إمدادات أممية خاصة بالصحة الإنجابية إلى شمال غربي سورية

22 فبراير 2024
مشاريع لدعم صحة النساء والفتيات غربي سورية (مكتب الأمم المتحدة للسكان)
+ الخط -

أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان بأنّ شحنة من الإمدادات الخاصة برعاية الصحة الإنجابية وصلت إلى شمال غربي سورية أخيراً، وذلك في إطار جهوده لدعم صحة النساء والفتيات ورفاهيتهنّ في المنطقة.

وبعيد تسليم تلك الإمدادات إلى مستودعات "الجمعية الطبية السورية الأميركية - سامز" في مدينة سرمدا بمحافظة إدلب، أمس الأربعاء، قال ممثّل صندوق الأمم المتحدة للسكان في المنطقة عقبة دغيم لـ"العربي الجديد" إنّ "شحنة كبيرة من مستلزمات الصحة الإنجابية الحيوية وصلت إلى المستودع الذي يدعمه الصندوق في شمال غرب سورية"، شارحاً أنّ "عملية التسليم هذه تُعَدّ حاسمة" في إطار الجهود في هذا السياق.

وأضاف دغيم، المتخصّص في تكامل الصحة الإنجابية ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، أنّ "الإمدادات التي وصلت تمثّل جزءاً من تلك المخطّط لها التي تهدف إلى تلبية احتياجات 182 مرفقاً صحياً من مستلزمات الصحة الإنجابية. ويشمل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، وسائط تنظيم الأسرة وأدوات إدارة الأمراض المنقولة جنسياً والولادات الطبيعية، ومستلزمات الولادة القيصرية، وغيرها من السلع المنقذة للحياة. وقد اختير كلّ عنصر من تلك الإمدادات بعناية من أجل تلبية احتياجات الصحة الإنجابية المحدّدة للنساء والفتيات في السياقات الإنسانية والمناطق المتضرّرة من النزاعات".

وبيّن دغيم أنّ "نحو 250 ألف امرأة وفتاة و50 ألف رجل وفتى سيستفيدون من هذه الإمدادات في عام 2024 الجاري، وأنّ هذه الإمدادات ستفيد بصورة مباشرة مراكز المستوى الثانوي التي تقدّم رعاية الولادات الطارئة ومرافق الرعاية الصحية، من خلال تعزيز قدرتها على تقديم خدمات الصحة الإنجابية ذات الجودة العالية للنساء والفتيات المحتاجات".

وتابع ممثّل صندوق الأمم المتحدة للسكان في شمال غرب سورية أنّ "من المقرّر أن تنطلق عملية توزيع هذه المستلزمات على المستشفيات في شهر مارس/آذار المقبل، وسيبقى الصندوق ملتزماً بضمان التوزيع الفعّال وفي الوقت المناسب لتعزيز تأثيره والوصول إلى من هم في أمسّ الحاجة إليه".

وأوضح أنّ "من خلال ضمان الوصول إلى هذه الإمدادات الأساسية، يهدف صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى تحسين النتائج الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة وإلى الحدّ من انتشار وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة التي من الممكن الوقاية منها".

وذكر المسؤول الأممي أنّ "الصندوق ممتنّ لكلّ الجهات المانحة التي دعمت هذه المبادرة بسخاء"، مقرّاً بمساهمتها التي لا تُقدَّر بثمن في تحسين حياة النساء والفتيات في شمال غرب سورية". لكنّ دغيم لفت إلى أنّ "من المهم الملاحظة أنّ الأدوات المطلوبة لن تلبّي سوى ثلث الاحتياجات المتوقعة لعام 2024، لذا يحثّ صندوق الأمم المتحدة للسكان الجهات المانحة على المشاركة بنشاطات لمنع أيّ انقطاع في توفير أدوات ومستلزمات الصحة الإنجابية الأساسية للمحتاجين في شمال غرب سورية".

الإمدادات تغطّي الاحتياجات العاجلة في شمال غرب سورية

وفي تعليق على إمدادت صندوق الأمم المتحدة للسكان، قال كبير مسؤولي السلع الطبية في مكتب "الجمعية الطبية السورية الأميركية - سامز" في سرمدا مضر حاج بكري لـ"العربي الجديد" إنّ "أهمية هذه الشحنة تكمن في تغطية الاحتياجات العاجلة والأساسية والضرورية، وتأمين المعدّات اللازمة لتحقيق خدمة متكاملة للأشخاص الذين يقصدون أقسام الأمراض النسائية وطبّ الأطفال من ضمن مشاريع خدمة الصحة الإنجابية في شمال غرب سورية".

من جهتها، رأت النازحة السورية سمية البكور (32 عاماً) المقيمة في مخيمات دير حسان أنّ خدمات الصحة الإنجابية المجانية ضرورية جداً، خصوصاً وسط الأوضاع الصعبة التي تعيشها النساء في المنطقة، ولا سيّما النازحات منهنّ اللواتي يعانينَ من الفقر وانعدام الخدمات الأساسية والطبية في مخيّمات النزوح".

وقد تمنّت البكور رفع عدد المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة في الصحة الإنجابية، ولا سيّما في المخيّمات البعيدة والعشوائية التي ما زالت تخلو من تلك الخدمات، وسط صعوبة وصول النساء إلى تلك الخدمات.

ووفقاً لما جاء في تقرير بعنوان "هي من تدفع أغلى ثمن: تأثير الصراع على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في شمال غرب سورية" أعدّه "أطباء من أجل حقوق الإنسان" و"لجنة الإنقاذ الدولية" و"سورية للإغاثة والتنمية" و"الجمعية الطبية السورية الأميركية - سامز"، فإنّ "الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال غربي سورية في فبراير/ شباط 2023 أدّى إلى تفاقم صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية المحفوفة بالمخاطر أصلاً في المنطقة، الأمر الذي ساهم في انهيار نظام الرعاية الصحية الهشّ في شمال غرب سورية".

وفي سياق متصل، قالت مديرة مكتب "لجنة الإنقاذ الدولية" في سورية تانيا إيفانز إنّ "النظام الصحي في شمال غرب سورية بالكاد يستطيع الاستمرار"، مشيرةً إلى أنّ "الأعباء على هذا النظام تفاقمت بعد الزلزال الأخير الذي أدّى إلى نزوح الآلاف مجدداً، وإلى إحداث دمار في المراكز الصحية، وتوقّف مؤقّت في ضخّ المستلزمات الطبية والأدوية".

أضافت إيفانز أنّ تقرير "هي من تدفع أغلى ثمن: تأثير الصراع على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في شمال غرب سورية" يُظهر "التأثير غير المتساوي للصراع المستمرّ في سورية على النساء والفتيات في شمال غرب سورية، ويؤكد الحاجة إلى ضمان حماية هذه الفئات المستضعفة من هذا الصراع وتبعاته".

يُذكر أنّ التقرير الذي يستند إلى مقابلات مع أكثر من 260 من العاملين الصحيين والمرضى أُجريت في شمال غرب سورية في عام 2022، يبيّن أنّ النساء في المنطقة، حتى قبل وقوع الزلزال، أبلغن عن "عوائق واجهنها في الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، مثل الرعاية الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة وتنظيم الأسرة وخدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي والرعاية بعد الإجهاض وعلاج ورعاية الأمراض المنقولة عن طريق الجنس".

المساهمون