ارتفعت أعداد الإصابات بمرض الكوليرا خلال الأيام الأخيرة في شمال غرب سورية، بحسب إحصاءات جديدة، وسط تحذيرات من مصير مئات الآلاف من المدنيين القاطنين في المنطقة.
وقالت منظمة "منسقو استجابة سورية"، في بيان لها، اليوم الجمعة، إن المجموع الكلي للإصابات بلغ 492 إصابة، 133 منها ضمن المخيمات، فيما بلغ عدد الوفيات 17 حالة، ويشكل الأطفال نسبة 53 بالمئة من إجمالي الوفيات.
وأوضحت أن المناطق ذات الخطورة العالية جداً هي منطقة حارم، وسجل فيها 231، ومنطقة عفرين بـ106 إصابات، ومنطقة إدلب بـ38 إصابة. في حين صنّفت المنظمة مناطق أخرى ذات خطورة عالية، أبرزها منطقة جرابلس، وسجل فيها حتى اليوم 38 إصابة، ومنطقة جسر الشغور بـ24 إصابة، ومنطقة أريحا 21.
وأعربت المنظمة، في بيانها، عن قلقها الشديد إزاء مصير مئات الآلاف من المدنيين القاطنين في المنطقة، وتزايد أعداد الإصابات بشكل مستمر. وقالت إن تزايد الإصابات بمرض الكوليرا في المنطقة عموماً، والمخيمات بشكل خاص، يمثل حلقة جديدة قد تكون الأخطر في سلسلة الظروف الصعبة التي يعانيها السكان المدنيون منذ سنوات متواصلة.
وأشارت إلى أن الكثافة السكانية المرتفعة جداً، وازدحام النازحين ضمن المخيمات، إلى جانب الافتقار إلى النظافة الصحية، والظروف الصحية غير الملائمة، وانخفاض دعم المياه، تشكل خطراً كبيراً على سلامة وصحة هؤلاء الأفراد.
وناشد فريق "منسقو استجابة سورية" المنظمات الإنسانية والدولية العمل على تأمين الدعم اللازم للقطاع الصحي، وخاصةً أن نسبة الاستجابة الإنسانية للمدنيين ضمن هذا القطاع خلال شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني لم تتجاوز 17%.
وسبق أن وجّه فريق "منسقو استجابة سورية" نداءً إلى كلّ الفعاليات والمنظمات الإنسانية في شمال غرب سورية، للعمل على إصلاح الأضرار في الصرف الصحي، وتحديداً في مدينة حارم، لمنع اختلاط المياه المبتذلة بمياه الشرب.
كذلك دعا الفريق المنظمات إلى العمل على توفير المياه الصالحة للشرب، بعد توقّف خدمات المياه عن عشرات القرى والبلدات في المنطقة، بالإضافة إلى عشرات المخيمات التي توقّف الدعم عنها منذ أشهر عدّة.
وفي وقت سابق، قال رامي جعار، العامل بالمجال الطبي في شمال غربي سورية، لـ"العربي الجديد"، إن "سبب انتشار الوباء بكثرة في مناطق شمال غربي سورية يعود إلى عدم التزام المدنيين بأساليب الوقاية، إضافة إلى عدم توفر لقاحات خاصة بالوباء، وضعف القطاع الطبي في المنطقة عموما، وفي مخيمات النازحين خاصة".