"أونروا": قطاع غزة يعاني من جوع كارثي

30 ديسمبر 2023
الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الجوع سلاحاً ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة (Getty)
+ الخط -

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، السبت، إن سكان قطاع غزة "جائعون ومتحرقّون للحصول على الغذاء"، كما وصف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حالة انعدام الأمن الغذائي في غزة بأنها باتت تهدد بـ"اتساع رقعة انتشار الأمراض في القطاع".

وقال مدير شؤون "أونروا" بغزة، توماس وايت، على حساب الوكالة الأممية عبر منصة "إكس". إن "كل يوم في غزة هو صراع من أجل البقاء، بحثاً عن الغذاء والماء".

وأرفق وايت، مقطعاً مصوراً يظهر توافد مئات الفلسطينيين على قافلة المساعدات التابعة للأونروا في مدينة غزة، خلال الأسبوع الجاري.

وشدد المسؤول الأممي على أن "قطاع غزة يعاني من جوع كارثي، و40 بالمئة من السكان معرضون لخطر المجاعة".

وأشار إلى أن "سكان قطاع غزة جائعون ومتحرقّون للحصول على الغذاء"، مختتماً حديثه بالقول إن "هناك حاجة إلى مزيد من الإمدادات المنتظمة، التي تتطلب وصولاً آمناً ومستداماً للإمدادات الإنسانية في كل مكان، بما في ذلك شمال غزة".

مرصد حقوقي: انعدام الأمن الغذائي في غزة

من جهة أخرى قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السبت، إن حالة انعدام الأمن الغذائي التي يواجهها سكان غزة جراء استخدام إسرائيل "سلاح التجويع الذي بلغ مستويات غير مسبوقة"، بات يهدد بـ"اتساع رقعة انتشار الأمراض في القطاع".

وأضاف المرصد، ومقرة في جنيف، في بيان: "التجويع الإسرائيلي بلغ مستويات غير مسبوقة، ويهدد باتساع رقعة انتشار الأمراض بفعل انعدام الأمن الغذائي (...) وإسرائيل تصر على تكريس سياسة التجويع"، موضحاً أن "تنامي خطر المجاعة بين 2.3 مليون نسمة في القطاع يترافق مع تدهور شديد في الصحة والتغذية والأمن الغذائي، وتزايد حالة الوفيات بفعل تفشي الأمراض المعدية والنقص الحاد في خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة".

وأوضح المرصد أن إسرائيل أفرغت قرار "مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن توسيع المساعدات الإنسانية إلى غزة، من مضمونه".

وتابع: "ما زالت إسرائيل تستخدم الجوع سلاحاً ضد المدنيين الفلسطينيين".

وأرجع المرصد فشل تطبيق القرار إلى "مخاوف تجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، في الدعوة لوقف فوري للقتال، وإيجاد آلية دولية فاعلة لإدخال الإمدادات الإنسانية إلى غزة".

وفي 22 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، اعتمد مجلس الأمن الدولي، قراراً يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

وأشار المرصد إلى أن معلوماته الأولية التي جمعها تفيد بـ "تراجع في معدل دخول شاحنات الإمدادات الإنسانية إلى غزة بأقل من 100 شاحنة يومياً، مقارنة بفترة ما قبل صدور قرار مجلس الأمن".

ورصد الأورومتوسطي، بحسب البيان "استمرار القيود الإسرائيلية الواسعة على إدخال الإمدادات الإنسانية إلى مناطق واسعة في القطاع، لا سيما مدينة غزة وشمالها"، معتبراً أن" وقف إطلاق النار الدائم في غزة ورفع القيود كافة على تدفق الإمدادات الإنسانية، من أولى الخطوات الحيوية للقضاء على أي خطر للمجاعة في القطاع".

مستويات حادة من الجوع في غزة

وفي 19 ديسمبر الجاري، نشر المرصد نتائج دراسة تحليلية أجراها للوقوف على آثار الأزمة الإنسانية بغزة، وشملت عينة مكونة من 1200 شخص.

وأظهرت النتائج أن "أكثر من 71 بالمئة من عينة الدراسة أفادوا بأنهم يعانون من مستويات حادة من الجوع، وأن 98 بالمئة؜ منهم قالوا إنهم يعانون من عدم كفاية استهلاك الغذاء، بينما أفاد نحو 64 بالمئة منهم؜ بأنهم يتناولون الحشائش والثمار والطعام غير الناضج والمواد منتهية الصلاحية لسد الجوع".

والثلاثاء، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأمم المتحدة الإعلان رسمياً عن انتشار المجاعة في غزة بسبب الحرب.

وفي أكثر من مناسبة، قالت تقارير صادرة عن منظمات أممية ودولية، إن "الجوع انتشر على نطاق واسع بين الأسر الفلسطينية التي تمضي أياماً كاملة دون الحصول على أي طعام، وأن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يتضورون جوعاً".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى السبت "21 ألفاً و672 شهيداً و56 ألفاً و165 إصابة معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون