استمع إلى الملخص
- الاتفاقية التي وقعت بين الجامعتين في سبتمبر 2022، والتي تضمنت تبادل الباحثين وتنظيم ملتقيات علمية، واجهت معارضة شديدة من النقابات التعليمية والمنظمات المغربية المناهضة للتطبيع، مع التشكيك في شرعيتها.
- الحراك الطلابي والأكاديمي في المغرب يظهر موقفًا قويًا ضد التطبيع مع إسرائيل، مدفوعًا بالتضامن مع الفلسطينيين واستنكارًا للعدوان الإسرائيلي، وقد امتد ليشمل جامعات ومدن مغربية عديدة، معبرًا عن رفض واسع النطاق لأي شكل من أشكال التطبيع.
تقدّم أساتذة وموظفو جامعة عبد المالك السعدي في المغرب الخميس، بعريضة إلى رئاسة الجامعة تطالب بإلغاء اتفاقية الشراكة الموقعة مع جامعة حيفا الإسرائيلية، ووقف كل أشكال التطبيع مع الاحتلال وكافة المؤسسات الجامعية التابعة له، وذلك في خطوة غير مسبوقة منذ بدء التطبيع التعليمي في فبراير/شباط 2021. ووقّع العريضة أزيد من 600 أستاذ وموظف يعملون في 12 مؤسسة تابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان (شمال البلاد)، في حين ينتظر إدراج مطلب إلغاء اتفاقية الشراكة مع جامعة حيفا نقطةً في جدول أعمال مجلس الجامعة المقبل.
وحسب مضامين العريضة، فإن المبادرة تأتي "خطوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها منذ أكثر من ثمانية أشهر، والتي صدمت بفظاعتها كل الضمائر الحية عبر العالم، واستدعت استصدار قرارات قضائية وسياسية قوية ضد الكيان الصهيوني". واعتبر الموقعون على العريضة أن "جرائم قوات الاحتلال استهدفت بشكل متعمد وممنهج، كل مؤسسات التعليم العالي، واستشهد فيها رؤساء جامعات وعمداء وأساتذة جامعيون وطلبة". وكانت جامعة عبد المالك السعدي بتطوان وجامعة حيفا قد وقعتا في 12 سبتمبر/ أيلول 2022، اتفاقية إطار عمل للتعاون الأكاديمي، تشمل تبادل الباحثين والطلبة وتنظيم ملتقيات علمية مشتركة، وتطوير مشاريع بحث مشتركة في علوم الصحة والبيئة والماء وعلوم البحار وعلوم الزراعة.
بالمقابل، أثار التوقيع غضب كل من النقابة الوطنية للتعليم العالي، والنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي، اللتين طالبتا، رئاسة الجامعة، بإلغاء اتفاقية التطبيع، معلنتين رفضهما جميع أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. وفي الإطار، قال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد"، إن" توقيع الاتفاق هو مهرّٓب منذ البداية وغير قانوني أصلا باعتبار من وقع عليه والمسطرة المتبعة لذلك"، موضحا أن الجهة التي وقعت على الاتفاقية كانت رئاسة الجامعة، في غياب مجلس الجامعة المخول قانونيا باتخاذ القرار بعد المناقشة والتداول فيه. وأضاف: "ما حصل في جامعة عبد المالك السعدي هو ما جرى في بعض الجامعات المطبعة وكذا في عدد من البلديات وما كان من توقيع توأمات بينها وبين بلديات كيان الاحتلال في سياق تسونامي الفجور التطبيعي المرفوض شعبيا والمفروض استبدادياً على الشعب المغربي وضد القوانين المنظمة لهذه المؤسسات".
المغرب: أساتذة جامعة عبد المالك السعدي وموظفوها ضد التطبيع
واعتبر أن عريضة مطالبة جامعة عبد المالك السعدي بإلغاء الاتفاقية حظيت بمساندة كبيرة من أساتذة الجامعات ما وضع رئاسة الجامعة في حرج كبير. وتابع: "الدماء الزكية لعشرات الأطفال الممزقة أشلاؤهم في غزة العزة وعموم فلسطين قد فعلت فعلها بإحراج المطبعين، ودفعتهم إلى بدء التفكير في القطع مع مسخ وخزي التطبيع. ليعلم الجميع أن التاريخ لا يرحم أحدا". وتعود مبادرات التطبيع التعليمي بين إسرائيل والمغرب إلى فبراير/شباط 2021، حيث اتفق وزيرا التعليم المغربي والإسرائيلي، على إطلاق برنامج لتبادل الوفود الطلابية بين البلدين، وإجراء مسابقات تعليمية باللغتين العربية والعبرية في البلدين، وهو ما لاقى في حينه معارضة شديدة من الجمعيات والمنظمات المغربية المناهضة للتطبيع.
كذلك وقّع وزير التعليم العالي المغربي ونظيرته الإسرائيلية في مايو/ أيار 2022، اتفاقية التعاون الأولى بين جامعات ومراكز أبحاث الدولتَين، وهو الأوّل من نوعه في مجال التعليم الجامعي، منذ استئناف العلاقات في 24 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2020. وكان المغرب وإسرائيل قد أعلنا في العاشر من الشهر نفسه استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقّفها في عام 2000 إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ومنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، بدا التأييد الطلابي لقطاع غزة واضحا في المغرب، وظهر ذلك من خلال فعاليات في جامعات عدة تحت عناوين رئيسة داعمة للفلسطينيين ومساندة للمقاومة ورافضة للتطبيع. ومع توالي المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، شهدت الجامعات، في كلّ من الدار البيضاء ومراكش وأغادير وطنجة وتطوان ووجدة وفاس ومكناس والناظور وآسفي والجديدة وبني ملال والمحمدية والقنيطرة والرباط والرشيدية وغيرها، حراكا طلابياً واسعا، إذ احتشد آلاف الطلاب في وقفات ومسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتظاهر آخرون في خارج أسوار الجامعات رافعين الأعلام الفلسطينية وصور ضحايا حرب الإبادة.