حملات لاستبدال خيام النازحين السوريين بالمنازل: مهمّة صعبة

04 فبراير 2022
الخيمة ليست ملاذاً آمناً وعمرها الافتراضي قصير (Getty)
+ الخط -

تتواصل حملات إنسانية عديدة لجمع مبالغ مالية الهدف منها بناء وحدات سكنية تكون بديلاً عن خيام النازحين في مناطق شمال سورية، منها حملة "فريق ملهم التطوعي" التي جمعت نحو 3 ملايين دولار إلى الآن، إضافة لحملة "دفء القلوب الرحيمة" التي أطلقها فلسطينيو 48، وبلغ مجموع تبرعاتها 10 ملايين دولار.

وتطوّرت "حملة القلوب الرحيمة" من دعم مخيمات نازحين شمال سورية بمواد التدفئة، إلى مشروع لبناء وحدات سكنية واستبدال الخيام بمبانٍ على غرار الحملة التي أطلقها "فريق ملهم التطوعي" تحت عنوان "حتى آخر خيمة".

ويتطلّع الكثير من النازحين في مناطق شمال وشمال غرب سورية إلى أن تُستبدل خيامهم بوحدات سكنية، خاصة من اقتلعت العاصفة الأخيرة خيامهم أو مزقتها، فالخيمة ليست ملاذاً آمناً وعمرها الافتراضي قصير، وبالكاد تحمي النازحين من المطر ووسائل التدفئة في داخلها بالغة الخطوة كونها مصنوعة من البلاستيك سريع الاشتعال.

ويوضح فواز العليوي مدير "مخيم الأيادي" بريف إدلب، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أنّ استبدال الخيمة ببناء يُخفّف من معاناة النازحين والمهجرين، متسائلاً عن نتائج هذه الحملات "من الذي سيستفيد من هذه التبرعات، وإلى الآن مخيماتنا لم تحصل على سلة طوارئ شتوية؟ شاهدنا أبنية جاهزة قبل الشتاء، لماذا لم يتم نقل النازحين من المخيمات إلى الأبنية قبل الشتاء؟ نرجو أن تصل هذه التبرعات لمستحقيها الفعليين، وأن يتم نقل من في المخيمات للأبنية"، مضيفاً أن "المُهجّرين يُفضّلون خيمة في أرضهم وقراهم على قصر هنا"، في إشارة إلى أنّ عودة النازحين لمدنهم وبيوتهم هي الحلّ الحقيقي لإنهاء هذه المعاناة.

وتكلفة المسكن تختلف باختلاف نظام المشروع وآلية البناء التي تعتمد من قبل المنظمات والجهات التي تجمع التبرعات.

وفي السياق، يؤكد عبد الله الخطيب مسؤول قسم الإعلام في "فريق ملهم التطوعي"، لـ"العربي الجديد"، أنّ تكلفة المسكن التي أعلن عنها الفريق هي 4 آلاف دولار، ضمن بناء مكوّن من طابقين، وقال "البيت متكامل بمواصفات جيدة. هناك حملات ثانية ومنظمات تعمل على نموذج طابقي تكون تكلفة الشقة 2500 دولار، وهناك الكثير من النماذج التي تعتمد على المرافق والخدمات والبنى التحتية، وهذا الأمر واسع، النموذج الذي نعتمده حالياً بقيمة 4 آلاف دولار". وبيّن أن الفريق مشرف على البناء بشكل كامل، كون معظم مؤسسي الفريق وأعضائه من المهندسين المدنيين.

بدوره يتحدث عبد الرحمن الشردوب نائب المدير العامة لجمعية "عطاء للإغاثة الإنسانية"، لـ"العربي الجديد" عن الحملات التي تهدف إلى استبدال الخيام وجدواها مع وجود عدد كبير من الخيام التي يقطنها النازحون.

ويقول "بالنسبة لحملة بناء الوحدات السكنية جزء منها كان مع أهلنا في فلسطين، وجزء تسوقه "جمعية عطاء"، وبالنسبة للذي وصلنا من أهلنا في فلسطين 3 آلاف وحدة سكنية وسوقنا لبناء 400 وحدة سكنية".

وتابع الشردوب "وفق إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية" هناك 150 ألف خيمة في المنطقة، وما نعمل عليه لا يتجاوز 2%، لكن إذا جمعنا كافة ما تجمع المنظمات الأخرى ربما يصل العدد لنحو 10 آلاف وتقريباً يكون النسبة 10% والتكلفة 2500 دولار، وهو عبارة عن غرفتين..، والقرية السكنية مكونة من 1000 وحدة سكنية، تزيد أو تقل قليلاً وفيها خدمات إضافية منها المسجد والمستوصف والمدرسة والحدائق والمجلس المحلي".

ولفت الشردوب إلى أنّ الحملات غير كافية لإنهاء الخيم "لكنّها تكون ملهمة لدول عربية مثل قطر والكويت"، حسب قوله، "التي تتبرع عادة للمخيمات أو غير ذلك لدعم هذه المشاريع". وتابع أنّ "الحملة الشعبية من جيوب الفقراء والميسورين جمعت 10 ملايين دولار، وهناك دول مثل قطر والكويت يمكن أن تدعم بناء وحدات تنهي المخيمات وتحوّلها لشقق سكنية".

ويبلغ إجمالي عدد المخيمات في شمال غرب سورية 1489 مخيماً، من بينها 452 مخيماً عشوائياً، ويقيم في هذه المخيمات نحو مليون نازح ومهجر.

المساهمون