إدلب: شبان يختارون الرياضة نظام حياة

12 مايو 2022
ممارسة الرياضة أمر ضروري (عامر السيد علي)
+ الخط -

يعتبر شبان كثيرون في المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة شمال غربي سورية الرياضة وسيلة مهمة للحفاظ على نمط حياة صحي، وفرصة جيدة لتنظيم الوقت، وجعلوها نظاماً رئيسياً لهم في حياتهم اليومية، والوسيلة المفضلة لتعزيز الصحة النفسية والجسدية.
يقول خضر عبد الغني (33 سنة) لـ"العربي الجديد": "عانيت من مشاكل صحية كثيرة خلال السنوات الماضية، منها الكبد الدهني والقولون العصبي، ومن آلام في أسفل الظهر نتيجة الجلوس فترات طويلة. راجعت طبيباً بسبب مشاكل في المعدة والقولون تحديداً، فأخبرني أن لدي تراكماً للدهون الثلاثية حول الكبد، وطالبني بممارسة التمارين الرياضية، لكنني لم أدرك في البداية الحالة التي وصلت إليها، وتجاهلت نصائح الطبيب فزادت مشاكلي مع الوقت".
وفي ظل هذا الواقع، بدأ عبد الغني في البحث عن حلول. وأوضح أن أصدقاء نصحوه بتناول حبوب لخفض الوزن، لكنه تخوّف من تأثيرها على صحته. ومع ازدياد المشاكل والأرق الذي بدأ يعاني منه، بدأ في ممارسة المشي في شكل يومي، فتحسن نومه ولم يعد يشعر بأرق، ثم بدأ في ممارسة تمارين، وبعد أقل من عام حصل على نتائج جيدة، فلم يعد يعاني من مشاكل القولون والمعدة وتلك الناجمة من العصبية الزائدة التي ذهبت كلها بلا عودة".
ويشير عبد الغني الذي يقيم في إدلب إلى أن الالتزام بالرياضة حقق له الكثير من النتائج الإيجابية التي انعكست على شخصيته ونظرة المجتمع الذي يحيط به إليه، ويقول: "تنظيم الوقت أصبح جيداً بالنسبة لي، وجدول حياتي اليومية أصبح أكثر سهولة وغير عشوائي كما كان في السابق، إذ نظمت مواعيد النوم والعمل".
ويوضح فاتح رسلان، المهجر من مدينة حلب، أنه وجد أن الحلّ الأنسب للتخلص من الوزن الزائد يتمثل في ممارسة رياضة كمال الأجسام، ويقول لـ"العربي الجديد": "زاد وزني في شكل غير مبرر، لكنني تمسكت بلا مبرر بفكرة عدم ممارسة الرياضة، وبقيت أؤجل تنفيذها، ثم وجدت أن معالجة وضعي الصحي والجسدي أصبحت أمراً ملحّاً، فتحدثت إلى أحد أصدقائي الذي حفّزني على ممارسة الرياضة، فتحسن أدائي الجسدي عموماً ولياقتي البدنية وصحتي".

تحسّن التمارين الرياضية في النادي الحالة النفسية (عامر السيد علي)
تحسّن التمارين الرياضية في النادي الحالة النفسية (عامر السيد علي)

يضيف: "أعتقد بأن أفضل ما حصل لي هو تحسن مزاجي العام، إذ لم أعد أشعر بالتوتر والعصبية الناتجة من ضغوط العمل والحياة. نقلتني الرياضة فعلياً إلى عيش نوع من الراحة، وفرّغت الضغط النفسي الكبير لدي. وأنا أشعر اليوم بزيادة في الثقة بالنفس تجعلني أحدد أهدافي في شكل جيد من خلال تنظيم وقتي اليومي ووضع مخططات لحياتي. كما أصبحت لدي أولويات وانضباط، وبات الوقت مهماً جداً بالنسبة لي".
وبعدما بدأ رسلان في تخفيف وزنه ضمن هدف محدد، وجد فوائد صحية كثيرة ونفسية دفعته إلى مواصلة الطريق. ويشرح أنه لم يعد يعاني من اختيار الملابس وأصبح يلاقي تحفيزاً من رفاقه على مواصلة التمارين، ولم يعد مضطراً إلى ارتداء ملابس فضفاضة بهدف إخفاء "الكرش" لديه، ونظم غذاءه بشكل جيد للحفاظ على صحته والوزن الذي وصل إليه.

بدورها، تؤكد لميس أسعد (42 سنة) من مدينة بنش لـ"العربي الجديد" أنها عرفت ظروفاً قاسية أصابتها بإحباط نفسي شديد وزيادة في الوزن نتيجة قلة الحركة وزيادة نسبة الطعام. وتقول: "وصلت إلى مرحلة شعرت فيها بأن حياتي لا معنى لها، وأنني أسير نحو الهلاك، حتى جاءت إحدى صديقاتي ونصحتني بمرافقتها إلى النادي الرياضي. في البدء لم أقتنع بالفكرة، ولم أرغب في الذهاب، لكن إلحاح صديقتي دفعني إلى الذهاب معها ومرافقتها. ولم يمضِ شهر على ممارستي التمارين الرياضية في النادي حتى شعرت بأن حالتي النفسية بدأت تتحسن واستعدت حيويتي، كما فقدت الكثير من الوزن الزائد، ما أعطاني ثقة بالنفس لم أكن أشعر بها سابقاً. والآن أصبحت أواظب على التمارين الرياضية، وأعتقد بأنني أقدر على مواجهة مشاكلي اليومية".
من جهته، يتوجه نورس فالح، المدرب المتخصص في رياضة كمال الأجسام، في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى الشبان بالقول: "تحسّن الرياضة صحة الجسم، وتعزز المناعة وتكسبكم جمالاً في الجسم. والنتائج تأتي بعد الالتزام بالرياضة واتباع نظام غذائي صحي".

المساهمون