أول تعليق رسمي من بغداد على تقارير إعدام جيش بولندا مهاجرين عراقيين

24 يونيو 2022
اتهامات للسلطات البيلاروسية بممارسة أساليب بوليسية ضد العراقيين (Getty)
+ الخط -

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف إنه لم يثبت لدى سلطات بلاده مقتل مهاجرين عراقيين، وذلك بعد يومين من تقارير نقلتها وسائل إعلام بيلاروسية، وتحدثت فيها عن "المذابح والدفن السري للاجئين المقتولين على يد الجيش البولندي".

ويعتبر هذا التصريح أول تعليق رسمي من بغداد على هذه التقارير.

وعقب التقرير، أعلنت الخارجية العراقية في بغداد ببيان رسمي البدء بتحرّي دقة هذه المعلومات وتكليف السفارات المعنية بالملف بتقصي صحة المعلومات بشكل موثوق، بينما كشفت مصادر دبلوماسية عراقية لـ"العربي الجديد" عن تشكيل خلية أزمة للوقوف على صحة هذه المعلومات من خلال وزارتي الخارجية والهجرة ومستشارية الأمن الوطني العراقي.

ومساء أمس الخميس، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف قوله إنه "لم يثبت لدينا مقتل مهاجرين عراقيين. حالات وفاة حصلت بين المهاجرين العراقيين بسبب بعض الظروف".

وأكّد الصحاف أن "أكثر من 3800 عراقي عادوا بشكل طوعي، إذ عملنا على تعزيز العودة الطوعية للمهاجرين"، لافتاً إلى أن "شبكات تهريب البشر تكيّفت مع إجراءات العراق"، في إشارة إلى التفافها عليها مجدداً، ومن بينها وقف الرحلات المباشرة من العراق إلى بيلاروسيا ودول أخرى مجاورة لها، وفرض إجراءات متعلقة بمكاتب السفر والسياحة ومنح الفيزا، شملت إغلاق عدد منها واعتقال شبكات ثبت تورطها في تسهيل عمليات الهجرة عبر طرق ملتوية مقابل مبالغ مالية متفاوتة تحصل عليها تلك المكاتب.

وأشار الصحاف إلى أن "أعداداً كبيرة من تأشيرات الدخول لبيلاروسيا منحت بطريقة غير شرعية".

وتابع أن "شبكات تهريب البشر اتخذت مسالك عبر واجهات للإيقاع بالعراقيين"، مؤكدا أن "ملف المهاجرين العراقيين تصاعد خلال العام الماضي بشكل غريب".

وشهد العراق نهاية العام الماضي ومطلع عام 2022 الحالي أزمة تكدس الآلاف من المهاجرين على الحدود البيلاروسية البولندية، وتمكنت بغداد من إعادة المئات منهم عبر رحلات جوية متكررة، وغالبيتهم من العراقيين الأكراد، ووجّهت بغداد اتهامات لمينسك بالتورط في استعمال ورقة المهاجرين لضغط على جيرانها الأوروبيين.

وحول الإعلان العراقي الذي ينفي صحة تقارير وجود عمليات إعدام لمواطنين مهاجرين على الحدود البولندية، قال عضو التيار المدني أحمد حقي إن الحدث يستدعي عقد مؤتمر صحافي في بغداد، تعرض فيه الحكومة نتائج ما توصلت إليه من تحقيقات دفعتها لنفي وقوع عمليات إعدام جماعية، كما تحدثت تقارير بيلاروسية بذلك.

وأضاف حقي، لـ"العربي الجديد"، أنه يأمل أيضاً في حال وجود أشخاص فقد الاتصال معهم من المهاجرين أن يخرج ذووهم أو أصدقاؤهم للكشف عن أسمائهم حتى يتسنى التأكد من الموضوع". واصفاً إعلان السلطات العراقية التحقيقات بعد يومين فقط بأنه "متسرع".

وأكد وكيل وزارة الهجرة العراقية، كريم النوري، في وقت سابق تعرض العراقيين العالقين على حدود بيلاروسيا وبولندا إلى انتهاكات من قبل السلطات الأمنية هناك.

وأضاف النوري، في تصريحات للصحافيين ببغداد، أن "الصراع السياسي بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي يجب ألا ينعكس على العراقيين، ونطالب بتطبيق المعايير الدولية ومعايير حقوق الإنسان مع العراقيين العالقين بين البلدين".

وأوضح أن "هناك عصابات بمساعدة الحكومة البيلاروسية تدفع العراقيين نحو المجهول للضغط على الاتحاد الأوروبي"، وتابع "هناك تصرفات خارجة على ما نسمعه من المعايير الدولية وحقوق الإنسان، وتم استخدام "الكلاب البوليسية والرصاص الحي، ضد المهاجرين العراقيين"، متهماً السلطات البيلاروسية بأنها "تمارس أساليب بوليسية ضد العراقيين، وتمنحهم تأشيرة دخول ويتم الضغط عليهم بعدم العودة وهم بين الضغط البولندي ومنع الرجوع من الجانب البيلاروسي"، وطالب النوري الصليب الأحمر بمنع "أن يكون العراقيون ورقة ضغط بيلاروسية على الاتحاد الأوروبي".

المساهمون