وجود مخيمات بحاجة لمثل هذه المشاريع وإلى ربطها بعدة خدمات، متابعا: "ربطنا المخيم بشبكة مياه ليتم الضخ على خزان يغذيه، وهو قريب من القرية السكنية وبسعة 60 متراً مكعباً".
من جهته، يقول محمد الأحمد النازح من ريف معرة النعمان الشرقي جنوب إدلب لـ"العربي الجديد": "نزحنا بداية إلى منطقة الغزاوية في ريف عفرين، خرجنا سالمين منها بعد الزلزال، إلى مركز إيواء في منطقة كفرجنة في حرش قطمة، وكان الإيواء مؤقتاً. بني المركز بشكل سريع في منطقة جبلية منحدرة، إضافة لكونها صعبة التضاريس والظروف فيها صعبة، عانينا فترة طويلة من تسرب المياه وعشنا قسوة الحر، وخدميا كان الوضع سيئا للغاية. عانينا أيضا من ترحيل الخيام من أجل بناء القرية مكان المخيم، كانت أسوأ الأيام من حيث شدة الحر".
أضاف الأحمد: "انتقلنا من حياة صعبة ومعاناة مع تسرب المياه إلى مكان بسقف يحمي من الحر والمطر، نأمل أن نعيش حياة كريمة، ما دامت إمكانية عودتنا إلى أرضنا غير قائمة حالياً".
بدوره، بيّن الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ"العربي الجديد"، أنّ الأوضاع صعبة في المنطقة على المتضررين من جراء الزلزال الذي حدث في المنطقة العام الماضي، وهذا النوع من المشاريع يخفف من الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون في عدة مراكز للإيواء شمال سورية، كون معظم هذه المراكز بنيت بشكل مستعجل، دون خدمات وبنى تحتية، والمرافق الصحية فيها مشتركة، والخيام تضررت بشكل كبير من جراء المطر. أضاف: "نرجو أن يتم العمل على نقل النازحين في المراكز إلى بيوت مسبقة الصنع كحل للأزمة التي يعيشونها".
وتشير الإحصائيات الصادرة عن فريق "منسقو استجابة سورية" إلى أن أكثر من 330 ألفا تضرروا من جراء الزلزال في منطقة شمال غربي سورية، وبلغ عدد العوائل نحو 821، الأمر الذي رفع أعداد النازحين لنحو مليوني نسمة.