شهدت شوارع العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، مساء أمس السبت، احتجاجات نظمتها مجموعة "رجال بالأسود" ضد قرار الإغلاق لمكافحة فيروس كورونا، وانضم إليهم المئات من الرافضين للقيود، قبل أن تتحول الاحتجاجات إلى صدامات مع قوات مكافحة الشغب، على غرار ما حدث يوم 9 يناير/كانون الثاني الماضي.
وأكدت المجموعة في بيان، السبت، أن "تمديد الإغلاق، وفرض إجراءات صارمة هو نوع من الديكتاتورية، وانتهاك لحرية المواطنين في ظل غياب استراتيجية حكومية واضحة على المدى البعيد". وكانت احتجاجات، السبت، أعنف من سابقاتها، ووجه المتظاهرون غضبهم إلى رئيسة الوزراء، ميتا فريدركسن، ورفعوا مجسماً مشنوقاً لها، ثم أحرقوه، وسط صدمة سياسية وإعلامية من عنف المتظاهرين الذين كانت بينهم مجموعات من مشجعي كرة القدم.
ودعا منظمو الاحتجاجات عبر "فيسبوك" كل الأشخاص، بغضّ النظر عن التوجه السياسي، إلى المشاركة "من أجل حرية الدنمارك"، ويعتقد "رجال بالأسود" وغيرهم، خصوصاً اليمين المتشدد، أن ما يجري هو "استغلال من الحكومة لجائحة كورونا لفرض السيطرة، والتحكم بالشعب".
ووفقاً لشرطة كوبنهاغن، فقد شارك نحو ألف شخص في الاحتجاجات، واستخدم بعضهم المفرقعات النارية لمهاجمة الشرطة التي حضرت بشكل ملحوظ خشية تكرار العنف الذي شهدته الاحتجاجات السابقة، والتي هددت باقتحام البرلمان الدنماركي على طريقة ما جرى في الكونغرس الأميركي يوم 6 يناير/ كانون.
ورغم أن تظاهرة مساء السبت، بدأت سلمية وسط ساحة المحافظة، لكنها سرعان ما تحولت إلى صدام بين مرتدي الملابس السوداء وقوات مكافحة الشغب، التي اعتقلت بعضهم بناءً على قانون "الاعتداء على موظفين في الخدمة"، قبل أن تتوسع الصدامات بعد شنق مجسم رئيسة الوزراء، وإشعال النار فيه، وهو ما أثار موجة غضب بين السياسيين والمشرعين من مختلف الاتجاهات.
وقالت زعيمة حزب اللائحة الموحدة اليساري، بيرنيلا سكيبر، إن ما جرى "أمر فظيع ومخيف".ورفضت مقررة شؤون حزب "فينسترا" الليبرالي المعارض، صوفيا لودي، المشهد الذي اعتبرته "مثيراً للاشمئزاز"، ونددت وزارة العدل بما سمته "أعمال عنف، ورشق رجال الشرطة بالزجاجات"، رغم تأكيدها لـ"حق التظاهر".
وقال وزير العدل السابق عن حزب المحافظين، سورن بابي، إنه "ليس هكذا نقوم بالأمور في الدنمارك"، في إشارة إلى ارتفاع منسوب العنف والاستقطاب، وعبّر زميله في الحزب مقرر الشؤون الأمنية، ناصر خضر، عن دعمه للشرطة "في مواجهة عنف المحتجين. لا أعتقد أن المجموعات الفاشية بالأسود مهتمة حقاً بكورونا واللقاح بقدر اهتمامها بالعنف والحرائق".