أمطار غير مسبوقة في الكفرة الليبية وحكومتا البلاد تستنفران

12 اغسطس 2024
هكذا بدت الكفرة الليبية وسط الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة، 11 أغسطس 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أعلنت بلدية الكفرة الليبية حالة الطوارئ القصوى بعد فيضانات غير مسبوقة منذ عام 1952، مما أدى إلى إجلاء 26 حالة من مستشفى المدينة و19 مواطناً سودانياً.
- وصف المتحدث باسم البلدية الوضع بأنه "بالغ السوء" نظراً لافتقار الإمكانيات، مع توقعات باستمرار هطول الأمطار وزيادة التحديات الإنسانية بسبب اللاجئين السودانيين.
- أصدر رئيسا حكومتي طرابلس وبنغازي تعليمات برفع درجة الاستعداد القصوى وتسخير كافة الإمكانيات لمساعدة المتضررين، مع دعوة السكان للابتعاد عن أماكن جريان الأودية.

أعلنت بلدية مدينة الكفرة الليبية حالة الطوارئ القصوى على خلفية هطول كميات كبيرة من الأمطار على المنطقة الواقعة في أقصى جنوب شرق ليبيا، في حين استنفرت حكومتا البلاد في طرابلس وبنغازي فرق الاستجابة والطوارئ. وبحسب المركز الوطني للأرصاد الجوية، فإنّ كميات الأمطار التي هطلت على الكفرة الليبية لم تُسجَّل منذ عام 1952، وقد حذّر من هطول كميات أخرى في اليومَين المقبلَين على مناطق الجنوب، خصوصاً المناطق الحدودية مع السودان مثل الكفرة، الأمر الذي قد يتسبّب في جريان الأودية.

وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ، ليل أمس الأحد، إجلاء 26 حالة من داخل مستشفى مدينة الكفرة الليبية بعد أن تدفّقت المياه إلى داخله وغمرت معظم أجزائه. كذلك أجلت 19 من المواطنين السودانيين الذين كانوا قد لجأوا إلى ليبيا هرباً من الحرب في بلادهم، بعد أن تعرّضت مساكنهم إلى الانهيار بسبب العواصف الشديدة والأمطار الغزيرة.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، وصف المتحدّث باسم بلدية الكفرة الليبية عبد الله سليمان الوضع في المدينة بأنّه "بالغ السوء" في ظلّ افتقار البلدية إلى أقلّ الإمكانيات لمواجهة الأمطار. وأوضح سليمان أنّ البلدية وجّهت نداءً إلى الحكومتَين، مذ وردت التقارير الخاصة بالأحوال الجوية، بالأرصاد الجوية بشأن قرب تعرّض المنطقة لموجة أمطار غزيرة. أضاف أنّ المدينة ما زالت معرّضة للخطر في ظلّ تأكيدات بشأن استمرار وصول موجات جديدة من الأمطار.

ولفت سليمان إلى أنّ المدينة صارت، منذ أشهر، وجهة للسودانيين الذين هجّرتهم الحرب من بلادهم، وبيّن أنّ "الجميع يتكاتف من أجل تقديم العون لهم". لكنّه يقرّ بأنّ "حجم التحدّي كبير، وثمّة عشرات من الأسر السودانية في الكفرة، مشرّدة في العراء الآن، إمّا لأنّ منازلها انهارت وإمّا لأنّ المياه اجتاحتها".

وفيما شدّد سليمان على ضرورة أن توجّه الحكومتان فرق الإغاثة والطوارئ في ليبيا إلى المدينة، أفاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بأنّه أصدر أوامره إلى كلّ الوزارات والهيئات المختصة من أجل رفع درجة الاستعداد القصوى وتسخير إمكانياتها وتجهيزاتها اللازمة من أجل الانتقال بها إلى بلدية الكفرة الليبية. أضاف الدبيبة، في تدوينة على موقع إكس، أنّ ذلك يأتي بهدف مساعدة المواطنين المتأثّرين بالأمطار التي تسبّبت في سيول وأضرار بالممتلكات العامة والخاصة.

بدوره، نشر رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد تدوينة على حسابه على موقع إكس، أفاد فيها أنّهم يتابعون "بحرص شديد" المستجدات المرتبطة بأوضاع المواطنين والمقيمين والنازحين في مدينة الكفرة الليبية، وكذلك تلك المتعلقة بالأضرار التي نجمت عن تقلبات أحوال الطقس وهطول الأمطار الغزيرة على المدينة، مع الجهات المحلية ومع الغرفة الأمنية المشتركة المشكّلة ما بين وزارة الداخلية وقيادة الجيش.

وفيما حذّر حماد من احتمال انهمار كميات أكبر من الأمطار على مدينة الكفرة الليبية في الساعات المقبلة، دعا السكان إلى الابتعاد عن أماكن جريان الأودية، من أجل الحفاظ على سلامتهم. وأشار إلى أنّه طالب الجهات كلها بإحاطته بتقارير بشأن المستجدات، بالإضافة إلى "تسخير كلّ الإمكانيات" من أجل تجاوز الأزمة القائمة في الكفرة الليبية، والتأكّد من سلامة السكان من خلال تكثيف الجهود.

المساهمون