تعاني محافظة إدلب، شمال غربي سورية، من ضعف كبير في أداء شبكات الصرف الصحي، وخروج الكثير منها عن الخدمة بسبب كثرة الأعطال والاهتراء وصعوبة الصيانة، كما يقتصر صرف المياه في التجمّعات السكنية الجديدة على "الحفر الفنية" البدائية، أو شبكات صرف سطحية ومكشوفة.
وأكدت دراسة لـ "وحدة تنسيق الدعم" (ACU)، (وهي منظّمة تابعة للمعارضة، مهمّتها استلام جزء كبير من المساعدات المالية وتحويلها إلى مشاريع، بالإضافة إلى تنسيق توزيع المساعدات العينيّة)، عدم وجود أي محطة معالجة، قبيل اندلاع الاحتجاجات عام 2011، ما أدّى للجوء المواطنين إلى تصريف مياه الصرف الصحي في بعض الأودية، الأمر الذي أثّر سلباً على الصحة العامة، وشكّل خطراً إضافياً نتيجة استخدام مياه الصرف الصحي في الريّ وتلويث المياه الجوفية.
لذلك أقدمت منظمة "سيريا ريليف"، على تنفيذ مشروع نوعي، وقامت بإنشاء أول محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في إدلب، وتحديداً بالقرب من بلدة رام حمدان، إلى الشمال الشرقي من مركز المحافظة. ويبدأ إنتاج المحطة للمياه، بعد حوالي شهرين من الآن، لتخدم جزءاً كبيراً من مزارعي المحافظة. وأكّد المهندس المشرف على المشروع من قبل منظمة "سيريا ريليف"، برهان نجيب طرشة، لـ العربي الجديد" أنّ "المشروع عبارة عن ثلاثة أقسام، تبدأ بقسم منطقة دخول المياه، والثاني، قسم المعالجة اللاهوائية عن طريق الجراثيم ضمن خزان التخمّر اللاهوائي، وأخيراً قسم الترسيب عن طريق طبقات من الحصى المزروعة بنبات الزل".
وأشار إلى أنّ هذه المحطة تهدف إلى التقليل من أضرار شبكات الصرف الصحي، وريّ أكثر من نصف هكتار من الأراضي الزراعية، بكلفة تشغيلية شبه معدومة، تقتصر على بعض أعمال الصيانة والترميم".
وسابقاً كان المزارعون يستخرجون مياه الآبار الارتوازية لريّ أراضيهم، إلا أنّ هذه الطريقة توقفت بمعظمها نظراً لغلاء سعر مادة "المازوت" المستخدمة لتشغيل المولدات الكهربائية وأجهزة سحب المياه واستجرارها. ويشير المزارع، عبد الحي عبد الحي، وهو أحد المستفيدين من المحطة لـ "العربي الجديد" إلى أنّه "بات الآن عدد كبير من المزارعين يستخدم الطاقة الشمسية لاستخراج المياه من الآبار الارتوازية، ولكنها طريقة مكلفة وهذه المحطة ستوفر الكثير من التكاليف على المزارعين، كما وعدتنا المنظمة بشبكة ري بالتنقيط ودعم بالأسمدة والبذور لتحسين الزراعة".
وبسبب الاكتظاظ السكّاني في الشمال السوري والمخيمات، وقرب المخيمات من بعضها البعض، وعدم وجود شبكات صرف صحي واقتصار تصريف المياه على السواقي بين الخيام وبعض "الحفر الفنية"، انتشر العديد من الأمراض بين سكّان هذه المخيمات، وكان آخرها تسجيل عشرات الإصابات بمرض "القوباء الجلدي" في مخيم الدويلة، بريف إدلب الغربي، ما جعل الإقدام على هذه المشاريع حاجة ملحة، منعاً لتفاقم المعاناة الصحية، ودفع التنمية الزراعية في المحافظة.