افتتاح "جامع الجزائر" وتشغيل مرافقه كافة في 25 فبراير الجاري

17 فبراير 2024
جامع الجزائر يُعَدّ الأكبر في أفريقيا وثالث أكبر مسجد في العالم (بلال بنسالم/Getty)
+ الخط -

تشهد الجزائر مراسم الافتتاح الرسمي لـ"جامع الجزائر الأعظم"، في 25 فبراير/شباط الجاري، بمشاركة شخصيات دينية إسلامية من عدة دول، إذ يتزامن الافتتاح مع منتصف شهر شعبان، وهي مناسبة تحظى بتقدير في الجزائر، وفقاً لمصدر مسؤول لـ"العربي الجديد".

وتقرر الافتتاح الرسمي للجامع الكبير، بعد ثلاث سنوات من الانتظار، حيث افتتحت قاعة الصلاة فقط في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول عام 2020، وفي أعقاب استكمال تجهيز المرافق وإتمام كل الأعمال والتحسينات التي سمحت برفع بعض التحفظات الفنية، وبعد تركيز كامل أطقم الإدارة التي تسمح بتسيير هذا المعلم الديني، ووضع الضوابط الوقائية والأمنية.

جامع الجزائر يتّسع لـ 120 ألف مصلٍّ

وأجرت السلطات الجزائرية الأربعاء الماضي آخر الاختبارات الخاصة بتأمين الجامع، حيث نفذت فرق الدفاع المدني مناورة تدريبية تخصّ إجلاء المصلين في حال حدوث حريق، فيما نفذت مصالح الأمن المتخصصة مناورة تحاكي التدخل في حالة وجود خطر أمني محتمل.

وسيسمح الافتتاح الرسمي للجامع، الذي يديره عميد برتبة وزير دولة، الشيخ محمد مأمون القاسمي، منذ مارس آذار 2022، بتشغيل منشآته ومرافقه الدينية والعلمية كافة، وإقامة جميع الصلوات به، إذ يضم الجامع بالإضافة إلى صحن المسجد وقاعة الصلاة التي تتسع لـ 120 ألف مصلٍّ، ومدرسة عليا للعلوم الإسلامية (دار القرآن) متخصصة في الدكتوراه فتحت أبوابها الشهر الماضي بـ82 مقعداً في سنتها الأولى، ومركزاً ثقافياً إسلامياً وفندقاً، إضافة إلى 12 بناية ومكتبة تتسع لألفي طالب، وتتوافر على مليون كتاب، وقاعة محاضرات ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي، ومركز للبحث في تاريخ الجزائر، إضافة إلى موقف سيارات ومساحات خضراء ومرافق أخرى.

من جهة أخرى، أُجِّل تنظيم مؤتمر للفكر الإسلامي بمشاركة دولية، الذي كان مقرراً تنظيمه بمناسبة افتتاح الجامع، نظراً لتزامنه مع احتضان الجزائر قمة منتدى الدول المصدرة للغاز التي تبدأ في 29 فبراير حتى الرابع من مارس/ آذار المقبل، والتي يحضرها رؤساء دول وحكومات.

وأُقيم جامع الجزائر الأعظم في منطقة المحمدية في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، قبالة البحر، على أنقاض كنيسة ومدرسة للآباء البيض، بناها الكاردينال لافيجري، قائد التبشير المسيحي في الجزائر في القرن التاسع عشر، وسُميت المنطقة باسمه في عهد الاستعمار الفرنسي، لكن السلطات الجزائرية تعمدت بعد الاستقلال تغيير تسمية المنطقة إلى المحمدية، لمحو الأثر التبشيري المرتبط بالكولونيالية الفرنسية.

وصُمِّم جامع الجزائر الذي شرع في بنائه في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، من قبل مكتب هندسة ألماني، وأنجزته شركة صينية بكلفة تفوق مليار دولار، وقدمت إيران هبة من السجاد لفرشه، وتعلوه واحدة من أطول المنارات في العالم، يبلغ علوها 267 متراً، ليصبح بذلك أكبر جامع في أفريقيا وثالث أكبر مسجد في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة. ويمرّ قرب هذا المسجد خط تراموي يصل إليه من وسط العاصمة والضاحية الشرقية، وعلى تماس مع قرب الطريق السيار في المدخل الشرقي للعاصمة، ما سيسمح له بأن يكون قبلة سياحية ودينية للمواطنين المقيمين، وكذلك للأجانب الوافدين إلى الجزائر. 

وتستهدف الجزائر من إنشاء هذا الجامع الكبير تحصين المرجعية الدينية المحلية والإقليمية، وتحويله إلى مركز إشعاع ديني وفكري، ومركز ثقل ديني يتوخى منه أن يكون منبراً مساعداً على دعم وتركيز ونشر خطاب الاعتدال والقيم الدينية السمحة، والتعاون مع المؤسسات الدينية في مختلف الدول، بما فيها دول الساحل الأفريقي لمحاربة التطرف الديني. 

المساهمون