إنقاذ أحياء بينهم أطفال من تحت الأنقاض بعد 8 أيام من زلزال تركيا وسورية

13 فبراير 2023
ما زالت عمليات الإنقاذ متواصلة بحثاً عن ناجين (أوزان كوس/فرانس برس)
+ الخط -

أنقذ عناصر الإنقاذ المزيد من الناجين من تحت الأنقاض، في اليوم الثامن من الزلزال الهائل الذي أودى بحياة أكثر من 35 ألف شخص في تركيا وسورية حتى الآن، وفق أحدث حصيلة غير نهائية قالت الأمم المتحدة إنها قد "تتضاعف".

وكانت عمليات الإنقاذ تبدو غير ممكنة بعد فترة 72 ساعة التي تعتبر حاسمة بعد الكارثة.

واليوم الإثنين، أنقذت طفلة عمرها 4 سنوات من تحت الأنقاض في منطقة أديامان التركية بعد مرور 178 ساعة من الزلزال، وفقاً لما أكده وزير النقل التركي، عادل قره إسماعيل أوغلو.

وبعد سباق مع الزمن، نجحت فرق الإنقاذ، الإثنين، في إنقاذ السيدة سراب دونماز من تحت أنقاض مبنى في مدينة أنطاكية في ولاية هاتاي التركية، بعد 176 ساعة على الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد.

ونُقلت الناجية التركية إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف وسط حالة من السعادة ودموع الفرح.

وبعد 170 ساعة على الزلزال، أنقذت كذلك سيبال كايا (40 عاما) من أنقاض مبنى مكون من 5 طوابق دمره الزلزال في قضاء "إصلاحية" بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.

والليلة الماضية، أنقذ طفل يبلغ ثلاث سنوات في كهرمان مرعش وامرأة تبلغ 60 عاما في بسني في محافظة أديامان.

وأُنقذ كل من مصطفى البالغ سبع سنوات ونفيسة يلماز البالغة 62 عاما في محافظة هاتاي في جنوب شرق تركيا، وفق ما أفادت به وكالة "الأناضول" في وقت مبكر الإثنين. وبقي الاثنان عالقين 163 ساعة تحت الأنقاض قبل أن ينقذا الأحد.

ونشر أحد أعضاء فريق الإنقاذ البريطاني مقطع فيديو على "تويتر" الأحد يظهر فيه أحد المنقذين يمر عبر نفق حفر في أنقاض المدينة ويسحب رجلا تركيا عالقا تحتها منذ خمسة أيام.

وفي مدينة كهرمان مرعش الواقعة قرب مركز الزلزال، كانت حفارات تعمل على حفر الأنقاض ونبشها في حين تجمع أشخاص في انتظار أخبار عن أحبائهم.

وما زالت الجهود متواصلة من فرق الإنقاذ للوصول إلى أم ورضيعها محاصرَيْن تحت الأنقاض في كهرمان مرعش.

وقال نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، لوسائل إعلام محلية، إن 34717 شخصا يبحثون حاليا عن ناجين، مضيفا أنه تم إيواء حوالى 1,2 مليون شخص في مساكن طلبة وأجلي 400 ألف من المنطقة.

كذلك، دمّر الزلزال أماكن عبادة بالكامل. في أنطاكية، لن يعود باستطاعة هافا باموتشو الصلاة في مسجد حبيب النجار.

وقالت: "هذا المكان يعني الكثير بالنسبة إلينا. كان قيّما للغاية لنا جميعا، أتراكا ومسلمين. اعتاد الناس المجيء إلى هنا قبل الذهاب للحج في مكة".

كذلك، واجهت الكنيسة الأرثوذكسية في المدينة المصير نفسه، كما قال سيرتاتش بول بوزكورت.

وأضاف: "للأسف، دمرت كنيستنا بعد الزلزال. انهارت كل جدرانها وليست في وضع يمكن الصلاة فيها".

وتابع: "تكبّدنا خسائر فادحة. فقدنا ما بين 30 و35 شخصا من مجتمعنا الديني".

الوضع في سورية أكثر تعقيداً

أما الوضع في سورية التي ضربها الزلزال أيضا، فهو أكثر تعقيدا حيث ما زال باب الهوى في شمال غربي البلاد نقطة العبور الوحيدة المتاحة من تركيا والتي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.

ودخلت شاحنات إلى سورية من معبر باب الهوى في الشمال الغربي السوري، محمّلة لوازم للإيواء المؤقت مع خيم بلاستيكية وبطانيات وفُرش وحبال وما إلى ذلك.

لكن الأمم المتّحدة اعترفت بأن هذه المساعدات غير كافية.

وأشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، في تغريدة إلى أن الوكالة الأممية "خذلت حتى الآن الناس في شمال غربي سورية. هم يشعرون عن حق بأنهم متروكون"، داعيا إلى "تصحيح هذا الإخفاق بأسرع وقت".

وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية من جهته، الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد أبدى استعدادا للنظر في فتح مزيد من المعابر الحدودية لإيصال المساعدة إلى ضحايا الزلزال في شمال غربي سورية الواقع تحت سيطرة المعارضة.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لصحافيين، إن الأسد "أوضح أنه منفتح على فكرة (فتح) معابر حدودية (استجابة) لهذا الوضع الملح".

وقال المسؤول في وزارة النقل السورية، سليمان خليل، إن 62 طائرة محمّلة مساعدات حطّت حتى الآن في البلاد ويتوقع هبوط طائرات أخرى في الساعات والأيام المقبلة، خصوصا من السعودية.

والأحد شكر الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في دمشق، دولة الإمارات على المساعدات الإنسانية والإغاثية "الضخمة" التي قدمتها لبلاده منذ الزلزال المدمر.

من جانبه، أرسل حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان، قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 23 شاحنة الأحد إلى محافظة اللاذقية في غربي سورية التي تعدّ من أبرز حلفائه.

وتحمل الشاحنات "مواد تموينية وغذائية ومستلزمات صحية وأدوات منزلية يحتاجها الناجون من الزلزال"، وفق المدير العام للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لـ"حزب الله" عدنان مقدّم.

(فرانس برس، الأناضول)

 

المساهمون