احتجاجات على فصل طالب من الجامعة الأردنية لدعمه المقاومة ورفضه التطبيع

19 اغسطس 2024
لقطة من الاحتجاج على قرار الجامعة الأردنية فصل الطالب عبد الله سلامة، 19 أغسطس 2024 (إكس)
+ الخط -

بعد قرار فصل الطالب الأردني عبد الله سلامة من الجامعة الأردنية (حكومية) حيث يتابع دراسته، سُجّلت اعتراضات على عملية الفصل هذه التي أتت على خلفيّة مشاركة الطالب في وقفة تضامنية مع قطاع غزة الذي يتعرّض لعدوان إسرائيلي متواصل، وإلقائه كلمة عبّر في خلالها عن دعم المقاومة ورفض التطبيع مع الاحتلال، مع العلم بأنّ مشاركة سلامة تلك أتت في مارس/ آذار الماضي.

واليوم الاثنين، نظّم عشرات من طلاب الجامعة الأردنية وقفة أمام مبنى إدارة الجامعة في العاصمة عمّان، تحت عنوان "لا لتكميم الأفواه"، رفضاً للعقوبات التي تستهدف الطلاب الذين يرفضون التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ومطالبةً بإلغاء قرار فصل الطالب عبد الله سلامة. وقد أوضح سلامة، الذي يتابع دراسته في كلية اللغات الأجنبية بالجامعة الأردنية، بأنّ إدارة الجامعة فصلته لمدّة فصل دراسي واحد، بعد الكلمة التي ألقاها وعبّر فيها عن حال الشارع الأردني الرافض للتطبيع مع الاحتلال.

الصورة
وقفة أمام الجامعة الأردنية احتجاجاً على قرار فصل طالب دعم المقاومة ورفض التطبيع مع إسرائيل 2 - عمّان - 19 أغسطس 2024 (إكس)
من وقفة اليوم أمام الجامعة الأردنية احتجاجاً على قرار فصل عبد الله سلامة، عمّان، 19 أغسطس 2024 (إكس)

بدوره، استنكر "المرصد الطلابي الأردني" (هيئة حقوقية مستقلة) التضييقات التي تطاول الحريات في الجامعات الأردنية، وقد سُجّلت آخر عملية تضييق عند إصدار الجامعة الأردنية قرار الفصل في حقّ سلامة، على أثر نشاطه الطالبي التضامني مع قطاع غزة والرافض للتطبيع مع الاحتلال. وعبّر المرصد عن تخوّفه من ارتفاع وتيرة التضييقات على الطلاب في الجامعات، على خلفية النشاط السياسي الذي لا يتعارض مع الموقفَين الرسمي والشعبي تجاه القضية الفلسطينية، وبما يمسّ حقوقهم التي كفلها الدستور والقانون.

في الإطار نفسه، استنكرت حركة "الأردن تقاطع" قيام الجامعة الأردنية بفصل سلامة تعسفياً، على خلفية إلقائه كلمة القوى الطالبية في إحدى الوقفات المساندة لقطاع غزة، وقد أكّد فيها رفض الطلاب التطبيع مع إسرائيل. وشدّدت حركة المقاطعة: "نقف اليوم متضامنين مع من يقفون في خندق المقاومة (...) مع من يرفعون صوتهم لإسقاط اتفاقيات التطبيع مع العدو الصهيوني (...) مع من يقفون مع الوطن (...) نقف مع حرية التعبير". أضافت الحركة، متوجّهةً إلى الجامعة الأردنية، "يا أم الجامعات، تراجعي عن الفصل التعسّفي في حقّ الطالب عبد الله سلامة!".

من جهتها، طالبت "الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة - ذبحتونا"، في بيان أخيراً، إدارة الجامعة الأردنية بالتراجع عن قرار فصل سلامة الذي اتّخذته عمادة شؤون الطلاب، وإعادة النظر بآلية التعامل مع الوقفات والاعتصامات الطالبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، بما يتوافق مع الرؤيتَين الأردنيّتَين الرسمية والشعبية.

وأوضحت حملة "ذبحتونا" أنّ هذا القرار مخالف لنظام التأديب في الجامعة الذي يلزم ببتّ القضايا الطالبية خلال 30 يوماً من تاريخ إحالتها، لكنّ سلامة اُحيل إلى التحقيق في مارس الماضي، أي أنّ قرار الفصل صدر بعد خمسة أشهر من تلك الإحالة، وهو أمر يُعَدّ "مخالَفة صريحة لنظام التأديب". ووصفت الحملة قرار الجامعة الأردنية بأنّه "سابقة خطرة" في إدانة طلابها على خلفية موقفهم الرافض للتطبيع، خصوضاً أنّه "يأتي بالتزامن مع الموقف الرسمي الذي يدين المجازر والإرهاب في حقّ أبناء شعبنا العربي الفلسطيني، والموقف الشعبي المنحاز للمقاومة والرافض كلّ أشكال التطبيع مع العدو".

وأبدت حملة "ذبحتونا" استغرابها إزاء صدور قرار الفصل في حقّ طالب حزبي ومسؤول في قائمة منخرطة في الانتخابات الطالبية ومعترَف بها من قبل إدارة الجامعة الأردنية، في وقت تؤكّد الحكومة فيه حرصها على انخراط الطلاب في العمل الحزبي وكذلك السياسي وتحثّ الشبّان والطلاب على المشاركة في الانتخابات.

المساهمون