ما زال أهالي حيّ جوبر، الذي تعرّض لدمار بالغ أثناء حصار النظام السوري للغوطة الشرقية، ممنوعون من العودة إلى منازلهم بسبب إجراءات يتبعها النظام السوري لتنظيم الحي وهدم المنازل المدمّرة فيه، وذلك بعد تهجير سكّان الحي منذ حوالي 3 أعوام.
خضر عبد الحي، وهو أحد المهجّرين من حي جوبر، يقول لـ"العربي الجديد": "حتى الآن، لا تزال عودة الأهالي للحي ممنوعة، وممنوع على السيارات التوقف في الطريق الذي يربط ساحة العباسيين بمدينة زملكا ويمرّ بحي جوبر، وعلى أطرافه من الجانبين سواتر إسمنتية حتى لا يفكر أحد بدخول الحي".
يضيف عبد الحي: "البلدية بدأت بتنظيم الأحياء القريبة من القابون، وهي تجرف الردم وتنظّف الطرقات، لكن لم يعد أيّ من سكان الحيّ إليه. منذ مدة أعلن في محافظة دمشق عن مخطّط تنظيمي جديد لحيّ جوبر، وعُرض بحيث يمكن للأهالي الموافقة عليه أو الاعتراض، وما أعرفه هو أنهم سيعيدون تنظيم الحي بشكل كامل، وبعد التنظيم سيتم توزيع الأملاك على سكّانه بشكل أسهم، وذلك بعد حسم نحو 20 بالمائة من قيمة العقارات كأجور تنظيم".
بدوره، يقول الخمسيني مالك أبو يحيى، وهو من سكّان الحي، لـ"العربي الجديد": "حالياً أسعى للحصول على ورقة الطابو الخاصة بمنزلي في حيّ جوبر حتى أضمن حقي. حالي حال معظم سكّان الحي الخائفين على أملاكهم، خاصة أنّ الكثير ممّن هجروا من الحيّ ليست معهم أوراق طابو خاصة بمنازلهم وما يملكون في الحي. وحالياً النظام اشترط وجود موافقة أمنية من فرع المزة حصراً، وهو فرع خاص بالمخابرات الجوية، لمن يريد أن يوكل أحد أقاربه للحصول على أوراق الطابو. في المقابل يخاف الكثيرون منهم من التوجه إلى الفرع للحصول على الموافقة الأمنية، خوفاً من الاعتقال من قبل النظام".
وأضاف الخمسيني أنّ سبب خوف الكثيرين وتراجعهم عن توكيل أقرباء لهم، هو الموافقة الأمنية، كون من يراجع فرع المزة قد يُعتقل بذريعة وجود أقارب له في الخارج أو بمناطق سيطرة المعارضة أو الفرار من خدمة الوطن كما يدّعون، وهذا ما يمنع معظم أهالي الحيّ من الحصول على أوراق تثبت ملكياتهم وأوراق الطابو. وتابع: "هناك خوف دائم من أن تسلب أملاكنا في الحي منّا، وهذا جعل محامين نافذين في النظام يسهّلون عمليات بيع المنازل بالتنسيق مع سماسرة، حيث يتمكّن هؤلاء من تحصيل كافة الأوراق المطلوبة للبيع لقاء مبالغ باهظة".
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، وافق مجلس محافظة دمشق على تقرير لجنة الإنشاء والتعمير المتضمن إعلان المخطط التنظيمي التفصيلي لتعديل الصفة العمرانية لعدة أحياء ومناطق في دمشق وريفها، منها حي جوبر، حيث أوضح مدير التنظيم والتخطيط العمراني حسن طرابلسي، وفق ما نقلت عنه وكالة سانا التابعة للنظام، أنّ "هذه المناطق قيد التنظيم وفق الحدود المبنية على المصور ومنهاج الوجائب ونظام البناء الملحقين به لمنطقة جوبر"، وأشار إلى أنّ "المناطق الداخلة بالتنظيم هي ضمن الحدود الإدارية لمدينة دمشق وتبلغ مساحتها 304 هكتارات".
وأوضح حينها للوكالة أنه "سيتم خلال الأيام القادمة إعلان المخطط للعموم لمدة شهر، ببهو مبنى المحافظة والجريدة الرسمية، لتلقي الاعتراضات من أصحاب الحقوق وأهالي المنطقة والتي ستحال إلى اللجنة الإقليمية لدراستها ومعالجة الاعتراضات المحقّة وفق الأنظمة والقوانين".
ويقع الحيّ إلى الشمال الشرقي من العاصمة السورية دمشق، وهو من أقرب أحيائها لساحة العباسيين، وتعرّض لدمار بالغ خلال فترة حصار النظام السوري للغوطة الشرقية التي يُعتبر الحي بوابة لها.