ينتهج النظام السوري سياسة التضييق على اللاجئين الفلسطينيين في سورية، خاصة في ما يتعلق بتنظيم تظاهرات ووقفات تضامنية مع قطاع غزة الذي يتعرض لقصف مكثف ومجازر يومية يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
مدير المكتب الإعلامي في "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" والناشط الفلسطيني فايز أبو عيد، قال لـ "العربي الجديد"، إنّ قوات النظام اعتقلت أخيرا عدة أشخاص حاولوا التضامن مع غزة، وذلك بحجة الحماية من الإرهاب والعصابات المسلحة والحفاظ على الأمن والأمان، كما فرضت على المخيمات الفلسطينية والجهات والفصائل الفلسطينية "موافقة أمنية" مسبقة، من أجل تنظيم أي تظاهرة أو فعاليات ووقفات تضامنية مع السكان في قطاع غزة.
وأوضح أبو عيد، أن هذه الإجراءات الجديدة لم تكن موجودة قبل اندلاع الأحداث في سورية، حيث كان أهالي المخيمات الفلسطينية يخرجون عن بكرة أبيهم عندما يحدث اعتداء من قبل قوات الاحتلال على غزة أو القدس، تلك الحجة الواهية لا تتماشى مع الشعارات التي يطلقها النظام السوري ويرددها بشكل دائم من قبيل "فلسطين قبل الجولان"، و"فلسطين قضيتنا المركزية والأولى".. وما يدل على ذلك اعتقاله لثلاثة ناشطين فلسطينيين في بلدة يلدا المتاخمة لمخيم اليرموك على خلفية وقفة تضامنية مع ما يحدث لأهلهم في غزة، وتنديداً بجرائم الاحتلال الصهيوني والمجازر والإبادة الجماعية التي يرتكبها بحقهم.
وأفاد المتحدث بأن النظام السوري منع الفصائل الفلسطينية الموجودة على الأراضي السورية من تنظيم أي مظاهرات قرب الجولان، وذلك بعد تلقيه تهديدات من قوات الاحتلال بقصف سورية، وتحميل قادة الجيش السوري وبالأخص قائد اللواء 112 المسؤولية الكاملة عن كل الأعمال التخريبية التي تنطلق من الأراضي السورية.
واعتبر أن النظام السوري شدد قبضته الأمنية على المخيمات الفلسطينية وقادة الفصائل الفلسطينية، وقيّد أي خطوات من قبلهم قد تثير غضب الجانبين الإسرائيلي والأميركي، وتعرض سورية لخطر التدخل العسكري من قبلهما، بحسب الناشط فايز أبو عيد.
وأضاف: "يشكو اللاجئون الفلسطينيون في بلدات جنوب دمشق (يلدا – بيت سحم – ببيلا - سيدي مقداد) من ابتزاز حواجز النظام السوري وأجهزته الأمنية، إذ تشهد المنطقة بين الحين والآخر حملات اعتقال تستهدف المطلوبين للأجهزة الأمنية وللخدمة العسكرية الإجبارية، ووثقت مجموعة العمل اعتقال العشرات من اللاجئين الفلسطينيين خلال السنوات السابقة بينهم أكثر من 50 طفلاً".
"مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، وثقت اعتقال ثلاثة لاجئين فلسطينيين وفق تقرير صدر عنها أمس الخميس، وذلك في بلدة يلدا قرب مخيم اليرموك، وذلك على خلفية وقفة تضامنية مع سكّان قطاع غزة جرت في بلدة يلدا شارك فيها العشرات من الفلسطينيين والسوريين.
ووفق تقرير المجموعة، فإن أجهزة النظام السوري الأمنية فرضت على المخيمات والجهات الفلسطينية الحصول على موافقة أمنية مسبقة لتنظيم أي وقفات تضامنية مع السكان في قطاع غزة، كما شمل التضييق الأمني رفض وقفة تضامنية بالشموع للأطفال في مخيم خان دنون.