- قصص مأساوية للناجين تكشف عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، مع تأكيدات من وزارة مواجهة الكوارث والأزمات على استمرار إرسال المساعدات، خصوصًا إلى ولايتي بغلان وتخار حيث الحاجة ماسة.
- الناشطون والمؤسسات الخيرية يشددون على الحاجة الملحة لتوفير الإيواء، المياه الصالحة للشرب، الغذاء، والملابس للمتضررين، في ظل تحديات توصيل المساعدات بسبب وعورة الطرق، وسط تقديرات بأن عدد القتلى تجاوز 400 شخص.
بينما تتوقع هيئة الأرصاد الجوية في أفغانستان هطول مزيد من الأمطار في 22 ولاية، منها بغلان وغور وسمنغان وتخار التي غمرتها الفيضانات الجارفة الجمعة الماضي، لا يزال عدد كبير من المتضررين يعيشون في العراء وتحت السماء، ولم يتلقوا مساعدات كافية.
وطالبت هيئة الأرصاد الجوية المواطنين بأخذ الحيطة والحذر، ما جعلهم في قلق أكبر، خصوصاً أنهم لا يزالون يعانون من الآثار المدمرة لكارثة الجمعة الماضي، وهم في أمسّ الحاجة إلى مساعدات عاجلة وعون للحصول على إيواء، كذلك لا يزال أشخاص في عداد المفقودين.
قال قاري زينت الله، أحد سكان مدينة بوليخمري، عاصمة ولاية بغلان، الذي يساعد منكوبين لـ"العربي الجديد": "الحال يرثى لها. دمرت فيضانات نتجت من هطول أمطار لمدة نصف ساعة فقط أحياءً بكاملها باتت بلا أثر وأكوام وحول، في حين كانت تضم أسواقاً وحياة. وقد يوجد تحت الوحول والركام جثث مفقودين".
يتابع: "قضت أسر بكاملها لم يبقَ أي فرد منها. وخلال زيارتي مديرية بوركي في ولاية بغلان لم أعثر على أسرة أو عائلة لم تخسر أحد أفرادها أو عدداً منهم. التقيت رجلاً لا تزال زوجته وابنه وابنته في عداد المفقودين، وهمّه الأول والأخير الآن أن يعثر على جثامينهم لدفنهم كي يرتاح باله. ولدى مئات من المتضررين حكايات مماثلة، في ظل افتقارهم إلى احتياجات الحياة الأولية بعدما خسروا ما كان لديهم".
وأكدت وزارة مواجهة الكوارث والأزمات الطبيعية في حكومة حركة "طالبان"، في بيان، تواصل عملية إرسال المساعدات إلى منكوبي الفيضانات في كل ربوع أفغانستان، مع التركيز على الشمال، تحديداً ولايتي بغلان وتخار، حيث معاناة السكان أكبر. وأشادت بدور جميع الدوائر الحكومية المعنية، وطالبت جميع المؤسسات الدولية والمحلية بأن تسرع في تنفيذ عمليات الإغاثة لأن حجم الكارثة كبير.
وقال الناشط في مؤسسة إحساس الخيرية رحمة الله همت لـ"العربي الجديد": "حدثت الكارثة فجأةً، ولم يكن أحد مستعداً لمواجهتها. خسر مواطنون أهلهم وأقاربهم ومنازلهم والمواشي والأراضي الزراعة، والحاجة ملحة حالياً لتوفير الإيواء والمياه الصالحة للشرب والغذاء والملابس. تصل مساعدات، لكنها غير كافية، وبسبب وعورة الطرقات ليس من السهل إيصالها".
والجمعة الماضية، غمرت مياه الفيضانات فجأةً مناطق شاسعة في ولايتي بغلان وتخار في الشمال، وسمنغان في الغرب وبعض المناطق في الجنوب والشرق، ما أدى إلى مقتل 330 شخصاً، بحسب الإحصاءات الرسمية، بينما تشير إحصاءات غير رسمية إلى أن عدد القتلى تجاوز 400، كذلك دمرت الفيضانات آلاف المنازل.