أول عودة منظمة للنازحين في أفغانستان

01 أكتوبر 2021
يكابد النازحون الأفغان ظروفاً صعبة (Getty)
+ الخط -

تمكن آلاف الأفغان النازحين الذين يعيشون في مخيم مؤقت وسط كابول من العودة هذا الأسبوع إلى ولاية قندوز (شمال) التي طردوا منها في أغسطس/ آب بعد تقدم "طالبان".

واستحالت حديقة شهرنو في كابول، منذ أشهر، مخيماً للاجئين في الهواء الطلق من أجل استيعاب النازحين الذين يعيشون في ظروف صحية قصوى وينامون على الأرض أو في خيم.

استأجرت منظمة Afghan Volunteer Women's Association الألمانية غير الحكومية عشرات الحافلات الخميس لإجلاء 1068 أسرة من الحديقة للعودة إلى قندوز.

وقال رفيع الله زها وهو عضو في المنظمة الإنسانية، لوكالة "فرانس برس" "لدينا برنامج لإعادتهم الى الديار. كذلك سنمنحهم 10 آلاف أفغاني (حوالى 100 يورو) نقداً حتى يتمكّنوا من شراء الطعام".

(Getty)

كذلك، تخطط المؤسسة لتوزيع مواد غذائية تشمل الدقيق والزيت والأرز بهدف تشجيع هؤلاء النازحين على العودة إلى القرى.

 

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أجبر أكثر من 634,800 أفغاني على الفرار من ديارهم هذا العام ليضافوا إلى حوالي 2,9 مليون أفغاني نزحوا في كل أنحاء البلاد حتى نهاية عام 2020.

وقال هادي (39 عاماً) وهو من قندوز قبل مغادرته كابول "اضطررنا للنزوح بسبب الحرب. لقد دمر منزلنا وتعرض لأضرار بالغة. علينا الآن أن نعود. ليس لدينا خيار آخر". وأضاف "لقد تحسن الوضع الأمني قليلاً، إنه أفضل في منطقتنا".

(Getty)

وأشار هادي إلى أنه يخشى عدم تمكنه من جني "100 إلى 200 أفغاني" (1 إلى 2 يورو) التي كان يكسبها يوميا قبل نزوحه.

ومنذ سيطرة حركة "طالبان" على البلاد منتصف أغسطس/ آب، توقف القتال، وتسود حالياً فترة هدوء غير مسبوقة منذ عقدين.

الهلال الأحمر التركي يقدم مساعدات غذائية للنازحين الأفغان

وفي سياق دعم النازحين الأفغان، قال رئيس الهلال الأحمر التركي، اليوم الجمعة، إنّ منظمته سترسل مساعدات إلى أفغانستان لإطعام المحتاجين من نازحي الداخل.

ويقول فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّ نصف مليون شخص نزحوا عن ديارهم في أفغانستان في الشهور الماضية، وهو عدد يمكن أن يزيد إذا انهارت الخدمات الصحية والمدارس والاقتصاد.

وقال رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك إنّ شحنة الأغذية ستُرسل من باكستان إلى كابول غداً السبت وإنها تكفي 16 ألف شخص لمدة شهر.

وأضاف، لـ"رويترز"، في اتصال هاتفي "هناك أزمة أغذية حادة في الوقت الحالي. توجد حاجة إلى إقرار النظام العام ليكون هناك إنتاج محلي"، مشيراً إلى أنّ من أسباب المشكلة توقف التجارة الدولية والجفاف وتراجع المساعدات الدولية.

وأكد أنّ الهلال الأحمر التركي قدم مساعدات لمناطق كانت تحت سيطرة "طالبان" قبل انسحاب القوات الأميركية وأنه ليس هناك مشكلة في تقديم المساعدات بعد الانسحاب.

وتستضيف تركيا نحو 300 ألف لاجئ أفغاني و3.6 ملايين لاجئ سوري يمثلون أكبر كتلة لاجئين في العالم.

اليونان ترفض تدفق مهاجرين أفغان

من جهة ثانية، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم الجمعة، عقب زيارته مخيماً جديداً للاجئين في جزيرة قريبة من تركيا، إنّ بلاده لن تسمح بأن تشهد حدودها تكراراً لأزمة المهاجرين التي حدثت في 2015 وذلك عقب تدهور الوضع في أفغانستان.

وفي أحدث مثال على تشديد سياستها المتعلقة بالهجرة، افتتحت اليونان مخيماً بتمويل أوروبي في جزيرة ساموس، وهو منشأة مترامية الأطراف محاطة بأسلاك شائكة وتخضع لرقابة مشددة.

وقال ميتسوتاكيس، للصحافيين خلال رحلة عودته إلى أثينا "لن نقبل تدفقات غير محكومة للمهاجرين تكون مماثلة لما حدث في 2015". وتابع أنّ أوروبا بحاجة للعمل مع الدول المجاورة لأفغانستان لضمان بقاء اللاجئين في المنطقة.

واستقبلت اليونان 26 محامية وقاضية أفغانية وعائلاتهن، أمس الخميس، لكن ميتسوتاكيس قال إنّ مثل هذه الحالات "ستكون استثناء... ولا يمكن اعتبارها عاملاً مشجعاً على الهجرة".

وقالت اليونان إنها لا تريد أن تتحول مجدداً إلى بوابة لدخول دول الاتحاد الأوروبي وقد أكملت مؤخراً بناء سور بطول 40 كيلومتراً في منطقة إفروس على الحدود التركية.

وقال ميتسوتاكيس "نجحنا في إرسال رسالة للمهربين وعملائهم مفادها أن القيام بهذه الرحلة عبر بحر إيجه سيكون إهداراً للأموال".

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون