لا يمكن أن يتخيل كثيرون وقتاً لم تتمتع فيه المرأة بحقوق أساسية في الولايات المتحدة، لكنّ الأمور لم تكن كذلك قبل فترة غير طويلة. ويشير موقع "ريدرز دايجست" إلى أنّ الأميركيات لم يمنحن حق التصويت إلا عام 1920. وارتبط ذلك بجهود بذلتها نساء عاديات، في مقدمهن سوزان أنتوني وإليزابيث كادي ستانتون اللتين ناضلتا لجعل الولايات المتحدة تقدمية، في وقت كانت بلدان أخرى سبقتها في منح المرأة هذا الحق.
بدورها، لعبت الممرضة مارغريت سانجر دوراً بارزاً في منح المرأة حق التحكم في قراراتها الإنجابية، بعدما افتتحت أول عيادة لتحديد النسل في الولايات المتحدة عام 1916، وساهمت في توفير وسائل منع الحمل التي تتمتع بها النساء اليوم.
كذلك كان الحصول على طلاق أمراً صعباً للمرأة، وتخضع قراراته لأحكام القضاة، حتى أن ولايات عدة كانت تطبق قواعد مختلفة حول عدد المرات التي يمكن أن يسيء الرجل إلى زوجته جسدياً قبل أن يُسمح لها بالطلاق، أو تمنعه بالكامل، علماً أن ولاية ساوث كارولينا مثلاً لم تسمح بالطلاق حتى عام 1949.
أيضاً كانت المتزوجات يتشاركن مع أزواجهن جواز سفر، ويمنعن من الاحتفاظ بأسماء عائلاتهن بعد الزواج، علماً أن أصحاب العمل كانوا يرفضون تشغيلهن بأسماء عائلاتهن. كما لم يسمح لهن بالتملك.
ولم تصبح النساء ناشطات في الجيش الأميركي حتى إنشاء الفيلق النسائي عام 1948، في حين شغلن وظائف غير مدفوعة الأجر في مقدمها التمريض خلال الحرب العالمية الثانية.
وحتى أوائل القرن العشرين، كان الرجال يرافقون النساء خارج المنزل، قبل أن تصمم المتاجر الكبرى الأولى أماكن خاصة للنساء، ثم قررت مسارح ومطاعم فتح أبوابها لهن لتحقيق مكاسب من حضورهن، ما غيّر الموازين.
وفي الفترة ذاتها كان ارتداء النساء سراويل مثل الجينز غير قانوني، ثم غيّرت دور الموضة الشهيرة مثل "كوكو شانيل" تصور المجتمع عبر دمج السراويل في مجموعاتهم.
وفي ميادين العمل، واجهت النساء عقوداً طويلة من التمييز على صعيد عدم تنظيم ساعات تشغيلهن، واضطررن إلى تحمل إهانات لا حصر لها مثل التحرش الجنسي، قبل تعزيز قوانين حمايتهن. كذلك لم تسمح كل الولايات بعملهن في هيئات المحلفين حتى عام 1961.
وعلى الصعيد الرياضي، حُرمت الأميركيات من خوض المنافسات حتى عام 1900 من خلال ألعاب محددة، أما اليوم فتعمل اللجنة الأولمبية الأميركية على تأكيد إعطاء مزيد منهن أدواراً وأصواتاً في القيادة.