أوكرانيا: أنابيب مياه بديلة لبحيرة سدّ كاخوفكا

26 يناير 2024
لا تتوافر المياه في مناطق أوكرانية عدة بعد تفجير سدّ كاخوفكا (ديميتري سموليانكو/ Getty)
+ الخط -

بعد مرور أكثر من نصف عام على تدمير سدّ محطة كاخوفكا الكهرومائية على نهر دنيبرو في أوكرانيا في 6 يونيو/حزيران الماضي، والذي يعتبر خط المواجهة الأولى بين الجيشين الروسي والأوكراني في إقليم خيرسون، ما أدى إلى نقص كبير في مياه مناطق كانت تتغذى من مياه البحيرة الصناعية للسد، تواصل أوكرانيا أعمال إنشاء الخط المركزي لأنابيب المياه إلى المناطق المتضررة.
ويعمل أكثر من 1200 فرد يستخدمون أكثر من 400 آلية مخصصة لأعمال البناء، على مدار الساعة بنظام ثلاثة دوامات لتنفيذ الأعمال، بحسب ما تقول الوكالة الحكومية لإعادة إعمار وتنمية البنية التحتية في أوكرانيا. 

ويزيد طول خط الأنابيب الذي يمتد من بحيرة كاراتشونوفسكويه الصناعية إلى تاماكوفكا على 145 كيلومتراً، وهو سيوفر المياه لنحو مليون من سكان أقاليم دنيبروبيتروفسك وزاباروجيا وميكولايف وخيرسون، بحسب ما أوضح ألكسندر كوبراكوف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون إعادة الإعمار، الذي أضاف: "ينفذ مشروع مدّ خط الأنابيب من النقطة الصفر، وساهم شركاء دوليون في شراء الأنابيب وتوفير المضخات ذات القوة الكبيرة والمعدات اللوجستية لتشغيلها، ونطمح إلى إكمال الأعمال في أسرع وقت". 
أضاف: "خصصت الحكومة ملياراً ونصف مليار من عملة الهريفنا الأوكرانية (40 مليون دولار) من صندوق إزالة تداعيات العدوان المسلح لمدّ خطوط أنابيب المياه، في حين تتولى وكالة إعادة الإعمار إنجاز المشروع". 
ويوضح نائب رئيس الإدارة العسكرية في مقاطعة كريفوي روغ بمقاطعة دنيبروبيتروفسك، ديميترو أوغانيسوف، في حديثه لـ"العربي الجديد"، "أن أعمال البناء تشمل إنشاء 13 محطة ضخ على الخط الساحلي الرئيسي، وقد أُنجز المشروع بنسبة 90 في المائة". 
يضيف: "تهدف المحطات الـ13 التي تقع على امتداد الخط المائي إلى مراقبة عمل المضخات ضمن منظومة خط الأنابيب. وستضم كل محطة 45 مضخة تتوزع بين رئيسية وطارئة واحتياطية تحسباً لأي اضطرابات في إمدادات الطاقة". 
وتساهم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) في مشروع خطوط الأنابيب ضمن برنامج "الدعم الاقتصادي لأوكرانيا"، في حين يعمل مهندسون استشاريون ومشرفون فنيون مستقلون في مواقع البناء. 
وكان سدّ محطة كاخوفكا الكهرومائية قد انهار في 6 يونيو/ حزيران الماضي، وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بالتسبب في الواقعة، ثم بدأت أعمال بناء خط أنابيب المياه في اليوم الثالث من تفجير السدّ الذي أفرغ خزان البحيرة من المياه التي غمرت عدداً من البلدات.

البحيرة الفارغة في سدّ كاخوفكا (سكوت بيترسون/ Getty)
البحيرة الفارغة في سدّ كاخوفكا (سكوت بيترسون/ Getty)

وفي 21 يونيو، أعلن رئيس الإدارة العسكرية في مدينة كريفوي روغ، ألكسندر فيلكول، بدء مد الأنبوب الأول من خط الأنابيب، وأوضح أنه أحد 4 مشاريع ستنفذ في كريفوي روغ بعد تفجير سدّ كاخوفكا من أجل حلّ مشكلات توفير المياه في المنطقة. 
وفيما كان يجري سحب المياه من سدّ كاخوفكا إلى قناة شمال شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014، قطع تدمير السدّ إمدادات المياه إلى المناطق الشمالية من شبه الجزيرة.
ويوضح رئيس تحرير موقع "بوليت نافيغاتور" الإخباري الروسي المتخصص في الشؤون الأوكرانية والروسية، سيرغي ستيبانوف، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "انقطاع إمدادات المياه عبر قناة شمال القرم أوقف الزراعات التي تتطلب محاصيلها الري الوافر، مثل الأرز".  
يضيف: "كانت المياه التي تتوافر عبر قناة شمال القرم تستخدم في شكل أساسي لتلبية احتياجات الزراعة والري في سهول شمالي القرم حيث يُزرع الأرز ومحاصيل أخرى تتطلب كميات كبيرة من المياه، والآن تعترف السلطات بأنه لن يتسنى استئناف إمدادات المياه إلا بعد انتهاء الأعمال القتالية". لكنه يستدرك بأن "أغلب سكان القرم لم يشعروا بتداعيات تفجير سدّ كاخوفكا، إذ تساقطت الأمطار بغزارة العام الماضي، ما جعل كل خزانات المياه ممتلئة إلى حدّ إلقاء الفائض إلى البحر". 
يذكر أن بحيرة سدّ كاخوفكا الصناعية كانت تتسع لـ18 كيلومتراً مكعباً من المياه، ما جعلها أكبر من البحيرات التي تقع أعلى مجرى دنيبرو، مثل كييفسكويه وكريمينتشوغسكويه وكانيفسوكويه. وفاقم انهيار السدّ أزمة المياه في المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو وكييف معاً.

وبعد تفجير السدّ، وصف مدير شركة "أوكر غيدرو إنيرغو" للطاقة الكهرومائية، إيغور سيروتا، ما حصل بأنه "عمل إرهابي روسي"، وقال: "المحطة الكهرومائية غير قابلة للترميم، وبعد انتهاء الاحتلال، ستغلق بحيرة كاخوفكا الصناعية لاستعادة المنسوب اللازم للمياه، وبدء بناء محطة كهرومائية جديدة في الموقع ذاته. يجب أولاً توفير المياه للسكان، ثم البحث في موازاة ذلك عن حلول فنية لبناء محطة جديدة".
وأشار إلى أن عملية بناء محطة كهرومائية جديدة سيستغرق 5 سنوات على الأقل بتكلفة مليار دولار كحد أدنى، وتحدث عن تداعيات بيئية لتدمير السد، باعتبار أن توربينات المحطة ومحوّلاتها كانت تضم 450 طناً من احتياطات زيوت المحركات تصل إلى 450 طناً، والتي تسرّب أكثر من 150 طناً منها إلى نهر دنيبرو، وذهب القسم الأكبر منها إلى البحر الأسود".

المساهمون