أمّهات فلسطينيات في سجون الاحتلال...تنكيل وحرمان من فلذات الأكباد

21 مارس 2022
وقفة دعم وإسناد للأسيرات والأسرى في غزة (مجدي فتحي/Getty)
+ الخط -

خلف قضبان السجون الإسرائيلية، لا طعم لعيد الأمّ ولا لأيّ مناسبة، فقط معاناة  مضاعفة لأمهات أسيرات اكتوين بنار البعد والحرمان من فلذات الأكباد إلى أجل غير مسمّى.

إذ تواجه الأسيرات الفلسطينيات ومنهن الأمهات كافة أنواع التّنكيل والتّعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال، بدءاً من عمليات الاعتقال من المنازل فجراً وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهن في السّجون وإبعادهّن عن أبناءهن وبناتهّن لمدّة طويلة.

وأمس الأحد، اعتقل الاحتلال الإسرائيليّ، 10 أمّهات، وهنّ من بين (31) أسيرة يقبعنّ في سجن "الدامون"، بحسب بيان نادي الأسير الفلسطينيّ.

وأوضح نادي الأسير، في بيان بمناسبة عيد الأم، والذي يصادف 21 من مارس/آذار من كل عام، أن إدارة سجون الاحتلال تحرم أطفال وأبناء الأسيرات الأمّهات من الزيارات المفتوحة، وتمكينهن من احتضانهم، عدا عن حرمان البعض منهن من الزيارة، أو عرقلتها في كثير من الأحيان، يرافق ذلك استمرار رفض إدارة السّجون توفير هاتف عمومي لهنّ، رغم المطالبات المستمرة منذ سنوات. 

والأسيرات الأمّهات هنّ: إسراء الجعابيص، فدوى حماده، وأماني الحشيم، ختام السعافين، وشذى عودة، وعطاف جرادات، وسعدية فرج الله، وفاطمة عليان، وشروق البدن، وياسمين شعبان.

وتقضي مجموعة من الأمّهات أحكاما بالسّجن لسنوات، منهن، الأسيرة جعابيص المحكومة بالسّجن (11) عاما، وفدوى حمادة وأماني الحشيم اللتان تقضيان حُكماً بالسّجن لمدة عشر سنوات، ومن بين الأّمهات أسيرة معتقلة إداريًا وهي الأسيرة شروق البدن من بيت لحم. 

وتستمر مواجهة الأسيرات لجملة من السياسات الممنهجة التي ترافقهن طول فترة الاعتقال كعمليات القمع والتنكيل، والإهمال الطبيّ، ومحاولة إدارة السّجون المستمرة سلب حقوقهنّ.  

وتُشكّل إحدى أبرز السّياسات التي يستخدمها الاحتلال بحقّ الأمّهات، اعتقالهنّ  كوسيلة للضغط على أبنائهن المعتقلين أو أحد أفراد العائلة، وإيقاع أكبر قدر من الإيذاء النفسي كما جرى مع الأسيرة عطاف جرادات مؤخرا، وهي والدة الأسرى (عمر وغيث، ومنتصر) جرادات، حيث لم يكتف الاحتلال باعتقالها هي وأبنائها بل أقدم على هدم منزلها. 

وسعى الاحتلال عبر القمع ومحاولته لكسر إرادة الفلسطينيين وعوائلهم لاستهداف الأمّهات الفلسطينيات، فنجد مئات الروايات من الأسرى، التي توضح كيف استخدم الاحتلال الأمّهات، للنيل من أبنائهن المعتقلين، عدا عن أن الآلاف من أمّهات الأسرى اللواتي  حُرمن من أبنائهنّ على مدار سنوات وسلبن حقهن بالزيارة. 

 وفقد المئات من الأسرى أمهاتهم خلال سنوات أسرهم دون السماح لهم بإلقاء نظرة الوداع، وكذلك تواجه زوجات الأسرى تحديات كبيرة وعلى مستويات مختلفة، في ظل استمرار الاحتلال باعتقال أزواجهن، وتضاف إلى ذلك معاناة وقهر الأمّهات والزوجات اللواتي استشهد أبناؤهن وأزواجهن في السّجون، فقد عاشوا حرمان الأسر والفقدان لاحقا. 

 

المساهمون