الاحتلال لا يزال تحتجز عدداً كبيراً من الكوادر الطبية والمرضى
المجمع حُوّل إلى "مقبرة وثكنة" لقوات الاحتلال
وزيرة الصحة الفلسطينية تطلب حماية دولية للموجودين في مجمع ناصر
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن إسرائيل "تمنع إجلاء الحالات الخطيرة من مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي القطاع إلى مستشفيات أخرى من أجل إنقاذ حياتها". أضافت، في بيان، أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تحتجز عدداً كبيراً من الكوادر الطبية والمرضى والنازحين في مبنى الولادة (داخل المجمع) وتخضعهم للاستجواب في ظروف قاسية وغير إنسانية".
ولفتت إلى أنّ قوات الاحتلال "أبقت على 5 كوادر طبية (فقط) مع 120 مريضاً في مبنى ناصر القديم (أحد مباني المجمع) وتتركهم بلا كهرباء وبلا ماء وبلا طعام وبلا أوكسجين". وحذرت من أن "الكهرباء ما زالت مقطوعة عن المجمع نتيجة توقف المولدات، ما ينذر باستشهاد الحالات التي تحتاج إلى أوكسجين".
وفي وقت سابق، أعلنت الوزارة ارتفاع وفيات المرضى في مجمع ناصر الطبي إلى 5 نتيجة انقطاع الكهرباء ونفاد الأكسجين إثر اقتحامه من الجيش الإسرائيلي. وأعربت عن خشيتها من وفاة مرضى آخرين في العناية المركزة، و3 في حضانة الأطفال، في أي لحظة نتيجة توقف الأوكسجين عنهم.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن المجمع حُوّل إلى "مقبرة وثكنة" لقوات الاحتلال، ما يُعد "جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان، وجريمة ضد كل المعاهدات الدولية".
من جهتها، حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة من "تدمير" يتعرض له مجمع ناصر الطبي على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما يواجه النازحون والمرضى والطاقم الطبي فيه "التصفية"، وقد ناشدت المنظمات الدولية سرعة التدخل لحمايتهم.
وقالت الكيلة في بيان: "مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس ومن فيه من طاقم طبي ومرضى ومن بقي من النازحين يتعرضون لجريمة إبادة متواصلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى لتدميره وتصفية من فيه بالقصف والتهجير". وأشارت إلى أن الأوضاع حرجة في المجمع، حيث جرى "اعتقال الطاقم الطبي، ووقف الخدمات الطبية، وقطع التيار الكهربائي، فيما نفد الأوكسجين ومات بعض المرضى".
ووصفت الوزيرة الفلسطينية الوضع في المجمع بأنه "خطير للغاية وكارثي". ولفتت إلى أن "قوات الاحتلال قامت بإخلاء قسم الولادة والجراحة، ونقلت المرضى إلى مبنى ناصر القديم (أحد مباني المجمع) تحت القصف وتهديد السلاح المباشر، في انتهاك وخرق لكافة الأعراف والقيم الإنسانية والقانونية والدولية". وأدانت رفض الجيش الإسرائيلي إخراج النازحين من داخل المجمع عبر ممرات آمنة.
وناشدت المؤسسات الأممية والصحية الدولية "التدخل وبذل جهود أكبر من أجل حماية مئات الفلسطينيين المدنيين والمرضى والطاقم الطبي".
وأول من أمس الخميس، اقتحمت القوات الإسرائيلية مجمع ناصر، وهو الأكبر والأهم جنوبي قطاع غزة، بعدما أجبرت آلاف النازحين على الخروج منه، وفق شهود عيان ومصادر رسمية فلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ قوّاته دخلت المستشفى بناء على "معلومات استخباريّة موثوقة" تفيد بأنّ رهائن احتُجزوا في الهجوم كانوا في المنشأة، وأنّ جثث بعضهم ربّما لا تزال في الداخل، لكنّه قال لاحقاً إنّه لم يجد بعد أدلّة تثبت ذلك. وأفاد شاهد عيان طلب عدم كشف هويّته بأنّ القوّات الإسرائيليّة أطلقت النار "على أيّ شخص كان يتحرّك داخل المستشفى".
إلى ذلك، أشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أنّ أطبّاءها أجبروا على الفرار وترك المرضى، مع فقدان أحد الموظّفين واعتقال القوّات الإسرائيليّة آخر.
(الأناضول، فرانس برس)