أمنيات 2022: الجزائريون يحلمون بـ"يأس أقل"

01 يناير 2022
تطلعات بعيدة للجزائريين (بلال بن سالم/ Getty)
+ الخط -

اعتاد الجزائريون أن يرحّلوا أمنياتهم من عام إلى آخر. وفي 2022، يتطلعون إلى محطات لا تشبه تلك التي كانت في عام 2021، الذي شهد حراكاً شعبياً وانتخابات وحرائق وأزمات تموين ستبقى أحداثها في الذاكرة. فيما ينشغل بتحضير حلقة جديدة من البرنامج السياسي الذي يقدمه، يعرض الإعلامي بلقاسم عجاج لـ"العربي الجديد" تطلعاته لعام 2022، ويشير إلى أنه يأمل في أن "تكون سنة استعادة ثقة المواطنين في السلطة، وتحسين أوضاعهم المعيشية، وأن ترتقي الصحافة لتصبح فعلاً ضمير الأمة، وتلعب دورها في وضع ممارسات السلطات على الطريق الصحيح وتصويبها، وإزالة المحسوبيات".
ويشير إلى أنه يطمح إلى أن "ينهي العام المقبل أفكار ركوب الشباب قوارب الموت والهجرة السرّية بحثاً عن مستقبل أفضل، وأن تتعزز الروح الوطنية للمواطنين من أجل قيادة عمليات البناء داخل تراب الوطن، وتُعمم إنجازات المنتخب الوطني الفائز ببطولة كأس العرب لكرة القدم أخيراً على باقي القطاعات الاقتصادية والخدماتية والتجارية والعلمية والتربية، وأن تعزز البلاد علاقاتها مع دول الجوار في أفريقيا".
في المقابل، لا تتخطى أمنيات سمية قرفي، طالبة "ماجستير ميكانيك" في جامعة بومرداس (شرق)، دائرة التطلعات الشخصية وتقول لـ"العربي الجديد": "السنة الجديدة مفتاح دائم للخير والأمنيات الجميلة. أريد أن أنهي عام 2022 بمشوار دراسي ناجح يفتح لي الباب نحو طموح الانتقال إلى الدراسات العليا. أما اجتماعياً، فأتمنى فقط أن تحمل السنة الجديدة الخير للجميع، وتزيح غيمة فيروس كورونا كي تعود الحياة إلى مجراها الطبيعي، بعد عامين عصيبين على الجزائريين والعالم، ترافق مع انقطاع اللّقاءات الأسرية والاجتماعية في خضم الأزمة الصحية".

ويتطلع وليد فرحات، الذي يملك شركة للبرمجيات في ولاية الشلف (غرب)، وينخرط في نشاطات جمعية خيرية، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى "نجاح مشروعه المهني، وأن يجد الشبان العاطلون عن العمل مجالات مناسبة لإثبات قدراتهم". يضيف: "اختار العديد من أصدقائي الهجرة السرّية التي أرى أنها مؤشر سلبي وغير مطمئن للتأثيرات المؤذية لارتفاع أرقام البطالة وإفلاس عشرات من الشركات، وحالة اليأس التي يعيشها الشبان، خصوصاً أولئك الذين تخرّجوا بشهادات عليا من جامعات".
من جهتها، تتساءل أستاذة الاتصال الجماهيري في جامعة البليدة، فوزية مصباح، في حديثها لـ"العربي الجديد"، عن الفارق بين العام الذي انقضى والجديد. ثم تتمنى أن تنتهي جائحة كورونا وأزماتها، وتتحسن ظروف الحياة اليومية للجزائريين التي يقضونها بين الازدحام المروري وانتظار الفرص. وتقول: "أرغب، على مشارف العام الجديد، في تنفيذ مشاريعي المتوقفة منذ سنوات، وأهمها إطلاق منصتها الخاص للتعليم عن بعد، بعدما اختبرت العمل في هذا المجال خلال الجائحة، وذلك بالتوازي مع متابعتي المحاضرات الجامعية".

شبان الجزائر يأملون بخفض البطالة (بلال بن سالم/ Getty)
شبان الجزائر يأملون في خفض البطالة (بلال بن سالم/ Getty)

ويلفت عبد الكريم تاجديت، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن "صور الهجرة السرّية عام 2021 أدمت القلوب، وسط تفشي الجريمة، وانعدام الرؤية الواضحة لمستقبل الشباب". ويأمل في تحقيق أمنيات تغيير وظيفته التي يمتهنها منذ أربع سنوات مقابل أجر يقل من 100 يورو (113 دولاراً) شهرياً، مشيراً إلى أنه يتشارك مع زملائه الذين يعملون بنظام التعاقد على أمل تنفيذ الحكومة الوعد بتثبيتهم.
ويربط آخرون العام الجديد بتحقيق أحلام طال انتظارها، وشفاء المرضى، وأيضاً بنيل شبان موقوفين في السجون حريتهم. ويؤكد محمد خليفات، طالب السنة الثالثة في كلية الطب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "العام الجديد هو صيغة مصغرة عن احتياجات كل شخص، لذا يربطه البعض بتحقيق هدف، وآخر بانتهاء فترة ضبابية يعيشها بسبب أزمة أو مشكلة. كما يريد كُثر أن تتحسن وظائفهم في العام الجديد، أو الحصول على عمل أو سكن، لذا ننظر إليه باعتباره منبعاً للتفاؤل مهما كانت الظروف، علماً أن كُثراً يريدونه أن يكون أفضل من العام الماضي الذي خسر فيه جزائريون أحبتهم بسبب فيروس كورونا".

آداب وفنون
التحديثات الحية

وفي عام 2022، يتمنى المصور المحترف أمين شيخي الذي أغلقت الصحيفة التي عمل فيها قبل عام، أن تتوسع مساحات الإعلام ويرفع التضييق الحاصل. ويقول لـ"العربي الجديد": "أدافع كوني إعلامياً عن الحق، وأكشف المستور بالصور. وبعد أعوام من العمل والمثابرة أتمنى أن نكون رائدين، وألا يسبقنا أحد في حرية الإعلام، وتناول المواضيع مهما كانت، وأن نختلف في طرحها من دون أن نتهم بعضنا البعض بالعمالة".
يضيف: "أتمنى كمصور أن تتاح لنا فسحة كبيرة من الحرية لتحرير تاريخ البلد المادي وغير المادي من التهميش، وإبرازه وإخراجه إلى العلن. وأتمنى أيضاً أن نكون رائدين في العالم في مجال التصوير".

المساهمون