- القرار يستثني العوائل والسوريين ذوي الجنسيات الأجنبية، ويأتي بعد تسجيل موجة هجرة كبيرة من سوريا إلى الإقليم خلال السنتين الأخيرتين.
- الناشطون يصفون القرار بـ"غير الإنساني"، مشيرين إلى أن السوريين يأتون للعلاج والعمل، بينما يقيم عشرات الآلاف منهم في الإقليم تحت حماية الأمم المتحدة.
كشفت مصادر أمنية في إقليم كردستان العراق، عن صدور قرار بإيقاف منح السوريين تأشيرات الدخول، وذلك بعد سنوات من تسهيلات منحها الإقليم للقادمين برّا من الحدود مع محافظة الحسكة السورية أو عبر مطاري أربيل والسليمانية، فيما أكدت أن هذا القرار جاء بطلب من الحكومة الاتحادية.
وأوقف العراق منذ شهرين منح تأشيرة العمل للمواطنين السوريين.
وقالت المصادر الأمنية في أربيل، لـ"العربي الجديد": إنّ "الحكومة العراقية في بغداد طلبت من حكومة الإقليم، إيقاف منح السوريين تأشيرات الدخول، بهدف ضبط العمالة الأجنبية، خاصّة أن أغلب السوريين يعملون في المدن العراقية دون موافقات رسمية".
وأضافت أن "إقليم كردستان العراق منع إعطاء أي تأشيرة عمل أو سياحة لفئات الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين (18 إلى 40) سنة، والسماح بمنح تأشيرات الدخول فقط للعوائل أو السوريين الذين يمتلكون جنسيات أجنبية، وهذه الإجراءات للحدّ من ظاهرة دخول السوريين لمدن الإقليم ثم الانتقال إلى المحافظات العراقية للعمل فيها بصورة غير قانونية".
وأكدت المصادر أن "هذا القرار اتخذ بعد حوارات وتنسيق ما بين وزارة الداخلية العراقية الاتحادية ووزارة داخلية إقليم كردستان، بعد تسجيل موجة هجرة كبيرة من سورية إلى الإقليم خلال السنتين الأخيرتين".
من جهته، اعتبر الخبير في الشأن الأمني العراقي، عدنان الكناني، في حديث مع "العربي الجديد"، القرار بأنه "ضمن توجيهات من الحكومة العراقية لأربيل". مضيفا أنه "يأتي بالتزامن مع الحملة الأمنية التي أطلقتها القوات الأمنية العراقية لمتابعة العمالة الأجنبية غير القانونية".
لكن الناشط في إقليم كردستان العراق، آسو هورماني، وصف القرار "بغير الإنساني"، مبينا أن "غالبية القادمين إلى أربيل هم من مدن سورية مجاورة خارج سيطرة النظام ويأتون للعلاج، والموجودين في الإقليم حاليا، يقعون ضمن حماية الأمم المتحدة منذ سنوات".
وأوضح المتحدث أن القرار يأتي "استجابة لسياسة تُطبّقها الحكومة العراقية في بغداد، ونتمنى ألا تكون مُستهدفة جنسية بعينها دون غيرها".
وألغى النظام السوري، نهاية العام الماضي، تأشيرة الدخول أو الموافقة الأمنية عن العراقيين الراغبين في زيارة سورية، في حين أن الجانب العراقي لا يتعامل بالمثل، حيث لا يزال السوري بحاجة إلى تأشيرة للدخول إلى الأراضي العراقية. وكان إقليم كردستان العراق يقدم تسهيلات للسوريين للحصول عليها مقابل مبلغ يصل إلى 170 دولاراً أميركياً، وتتيح الإقامة في الإقليم لمدة شهر قابلة للتمديد لشهر آخر.
ويمكن للسوري الحصول على الإقامة في إقليم كردستان لمدة عام كامل، إلا أن السلطات في بغداد لا تعترف بهذه الإقامة، وتعتقل من يخرج من الإقليم إلى مدن عراقية أخرى.
ويقيم في إقليم كردستان العراق عشرات الآلاف من السوريين، أغلبهم من فئة الشباب الذين يعملون في مختلف المهن، ويستضيف عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الموجودين في عدة مخيمات.
وسبق أن استطلعت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة آراء السوريين الموجودين في العراق حول عودتهم إلى بلادهم، وبحسب الاستطلاع، فإنّ أكثر من 92 بالمائة منهم لا يريدون العودة.