مؤتمر "كوب 28": استقالة عضو بالمجلس الاستشاري احتجاجاً على صفقات إماراتية

01 ديسمبر 2023
صورة تذكارية لقادة الدول المشاركين في "كوب 28" اليوم (محمود خالد/ الأناضول)
+ الخط -

استقالت هيلدا هاين، وهي عضو المجلس الاستشاري الرئيسي لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب 28"، اليوم الجمعة، على خلفية تقارير تشير إلى استغلال رئاسة الإمارات هذا المؤتمر لإبرام اتفاقات جديدة للنفط والغاز.

وبحسب ما جاء في رسالة استقالتها، قالت هاين، وهي الرئيسة السابقة لجزر مارشال، إنّ التقارير التي تفيد بمناقشة الإمارات اتفاقات محتملة بشأن الغاز الطبيعي وغيره قبل محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ "مخيّبة للآمال بشدة"، وتنذر بتقويض نزاهة عملية التفاوض متعدّدة الأطراف.

وأضافت هاين في الرسالة، التي بعثت بها إلى رئيس مؤتمر "كوب 28" سلطان الجابر، أنّ "هذه التصرفات تقوّض نزاهة رئاسة المؤتمر والعملية برمتها".

وكانت استضافة الإمارات النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر المناخ قد أثارت تحفّظات وكذلك جدالاً في الأوساط المعنية بشؤون البيئة والمناخ، ولا سيّما أنّها من كبرى الدول المنتجة للنفط عالمياً. يُضاف إلى ذلك أنّ رئيس "كوب 28" سلطان الجابر هو الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك" التي تُعَد إحدى كبرى شركات النفط في العالم، فيما يشغل كذلك منصب وزير الصناعة والتكنولوجيا في البلاد.

"كوب 28" أكبر مؤتمرات المناخ مع 80 ألف مشارك

وصار مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب 28" رسمياً أكبر مؤتمرات المناخ على الإطلاق، مع تسجيل 80 ألف مشارك في دبي على قائمة أولية تكشف للمرّة الأولى عن وظائف هؤلاء المحدّدة، في مسعى من المنظمة الأممية للردّ على الانتقادات بشأن احتمال تضارب مصالح.

ومع احتساب العاملين الفنيين وعناصر الأمن في النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر المناخ، يصير عدد الذين يستطيعون الوصول إلى "المنطقة الزرقاء" المخصّصة للمفاوضات وأجنحة الدول أو المنظمات 104 آلاف شخص، أي ضعف العدد الذي سُجّل في مؤتمر "كوب 27" الذي عُقد في العام الماضي بشرم الشيخ في مصر، علماً أنّ العدد كان حينذاك قياسياً مع 49 ألف مشارك. يُذكر أنّ العدد المعلن قد لا يتوافق بالضرورة مع عدد الأشخاص الموجودين فعلياً في دبي.

وينتمي نحو 23.500 شخص إلى وفود وطنية، من بينهم 1336 مندوباً من البرازيل التي تُسجّل في معظم الأحيان أعداداً قياسية من المشاركين خلال مؤتمرات المناخ. يُضاف إلى هؤلاء 620 مندوباً من الإمارات التي تنظّم المؤتمر و265 مندوباً من فرنسا و158 من الولايات المتحدة الأميركية.

وثمّة 27.208 أشخاص وُصفوا بأنّهم "إضافيون" من الوفود الوطنية التي تصطحب معها رؤساء شركات وخبراء وممثّلي جمعيات مهنية وأساتذة جامعيّين وموظفين فنيّين. لكنّ هؤلاء لا يملكون الحقّ في الوصول إلى المفاوضات بالقدر نفسه الذي يتمتّع به المندوبون الرسميون.

وتضمّنت قائمة الأشخاص "الإضافيين" الذين يحضرون مع الوفد الفرنسي رئيس مجلس إدارة مجموعة "توتال إنرجي" النفطية باتريك بوياني، ورئيس شركة "دانون" للأغذية أنطوان دو سان أفريك، ورئيس شركة "سانوفي" للصناعات الدوائية بول هدسون، ورئيس مجموعة "سيه إم آه - سيه جيه إم" للشحن رودولف سعادة، ورئيس شركة كهرباء فرنسا "أو ديه إف" لوك ريمون.

ومن بين نحو 4900 شخص دعتهم الدولة المضيفة، الإمارات، الابن البكر للملياردير الفرنسي وصاحب شركة "إل في إم إتش" للسلع الفاخرة بيرنار أرنو، إلى جانب الشريك المؤسس لـ"مايكروسوفت" بيل غيتس وعدد كبير من أصحاب الأعمال.

وحصل 14 ألف عضو في منظمات غير حكومية، بمن فيهم ناشطون بيئيون وأعضاء في جمعيات مهنية تمارس الضغط، على اعتمادات، في حين تدفّق صحافيون بأعداد كبيرة لتغطية المؤتمر مع نحو 4000 اعتماد.

كذلك، سُجّل منح 4700 اعتماد لممثلي الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، بالإضافة إلى وكالات أخرى.

وفي معظم الأحيان، يُسجَّل عدم توفّر قواعد واضحة بشأن تضارب المصالح. وحتى هذا العام، لم تُلزم الأمم المتحدة المندوبين إثبات انتسابهم إلى المجموعة التي حصلوا على اعتماداتهم من خلالها أو الجهة التي يعملون لحسابها، الأمر الذي يجعل كشف مجموعات الضغط صعباً جداً.

من جهة أخرى، يفيد منظمو مؤتمر "كوب 28" بأنّ 400 ألف شخص سجّلوا أسماءهم للحصول على "تذكرة ليوم واحد" من أجل الدخول إلى "المنطقة الخضراء"، وهي معرض هائل مفتوح أمام الجمهور ومخصّص للابتكار والشركات في مدينة "إكسبو دبي" مَقرّ انعقاد مؤتمر المناخ.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون