استمع إلى الملخص
- **جهود أونروا وبرنامج "العودة إلى التعلّم":** أطلقت أونروا برنامج "العودة إلى التعلّم" في الأول من أغسطس، لتقديم أنشطة تعليمية غير رسمية ودعم نفسي واجتماعي، بهدف العودة إلى التعليم الرسمي.
- **التحديات والاحتياجات:** أكثر من نصف سكان غزة هم أطفال، و70% من مدارسهم دُمّرت أو تضررت. الدعم السياسي والمالي لإنشاء مساحات تعلم آمنة ضروري، مع تحديات مشابهة في الضفة الغربية.
وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، خسر 625 ألفاً من أطفال غزة عاماً دراسياً كاملاً، من بينهم 300 ألف من مدارس وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). هذا ما بيّنه المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني في مقابلة أخيرة أجراها مع صندوق الأمم المتحدة العالمي للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات التي طال أمدها (التعليم لا ينتظر). وأفاد لازاريني بأنّ وكالة أونروا ملتزمة كلياً بجعل استئناف أطفال غزة تعلّمهم أولوية لديها، علماً أنّها تشدّد على أنّ الصغار في القطاع في حاجة لأن يعودوا إلى التعلّم واللعب، وأن "يعودوا أطفالاً".
"UNRWA is fully committed to prioritizing the resumption of learning in Gaza and remains one of the most effective tools at the disposal of the international community" @UNLazzarini
— UNRWA (@UNRWA) August 14, 2024
Children in #Gaza need to go back to learning, playing and being children. https://t.co/2BeWcysHiM
وقال المفوض العام لوكالة أونروا، في مقابلته الأخيرة مع صندوق "التعليم لا ينتظر" الذي تديره منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إنّ "التعليم حقّ من حقوق الإنسان الأساسية، ولا ينبغي المساس بحقّ الأطفال في الحصول على تعليم نوعيّ، ولو في خلال النزاعات"، مشيراً إلى أنّ "من السهل قول ذلك أكثر من تطبيقه". وأضاف لازاريني أنّ "التعليم يقع دائماً ضحيّة الحرب، ومع ذلك فمن الممكن تيسير التعلّم، حتى في ظروف مأساوية مثل تلك التي نشهدها في قطاع غزة". وتابع أنّ "بدعم من شركاء، مثل صندوق التعليم لا ينتظر، صمّمنا العمل من أجل توفير الدعم والأنشطة النفسية والاجتماعية للأطفال والشبّان وأسرهم".
ورأى لازاريني أنّه "كلّما طالت مدّة بقاء الأطفال خارج المدرسة، صار تعويض ما خسره هؤلاء أكثر صعوبة". وشرح أنّهم بذلك "يقعون فريسة للعنف والاستغلال، بما في ذلك عمالة الأطفال والزواج المبكّر والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة". وتابع لازاريني أنّ "تأثير الحرب على أطفال غزة وصحتهم النفسية ورفاههم الاجتماعي-النفسي هائل"، ولا شكّ في أنّ "عواقبه سوف تكون دائمة".
🛑In #Gaza: 625,000 children including 300,000 UNRWA students have lost one year of school.
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) August 14, 2024
🛑 Four in five school buildings in Gaza have been directly hit or damaged. They need to be rebuilt or fixed to be used as schools.
I told @EduCannotWait :
➡️ The longer children stay…
أطفال غزة و"العودة إلى التعلّم"
وفي تأكيده ضرورة عودة أطفال غزة إلى التعلّم، أفاد لازاريني بأنّ وكالته تبذل جهوداً في هذا الإطار، ولعلّ المرحلة الأولى من خطّتها الطارئة للتعليم في قطاع غزة نُفّذت من خلال إطلاق أنشطة تعليمية غير رسمية للصغار في قطاع غزة. لكنّ لازاريني شدّد على أنّ ثمّة "حاجة إلى المزيد". يُذكر أنّ في الأوّل من شهر أغسطس/ آب الجاري، الذي حلّ في اليوم الـ300 من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، أطلقت وكالة أونروا برنامج "العودة إلى التعلّم"، من خلال أنشطة توفّر لأطفال القطاع المحاصر والمستهدف فسحة بعيداً عن الفظائع التي يعيشونها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي اليوم التالي من إطلاق وكالة أونروا برنامج "العودة إلى التعلّم"، وصفه المسؤول الأممي بأنّه "مساهمة صغيرة لمساعدة أطفال غزة على إعادة التواصل مع طفولتهم المسلوبة". وأضاف أنّ من خلال "الرياضة والفنون والمسرح والألعاب وغيرها"، تبتدع الوكالة "مساحة للأطفال من أجل لقاء الأصدقاء وتكوين صداقات جديدة"، مشيراً إلى أنّ "معلّمينا يوفّرون شعاع نور وسط الظلام".
وفي مقابلته الأخيرة مع صندوق "التعليم لا ينتظر"، شرح لازاريني أنّ خطّة وكالة أونروا الطارئة للتعليم في قطاع غزة تتضمّن توفير الدعم النفسي والاجتماعي خطوة أولى لاستعادة حقّ التعليم، وبعد ذلك سوف تقدّم دروساً في القراءة والكتابة والرياضيات في بيئات غير رسمية، علماً أنّ الهدف النهائي من الخطّة هو العودة إلى التعليم الرسمي.
أطفال غزة نصف سكان القطاع
وفي خلال تناوله الكارثة الإنسانية والتعليمية التي يقع أطفال غزة ضحيتها نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة، بيّن لازاريني أنّ هؤلاء الأطفال يشكّلون أكثر من نصف سكان قطاع غزة، مشدّداً على وقع الحرب القاسي عليهم وعلى المعاناة التي تطاول كلّ جوانب حياتهم. يُذكر أنّ منظمة يونيسف راحت تصف العدوان على قطاع غزة، منذ بدايته في السابع من أكتوبر الماضي، بأنّه "حرب على الأطفال". ولعلّ البيانات الأخيرة التي تشير إلى أنّ أكثر من 17 ألف طفل استشهدوا خلال هذه الحرب، إلى جانب عشرات آلاف الجرحى وآلاف المفقودين، خير دليل على ذلك.
ولفت لازاريني إلى أنّ 70% من مدارس أطفال غزة دُمّرت، علماً أنّ عدداً كبيراً منها كان قد تحوّل إلى مراكز للنازحين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية. وأوضح أنّ أربعة مبان مدرسية في قطاع غزة من أصل خمسة تعرّضت لاستهداف مباشر أو تضرّرت من القصف، مشيراً إلى أنّ تلك المباني في حاجة إلى إعادة إعمار أو ترميم حتى تُستخدَم من جديد بصفتها مدارس. لكنّه بيّن أنّ تداعيات الحرب على التلاميذ لا تتوقّف عند تدمير مدارسهم، بل تمتدّ لتطاول مناحي حياتهم كافة. وشدّد لازاريني، في سياق متصل، على أهمية الدعم السياسي والمالي لإنشاء مساحات تعلّم آمنة لفائدة أطفال غزة المحاصرين والمستهدفين، وسط استحالة الاستفادة من معظم مدارس وكالة أونروا بعد تضرّرها من جرّاء القصف.
بالنسبة إلى المفوض العام لوكالة أونروا، فإنّ التعلّم ليس مجرّد حقّ إنساني أساسي، إنّما هو الاستثمار الذي لا يمكن حرمان الفلسطينيين منه. ولم تفته الإشارة إلى التحديات التي يواجهها أطفال الضفة الغربية المحتلة بدورهم، إذ تُعطَّل مدارسهم بصورة متقطّعة منذ السابع من أكتوبر الماضي.