احتجاجات في ريف حلب الشمالي بعد تجاهل مطالب المعلمين

08 سبتمبر 2022
يصرّ المعلمون على عدم الالتحاق بالمدارس قبل تحقيق مطالبهم (العربي الجديد)
+ الخط -

 

شهدت مناطق عدّة في ريف حلب الشمالي، في شمال سورية، وقفات احتجاجية نفّذها المعلمون اليوم الخميس بالتزامن مع بدء العام الدراسي 2022-2023، بعد دعوات وجّهتها نقابة المعلمين الأحرار بهدف تحسين الواقع التعليمي في المنطقة وتحسين الوضع المعيشي للمعلم.

وقد جاءت الدعوات من ضمن سلسلة متواصلة من الاحتجاجات بدأها معلمو ريف حلب الشمالي في العام الدراسي الماضي، لكنّ المطالب لم تلقَ حينها أيّ استجابة من قبل الجهات المسؤولة، وفقاً لنقابة المعلمين الأحرار، وهو ما دفعهم إلى التحضير الأسبوع الماضي للاحتجاج.
 
في هذا الإطار، قال عمر ليلى وهو عضو مجلس نقابة المعلمين الأحرار لـ"العربي الجديد" إنّ "سبب الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها نقابة المعلمين في ريف حلب الشمالي، هو تردّي الوضع التعليمي وسوء الوضع المعيشي للمعلمين، بعد مطالبات بتحسين واقع التعليم  لأكثر من عام من دون أن يستجيب المعنيون لهذا الأمر".

الصورة
احتجاجات معلمين في ريف حلب الشمالي في سورية 2 (العربي الجديد)
من إحدى المسيرات الاحتجاجية اليوم (العربي الجديد)

أضاف ليلى: "وكنّا قد أصدرنا سابقاً بياناً طالبنا فيه المسؤولين عن الملف التعليمي في شمال سورية بوضع حلول، لكن لا مجيب. وأعطيناهم مهلة حتى بداية العام الدراسي الحالي لإصلاح العملية التعليمية وتحسين واقع المعلمين، لكنّ المعنيين لم يستجيبوا لنداءات النقابة. بالتالي، كان لا بدّ للمعلمين أن يقولوا كلمتهم من خلال الوقفات الاحتجاجية والامتناع عن الالتحاق بالمدارس، حتى تصل الرسالة ومفادها أنّ المعلمين مصرّون على مطالبهم لرفع مستوى التعليم".

وأوضح ليلى أنّ "التعليم على وشك الانهيار في حين أنّ وضع المعلم يحتاج كذلك إلى تحسين، إذ لا يتجاوز راتبه في الوقت الحالي 55 دولاراً أميركياً"، مطالباً بزيادة "راتب المعلم أسوة بباقي المعلمين". وتابع أنّ "الوقفات شملت اليوم شعباً نقابية عدّة في كلّ من أعزاز ومارع والمخيمات والباب وبزاعة والغندورة وجرابلس".

من جهته، أشار المدرّس سامي المحمود لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "البحث عن مهنة غير التعليم بات الخيار الوحيد أمامي في الوقت الحالي". وهو يقيم اليوم في منطقة عفرين بريف حلب، كون التعليم لم يعد مهنة يكسب من خلالها عيشه، و"صار المعلم الحلقة الأضعف في المجتمع". وشدّد المحمود على أنّ "المعلم اليوم في حالة عجز. المهنة التي كنت ألبّي من خلالها متطلبات أطفالي باتت سبب عجزي"، متسائلاً: "كيف يمكنني أن أوفّر لهم متطلبات الحياة، لا سيّما أنّني مدرّس؟".

أمّا المدرّس عدنان الذي تحفّظ عن ذكر اسمه كاملاً، فقال لـ"العربي الجديد": "أعمل في مكان قريب من المدرسة التي أدرّس فيها، وأحاول دائما ألا أدع تلاميذي يعرفون بأنّني أعمل في البناء. أريد أن تبقى صورة المعلم هي الصورة الوحيدة التي حفظوها عنّي". أضاف: "أشعر بالانزعاج كثيراً لما حصل لنا ولكون الجميع يتجاهل مطالبنا".

المساهمون