احتقان في مستشفيات تونس: الممرضون يشكون عدم حمايتهم من كورونا

03 أكتوبر 2020
نقابة الممرّضين نفذت احتجاجات أمام مقر وزارة الصحة (ياسين غايدي/ الأناضول)
+ الخط -

تعيش مستشفيات تونس حالة احتقان؛ بسبب الغضب المتصاعد للكوادر شبه الطبية التي باتت في مواجهة مباشرة مع فيروس كورونا، في ظلّ النقص في وسائل الحماية، التي تسبّبت في وفيّات بين العاملين في المؤسسات الصحية.

وتطالب الكوادر شبه الطبية، من ممرّضين وتقنيين وعمّال، بحماية أكبر لهم أثناء أداء مهاهم في أقسام "كوفيد-19"، وباقي الهياكل الصحية التي تفشى فيها الوباء، محذرين من أنّ الممرّضين باتوا خارج دائرة الحماية الرسمية.

ونفّذت نقابة الممرّضين على امتداد اليومين الماضيين احتجاجات أمام مقر وزارة الصحة، طالبوا فيها بتوفير وسائل الحماية لهم، وزيادة وفتح باب التوظيف للكوادر شبه الطبية؛ بسبب نقص الموارد البشرية المهدّدة بالفيروس، والإنهاك نتيجة طول ساعات العمل.

وقالت ممرّضة بمستشفى "عبد الرحمان مامي"، رفضت الكشف عن اسمها، إنّ غضب زملائها يتصاعد من يوم إلى آخر نتيجة صعوبة ظروف العمل وحالة الإجهاد التي يعانون منها، لطول ساعات الدوام.

وأكّدت المتحدثة، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّ عدداً من الممرّضين أصيبوا بالعدوى، وجاءت نتائج تحاليلهم موجبة، لكنهم يواصلون العمل بدعوة من رؤسائهم في الأقسام الاستشفائية؛ بسبب النقص الفادح في الكوادر شبه الطبية.

وأضافت الممرّضة أنّ رؤساءهم في العمل لم يسمحوا للمصابين، الذين لا تظهر عليهم  أعراض المرض، بالحصول على إجازات مرضية والتزام الحجر، ما يزيد من إمكانية تفشي العدوى بين زملائهم  أو نقلها للمرضى المقيمين في الوحدات الصحية، مطالبة بحماية أكبر للممرّضين الذين وصفتهم بـ"الحلقة الأضعف" في المنظومة الصحية.

وفي سياق متّصل، قالت الممرّضة إنّ أغلب المستشفيات الحكومية تشكو نقصاً في وسائل الحماية والتحاليل المخبرية للكشف عن الإصابات، مشيرة إلى أنّ الأولوية في إجراء التحاليل تُعطى للأطباء، فيما يواجه الممرّضون والعمّال الخطر، من دون أيّ حماية.

 

وتقدّر جامعة الصحة عدد المصابين بـ"كوفيد-19" من الكوادر شبه الطبية بالمئات، رغم التأكيدات الرسمية على بذل جهود للحدّ من تفشي العدوى في المستشفيات، ما تسبّب في إغلاق أقسام بهدف تعقيمها.

كذلك أعلنت نقابة الممرّضين الدخول في اعتصام مفتوح، في بهو وزارة الصحة، منذ الخميس الماضي، وطالبت منظوريها بالالتحاق بالمعتصمين من أجل الضغط على السلطات الصحية لتحسين ظروف عملهم، بعد اتهامها بتجاهل مطالبهم، ومن بينها إصدار قانون أساسي خاص بمهنة التمريض والإصلاح الشامل للمنظومة الصحية.

وأعلنت وزارة الصحة، في بلاغ لها، أمس الجمعة، عن رقم قياسي جديد في عدد المصابين بفيروس كورونا، إذ تمّ تسجيل 1308 إصابات جديدة بالفيروس بتاريخ 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، ليصل إجمالي الإصابات إلى 19721 إصابة منذ بداية الجائحة.

وقالت الوزارة إنّ واحداً من بين 4 ممّن يخضعون للتحاليل مصاب بالفيروس، ما يجعل العدوى تفوق الـ25%، وأوضحت أنه من جملة 4991 عيّنة، بلغت التحاليل الموجبة 26.2%. كذلك ارتفعت حصيلة الوفيّات منذ بداية الجائحة إلى 271 وفاة.

المساهمون