استمع إلى الملخص
- نداءات من وزارة الصحة في غزة وعائلة الرنتيسي للمجتمع الدولي للكشف عن مصير الكوادر الصحية المختطفة، في ظل معاناة الأسرى الفلسطينيين.
- تسليط الضوء على الأثر الإنساني للصراع من خلال قصة الرنتيسي وتدوينة ابنته، مع التأكيد على الفقدان الذي يعيشه الفلسطينيون والتساؤلات حول مصير الكوادر الصحية المحتجزة.
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، عن استشهاد الطبيب الفلسطيني إياد الرنتيسي في مركز تحقيق إسرائيلي تابع لجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" في عسقلان، بعد ستّة أيام من اعتقاله في قطاع غزة، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. والرنتيسي الذي كان يبلغ من العمر 53 عاماً، كان يدير قسم الأمراض النسائية والتوليد في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وبحسب تقرير "هآرتس"، فقد زعم جهاز الشاباك أنّ اعتقال إياد الرنتيسي أتى على خلفيّة الاشتباه في تورّطه في "احتجاز رهائن". ولفت الجهاز إلى أنّ "التحقيق جارٍ في ملابسات الوفاة من قبل الجهات المختصة"، لكنّ أيّ بيان لم يصدر حتى الساعة عن أيّ جهة رسمية تابعة للاحتلال.
Israel arrested a senior doctor in Gaza. Six days later, he died in a Shin Bet facility / @hagar_shezaf @JoshBreiner @KhJacki https://t.co/wMCjFOyRcg
— Haaretz.com (@haaretzcom) June 18, 2024
وتعليقاً على هذا الخبر، أصدرت وزارة الصحة في قطاع غزة بياناً جاء فيه أنّه "بعد إعلان استشهاد الطبيب إياد الرنتيسي ومن قبله (الطبيب) عدنان البرش في سجون الاحتلال، نناشد كلّ المؤسسات الأممية والحقوقية ضرورة الكشف عن مصير عشرات الكوادر الصحية الذين جرى اختطافهم من المستشفيات وهم يقومون بواجبهم الإنساني".
وفي التفاصيل التي أوردتها صحيفة هآرتس، اعتُقل الطبيب البارز إياد الرنتيسي في 11 نوفمبر 2023، لتُعلَن وفاته بعد ستّة أيام في سجن شيكما بمدينة عسقلان في الأراضي المحتلة عام 1948. وبعد استشهاد الرنتيسي، أصدرت محكمة الصلح في عسقلان أمر حظر نشر خبر وفاته لمدّة ستة أشهر، بالإضافة إلى كلّ ما يتعلّق بهذه القضية، بما في ذلك أمر حظر النشر. يُذكر أنّ صلاحية الأمر الإسرائيلي انتهت في مايو/ أيار الماضي.
في هذا السياق، قال مدير مستشفى كمال عدوان، الطبيب حسام أبو صفية، لصحيفة هآرتس إنّ إياد الرنتيسي اعتُقل عند حاجز عسكري أثناء محاولته العبور من شمال غزة إلى الجنوب، بعدما أمر جيش الاحتلال بإخلاء المنطقة في إطار الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأضاف أبو صفية أنّه لم يتلقَّ هو ولا عائلة الطبيب الرنتيسي أيّ معلومات عن مصيره، بعد ذلك.
وفي تدوينة نشرتها دينة إياد الرنتيسي على موقع إكس، مساء اليوم الثلاثاء بُعَيد كشف صحيفة هآرتس الخبر، كتبت الشابة الفلسطينية "بكلّ فخر واعتزاز، أزفّ إليكم خبر استشهاد حبيب الفؤاد، والدي الدكتور إياد الرنتيسي". وقد ضمّنت تدوينتها قلباً مفطوراً وصورتَين تظهران والدها منهمكاً في غرفة عمليات. وقبل هذه التدوينة، كانت دينة قد نشرت، يوم السبت الماضي في 15 يونيو/ حزيران الجاري الموافق يوم وقفة عرفة، تدوينتَين جاء فيهما "لطفاً ما تنسوا الدعاء لـ بابا وكلّ الأسرى في هذا اليوم الفضيل"، و"يعني خلص كمان هاد العيد بدون بابا!".
بِكُل فَخر واعتِزاز أَزفُ إليكم خَبر استشهاد حَبيب الفُؤاد والدِي الدكتور إياد الرنتيسي ..💔🫂 pic.twitter.com/LQZDQ18zXy
— .𓂆 دينة (@dina_alrantisi) June 18, 2024
ويُعَدّ إياد الرنتيسي الطبيب الثاني من قطاع غزة إلى جانب عدنان البرش اللذَين تعلن سلطات الاحتلال عن وفاتهما في معتقلاتها، ولا يُعلَم كم من الحالات المشابهة سوف تظهر قريباً أو بعد مدّة، فثمّة أطباء كثيرون يحتجزهم الاحتلال في معتقلاته منذ السابع من أكتوبر 2023. وقبل نحو شهر ونصف شهر، في الثاني من مايو الماضي، كُشف عن استشهاد الطبيب الجرّاح عدنان البرش الذي كان يرأس قسم العظام في مجمّع الشفاء الطبي بمدينة غزة شمالي القطاع. فقد أعلن حينها نادي الأسير الفلسطيني استشهاد البرش رسمياً، استناداً إلى معلومات أُبلغت بها الشؤون المدنية الفلسطينية (جهة التواصل مع الجانب الإسرائيلي)، وذلك في سجن عوفر الإسرائيلي في 19 إبريل/ نيسان الماضي.