أم تنادي أبناءها من تحت أنقاض درنة الليبية: "هل أنتم أحياء؟"

16 سبتمبر 2023
تتواصل أعمال البحث عن الناجين وانتشال الجثث (أسوشييتد برس)
+ الخط -

مع تواصل أعمال البحث عن الناجين وانتشال الجثث في العديد من المناطق والمدن المنكوبة شرقي ليبيا من قبل الفرق المحلية والدولية، تتكشف كلّ يوم قصة إنسانية من خلال ما ينشره العديد من النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي.

وانتشر مقطع مصوّر في مدينة درنة الأكثر تضرراً جراء الإعصار، لأحد الشباب وهو ينادي أمه: "يا أمي أنت حية؟"، وبعد لحظات تجيبه رغم وجودها تحت الأنقاض: "هل أنتم أحياء؟".

ووصف الصحافي موسى تهوساي المقطع المصوّر بأنه مؤثر جداً، وفي الوقت نفسه يبث الأمل لدى العديد من المواطنين في إمكانية العثور على ناجين في المناطق المنكوبة، بعد مرور 5 أيام على الإعصار المروع.

وأضاف تهوساي لـ"لأناضول"، "مثل هذه المقاطع المصورة تبثّ أيضاً روح التفاؤل لدى فرق الإنقاذ التي أوجه لها التحية، ولا سيما فرق الإنقاذ التركية التي أظهرت خبرتها الواسعة في مثل هذه الظروف".

رسالة أمل

وأشار تهوساي إلى وجود "أمل في العثور على أحياء تحت الركام"، مشدداً على "دور رجال الإنقاذ من كل الدول المشاركة".

كذلك نشر أحد النشطاء المقطع المصور، وكتب: "لا إله إلا الله، الابن يناشد أمه: يا أمي هل أنتِ حية؟ والأم تجيبه: هل أنتم أحياء؟ تطمئن على فلذات أكبادها حتى وهي تحت الأنقاض".

ومعلقاً على المقطع المصور، قال الناشط حسين الشيخي: "هكذا هي الأم، لا تأبه لنفسها، وإنما بأبنائها". وأضاف: "رحم الله أمهاتنا وأمهات المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

وقال المواطن أبو حفص الليبي: "أبكاني مشهد أم يناديها أبناؤها، وهي في مصابها تسأل: أنتم أحياء؟". وأضاف في منشور عبر "فيسبوك": "هكذا هي الأم تنسى نفسها وتذكر أبناءها".

وكانت عاصفة قوية قد ضربت الأحد شمال شرقيّ ليبيا، وأدت الأمطار الغزيرة بكميات هائلة إلى انهيار سدّين في درنة، ما سبّب تدفّق المياه بقوة في مجرى نهر يكون عادة جافاً، وجرفت معها أجزاءً من المدينة بأبنيتها وبناها التحتية. وتدفقت المياه بارتفاع أمتار عدة، وحطمت الجسور التي تربط شرق المدينة بغربها.

وفي ظل صعوبة الوصول والاتصالات وعمليات الإغاثة والفوضى السائدة في ليبيا حتى قبل الكارثة، تتضارب الأرقام عن أعداد الضحايا. وقد أعطى وزراء في حكومة الشرق أرقاماً غير متطابقة، لكن في آخر حصيلة لهم، أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة الشرق، الأربعاء، بأنّ أكثر من 3800 شخص قضوا في الفيضانات. أما المفقودون فبالآلاف، وفق مصادر عدة، بينها الصليب الأحمر الدولي.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون