نقص الحليب الصناعي يُجبر أمهات أوكرانيات مصابات بالإيدز على إرضاع أطفالهنّ الجائعين

03 ديسمبر 2022
الرضاعة الطبيعية تزيد من خطر انتقال العدوى من الأم إلى الطفل (Getty)
+ الخط -

تظهر انعكاسات الحرب الروسية-الأوكرانية، على النظام الصحي، خاصة بعدما تعرضت المرافق الصحية إلى مئات الهجمات، مما أعاق وصول الإمدادات والمعدات الأساسية، وهو ما يطرح معضلة أمام الأمهات المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز). إذ تفتقر العديد من الأمهات في أوكرانيا إلى الحليب الصناعي والأدوية اللازمة لمنع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل، وهو ما يجعلهن أمام خيارات صعبة، إما إرضاع أطفالهن مع إمكانية نقل الفيروس إليهم، أو تركهم يموتون جوعاً، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أخيراً.

وبيّن التقرير أن نقص الحليب الصناعي يعني أن الأمهات اللواتي لم يعد بإمكانهن الوصول إلى العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ARV) يجبرن على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، مما يزيد من خطر انتقال العدوى من الأم إلى الطفل، وهذا ما يتعارض مع القوانين الدولية التي تكفل حقوق الإنسان.

الحرب فاقمت المعاناة

تشكل الفتيات والنساء أكثر من نصف المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية عالمياً، إذ كشف برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز أن 20.2 مليون إمراة مصابة بالفيروس من أصل 37.7 مليون شخص.

في أوكرانيا، لا يوجد رقم إجمالي عن عدد المصابات بالفيروس، ولكن البلاد لديها واحد من أعلى معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم، مع أكثر من 13000 إصابة جديدة سنوياً، وثاني أعلى معدل انتشار في أوروبا وآسيا الوسطى، مع أكثر من 250 ألف شخص مصاب، وفق برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة.

حاولت أوكرانيا قبل الحرب، مواجهة الفيروس، من خلال تقديم العلاجات الأساسية، خاصة للأمهات لمنع نقل العدوى، وكانت وزارة الصحة الأوكرانية تخطط لتقديم طلب للحصول على شهادة من منظمة الصحة العالمية، للإعلان عن نهاية انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل في البلاد. إلا أن الحرب أوقفت هذا المشروع.

بحسب البيانات، فقد انخفض معدل انتقال فيروس نقص المناعة البشرية في العام 2021 إلى 1.3 في المائة، بعدما سجل 27.8 في المائة في العام 2001، إلا أنه المرجح أن تكون هذه النسب قد زادت بشكل كبير، وفقاً لتقرير "ذا غارديان".

الرضاعة ونقص المناعة

عادة لا ينصح الأطباء، الأمهات اللواتي يعانين من فيروس نقص المناعة بإرضاع أطفالهن، وتوصي في هذا الصدد، منظمة الصحة العالمية بضرورة أن تتمكن الأمهات المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية من الرضاعة الطبيعية، في حال كان بإمكانهن الحصول على العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية وتشخيص الحمل الفيروسي كل شهر،  على اعتبار أن الرضاعة الطبيعية مهمة جداً لنمو الطفل.

الحاجة إلى المساعدة

لكن منذ الغزو الروسي في فبراير/ شباط، بدأت تزداد معاناة الأمهات، المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية في أوكرانيا، بعدما انهارت النظم الصحية في العديد من المناطق. بالنسبة للأمهات الجدد المصابات بالإيدز في أوكرانيا فإن الحصول على الأدوية، يعد أمراً صعباً، إذ تعرض أكثر من 700 مرفق صحي للهجوم وتشرد أو جرح أو قتل أعداد لا حصر لها من العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى، بحسب ما أوضح  تقرير "ذا غارديان" البريطانية.

ووفقاً للمصدر نفسه، تحتاج النساء بشدة إلى المساعدة من الحكومات والمجتمع الإنساني لمكافحة انتقال فيروس نقص المناعة البشرية إلى الجيل القادم من الأطفال في أوكرانيا. إن الوصول إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين لديهم خبرة كافية في التعامل مع حالات الأمهات المصابات بالإيدز ومنع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل - دون وصمة العار والتمييز - غير متوفر، خاصة في الأجزاء الغربية من أوكرانيا.

وأشار إلى أن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، قدّم لأوكرانيا 15 مليون دولار (12.5 مليون جنيه إسترليني) في شكل تمويل طارئ ووفر الأدوية والمعدات والإمدادات المنقذة للحياة - بما في ذلك المولدات الكهربائية لمرافق صحية معزولة عن الكهرباء. كما تلقت منظمة "المرأة الإيجابية" أموالاً من الصندوق العالمي لتوفير الرعاية والدعم للنساء وأطفالهن. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من المساعدة من الحكومات والمنظمات في جميع أنحاء العالم.

المساهمون