- يُعتقد أن سبب الاعتقال هو مقالاته الناقدة للرئيس السيسي، والتي تناولت قضايا مثل العاصمة الإدارية واستيلاء الدولة على الأراضي، مما أثار جدلاً واسعاً.
- يأتي الاعتقال في سياق حملة ضد المعارضين في الإسكندرية، وسط تزايد المعارضة لسياسات السيسي الاقتصادية، حيث سبق اعتقال فاروق في 2018 لنشره كتاباً مثيراً للجدل.
اعتقلت السلطات المصرية، مساء أمس الأحد، الخبير الاقتصادي البارز عبد الخالق فاروق (67 عاماً)، من مقر سكنه، وذلك بحسب ما أعلنته زوجته نجلاء سلامة على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وفي تصريحاتها، أكدت سلامة أن قوات الأمن فتشت منزلهما وأخذت مسودات كتبه، بالإضافة إلى أجهزة الحاسوب المحمول الخاصة بهما وهاتفين محمولين، كما أعربت عن قلقها إزاء صحة زوجها، مشيرة إلى أنه لم يتمكن من أخذ أدويته، وهو ما قد يعرض حالته الصحية للخطر.
ورجح مصدر قانوني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن يكون سبب الاعتقال هو المقالات الأخيرة التي نشرها الخبير الاقتصادي على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، وتنتقد أغلبها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي كان أبرزها "الجنرال السيسي .. وسرقة القرن – العاصمة الإدارية نموذجاً، وهل تقاضى الجنرال السيسي ثمن موقفه في محرقة غزة؟ والجنرال السيسي وحكاية جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة... استيلاء على أراضي الدولة والتصرف فيها كعزبة خاصة دون رقابة أو مساءلة، وقصة صعود يوسف بطرس غالي إلى سلم السلطة والحكم في مصر... وما هي علاقته بوكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA؟".
وتولى مكتب المحامي والحقوقي المصري ناصر أمين تشكيل هيئة الدفاع عن فاروق ومتابعة قضيته. وبحسب مصادر قانونية، يحاول المحامي وأسرة فاروق معرفة مكان احتجازه غير المعروف حتى الآن. وأُلقي القبض على فاروق من قبل رجال الأمن الوطني في الساعة الحادية عشرة مساء الأحد بالتوقيت المحلي.
يأتي هذا الاعتقال في ظل حملة موسعة على المعارضين والنشطاء في مدينة الإسكندرية، حيث يُعتقد أن هذه الإجراءات قد تكون مرتبطة بحالة القلق من تنامي المعارضة لنظام السيسي عقب سلسلة من الإجراءات والقرارات الاقتصادية القاسية، كان آخرها رفع أسعار الوقود للمرة الثالثة في أقل من عام. ولم يُعرف حتى الآن السبب الدقيق وراء هذه الحملة، ولا سبب القبض على عبد الخالق فاروق، وإن كان مغردون قد تداولوا منشورات تنتقد السياسات الاقتصادية للنظام، واعتبروا أنها السبب وراء القبض عليه.
وسبق أن اعتقلت السلطات الأمنية الخبير الاقتصادي في 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 بسبب نشره لكتابه بعنوان "هل مصر بلد فقير حقاً"، واقتيد إلى قسم شرطة مدينة الشروق، شرقي العاصمة القاهرة، ثم تم الإفراج عنه في 29 أكتوبر 2018.
عبد الخالق فاروق حاصل على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1979، وعلى ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1992، وعلى دبلوم في القانون العام من جامعة القاهرة عام 1997، وعلى دبلوم في إدارة الجهاز الحكومي القومي من معهد الإدارة العامة باليابان عام 1989.
وعمل عبد الخالق فاروق باحثاً اقتصادياً في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام، وباحثاً اقتصادياً في مكتب رئيس الوزراء المصري، وباحثاً اقتصادياً في الهيئة المصرية للرقابة على التأمين التابعة لوزارة الاقتصاد، وخبيراً اقتصادياً في الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وخبيراً في شؤون الموازنات العامة الحكومية في المنتديات الدولية، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية.