قالت وزارة التربية العراقية في بغداد، اليوم الأربعاء، إن أكثر من مليوني عراقي غير مُتعلّم خضع لدورات التعليم الأساسي وتخرّج منها خلال السنوات العشر الماضية، ضمن مشروع محو الأمية الذي أطلق عام 2012 بدعم من منظمة يونسكو.
ولا تتوفر أرقام دقيقة لعدد أو نسبة الأشخاص الذين لا يجيدون القراءة والكتابة في العراق، لكن تقديرات غير مبنية على مسوح أو دراسات أكاديمية تقدم أعداداً كبيرة كان آخرها، ما أعلنه عضو نقابة المعلمين العراقية ناصر الكعبي، بوجود أكثر من 12 مليون شخص أُمّي في العراق، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) في وقت سابق عنه.
وأوضح الكعبي أن الأمم المتحدة هي من زودتهم بالنسبة، لكن تقارير سابقة لوزارة التخطيط، قالت إنّ 13 بالمائة من مجموع المواطنين هم أميون (يبلغ عدد سكان العراق 41 مليونا).
واليوم الأربعاء، قال المتحدث باسم الجهاز التنفيذي لمحو الأمية في وزارة التربية العراقية ببغداد، مؤيد العبيدي، إنه تم تحديد السادس من شهر مايو/أيار المقبل، موعدا لانطلاق الامتحانات النهائية للدفعة العاشرة من الدارسين الأميين لمرحلتي الأساسي والتكميلي، كما تم تحديد العاشر من الشهر نفسه، موعدا لانطلاق امتحانات المراكز المجتمعية للأميين للعام الدراسي الحالي.
وكشف العبيدي في تصريحات نقلتها صحيفة الصباح الرسمية اليوم، عن "نجاح الوزارة على مدى عشرة أعوام ومنذ إطلاق مشروع محو الأمية في البلاد خلال العام 2012 حتى الآن، بتخريج مليونين و50 ألف دارس من مراكز محو الأمية والمراكز المجتمعية، وهو ما نتج عنه تسجيل انخفاض واضح في عدد الأميين بالبلاد نتيجة للحملة".
وأشار إلى "حاجة الوزارة للدعم من قبل مؤسسات الدولة للقضاء على الأمية بشكل نهائي، إضافة إلى ما تقدمه منظمتا يونسكو ويونيسف بهذا الصدد".
وحقّق العراق بين عامي 1979 و2003، مراتب متقدمة في القضاء على الأمية عبر حملات واسعة شملت جميع مدن وقصبات البلاد، عرفت باسم "القضاء على الأمية" ، قدمت خلالها السلطات مغريات وامتيازات عديدة لمن يغادر مرحلة الأمية عبر وظائف أو رفع قيمة المرتبات المعاشية التي حصل عليها.
وحول ذلك قال المستشار السابق لبرنامج محو الأمية في بغداد، محمد عدنان لـ"العربي الجديد"، إن "جميع الأرقام التي تطرح نسب أو مجموع الأميين في العراق قائمة على اجتهادات وتخمين، وليست ضمن مسوح أو دراسات".
وأضاف: "هناك حاجة لإجراء إحصاء سكاني عام يتضمن الكثير من المؤشرات الاجتماعية ومنها التعليم، لأن السنوات التي أعقبت الاحتلال كانت مظلمة علميا، والأمية أصابت فئة الشباب، والتسرب من المدارس مستمر". مؤكدا الحاجة لوجود مراكز دائمة للتعلم في كل مدينة عراقية، مع طرح الحكومة برامج شاملة لمعالجة واحدة من أسوأ مخلفات الغزو الأميركي للعراق".